2024/04/26 11:49:29 مساءً
الرئيسية >> ملفات >> دراسة أكاديمية عن ثورة 21 سبتمبر.. كيف حولت القوى الانتهازية الثورة إلى انقلاب (3ـ 3)

دراسة أكاديمية عن ثورة 21 سبتمبر.. كيف حولت القوى الانتهازية الثورة إلى انقلاب (3ـ 3)

 

  • بعد فراره إلى عدن اصدر هادي بياناً ختمه بتوقيع “رئيس الجمهورية” قال فيه “أن جميع القرارات التي اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها”، وهنا بداء هادي ومعه الاحزاب المؤيدة له بالانقلاب على اتفاق السلم والشراكة وكذا رفض الشرعية الثورية التي جاءت في الاساس كمعالجة لا بديل عنها لسد الفراغ الدستوري.
  • كان الهدف من مؤتمر الرياض الذي شارك فيه 400 من السياسيين المينيين عرفت اسمائهم والمبالغ التي تسلموها بالريال السعودي هو انتاج شرعية للعدوان السعودي في عدوانه الهادف إلى تمزيق اليمن مذهبياً ومناطقيا  وتأجيج الصراع الداخلي بغطاء انقاذه واستعادة الدولة
  • ساهم “بيان الرياض ” في خداع وتضليل المجتمع الدولي بشأن قضايا الاغاثة والعمل الانساني كما بتثبت فرض الحصار على اليمن وتسويق ذرائع العدوان بمحاولاته اعادة “مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها من داخل الاراضي اليمنية.

 في الحلقة الثالثة والأخيرة لدراسته القيمة حول ثورة 21 سبتمبر، يقدم القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري رئيس تكتل ” ناصريون ضد العدوان” ادريس الشرجبي عرضا تحليلا لمؤتمر  الرياض واسباب دعوة السعودية إلى عقد مثل هذا المؤتمر والتي لم تكن بعيدة عن مساعيها المحمومة لإيجاد ذرائع تمنحها الشرعية في عدوانها العسكري على اليمن.

يتناول الباحث ايضا النتائج الكارثية التي ترتب عليها  “اعلان الرياض” وهي النتائج التي استند عليها العدوان السعودي في تحقيق اهدافه بشرعنة عدوانه الهمجي على اليمن وتدميره وتوفير الغطاء لمجازره المروعة بحق المدنيين وحشر اليمن في دوامة حروب وصراعات مناطقية وطائفية ناهيك بذرائع وضع المين تحت طائلة الحصار.

كما يتناول الباحث بالتحليل تفاصيل انقلاب هادي والقوى الانتهازية على اتفاق “السلم والشراك” ولجوئهم إلى العنف المسلح من ا جل ذلك، ويعرج على مؤتمر الرياض” الذي يقول إن النظام السعودي حشد له سعيا إلى الحصول على شرعية لعدوانه الهمجي على اليمن  ناهيك بما فعله بيان الرياض” من دور كارثي في خداع وتضليل المجتمع الدولي بشأن قضايا الاغاثة والعمل الانساني كما بتثبت فرض الحصار على اليمن وتسويق ذرائع العدوان بمحاولاته اعادة “مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها من داخل الاراضي اليمنية.

ويختتم الباحث دراسته بخلاصات تؤكد افتقاد الفار عبد ربه منصور لكل الشرعيات الدستورية والقانونية والتوافقية والسياسية، كما يستعرض الدور الذي ادته  اللجان الثورية بعد فرار هادي وحكومته إلى عدن في مساري الانجازات والاخفاقات.

هنا نص الجزء الثالث والأخير  من الدارسة..

مؤتمر الرياض في مايو 2015

وصلت الوقاحة بالمملكة الى حد المجاهرة وفضح كل عملائها، نهارا جهاراً بعد ان جمعتهم في مؤتمر عقد في الرياض حضره حوالي 400 خائن وعميل، عرفهم شعبنا بالاسم وثمن كل واحد منهم قرين اسمه بالريال السعودي، وعقد ما عرف بـ “مؤتمر الرياض” وصدر عنه وثيقة ” اعلان الرياض”.

بقراءة متأنية للبند الاول في ” اعلان الرياض ” والذي نص على: انقاذ اليمن واستعادة مؤسسات الدولة، يتبين أن الآلية التي اعتمدها لتنفيذ ذلك ارتكزت على آليات عدوانية مبطنة الهدف منها استمرار العدوان الخارجي وتمزيق البلاد من خلال دعم الحرب الاهلية، وذلك كما يلي:

1 – استمرار العدوان السعودي الصهيوامريكي على بلادنا وذلك من خلال استمرار القصف الجوي لكل المحافظات اليمنية وعلى كل ابناء الوطن تحت الادعاء بانهم يعملون على “إنهاء عدوان قوى التمرد وإسقاط الانقلاب ومحاسبة الضالعين فيه واستعادة الأسلحة وإخراج المليشيات من العاصمة صنعاء ومدينة عدن ومحافظات صعدة وكافة المدن والمحافظات وضمان عدم عودة منظومة الفساد والتخلف والاستبداد مجددا”.

2- دعم الصراع الداخلي بالوقوف الى جانب ما اطلقوا عليها “دعم وتنظيم المقاومة الرسمية والشعبية تحت القيادة الشرعية في كافة المناطق التي تتواجد فيها مليشيات الانقلاب والتمرد”. والتساؤل هنا من هي القوى المقصودة بالرسمية؟  انها ليست القوات المسلحة اليمنية، وانما المقصود هنا القوة التي يجري تشكيلها في منطقة العبر بقيادة المقدشي واساس هذه القوى التي اطلق عليها تاليا الجيش الوطني، عناصر القاعدة التي كانت موجودة في حضرموت بالإضافة الى عناصر يتم استقدامها من خارج البلاد على غرار تجربة الجيش الحر بسوريا.

اما دعم عناصر المقاومة الشعبية في تعز ففي الاساس ان عناصر هذه المقاومة تتكون من اعضاء حزب الاصلاح بالإضافة الى عناصر من قطاع الطرق، وبالتالي ان دعم هذه العناصر سوف يؤدي الى اشتعال الحرب المذهبية كون هذه العناصر تحمل معتقد القتال ضد من يصفوهم بأنهم ” المجوس الروافض” والمقصود بذلك اتباع المذهب الزيدي وليس فقط انصار الله.

كما ان الخطاب والشعار الذي رفعته هذه المليشيا لم يكن استعادة الدولة اليمنية بل الدفاع عن تعز بنفس مناطقي معلن وواضح ليس له أي ارتباط بالولاء الوطني؛ فهم ينكرون على الخصم حق التواجد في منطقتهم ويطالبونهم بالعودة الى الشمال والى “كهوف مران”.

مما لا شك فيه ان الهدف كان تمزيق الوطن مذهبياً ومناطقيا وبغطاء انقاذ اليمن واستعادة الدولة، وما ينطبق على مقاومة تعز ينطبق على مقاومة عدن.

 3- الاستمرار في جريمة محاصرة شعبنا بحريا وجويا والعمل على المخادعة للمجتمع الدولي وذلك من خلال ادعائهم انهم سوف يعملوا على “حشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لأعمال الإغاثة والعمل الإنساني وتوسيع نطاقها ورفع مستواها وتوفير الخدمات الأساسية والغذاء والدواء ومستلزمات الإغاثة اللازمة لهم وبما يضمن وصول هذه الإغاثة لمستحقيها وإقامة مناطق خاصة للنازحين داخل اليمن وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة العالقين في الخارج”.

مع ان كذبهم في هذا المجال تأكد من رفض استمرار الهدنة الانسانية اولاً وثانياً من خلال استمرار الحصار ومخادعة العالم بانهم يستقبلوا المساعدات لتفرغها في دولة جوبتي ولا تصل الى الموانئ اليمنية وقد ادرك شعبنا هذه المؤمرة المكشوفة بعد مرور اكثر من خمسين يوما على العدوان والحصار.

كما ان العالقين في الخارج قد ادركوا زيف وكذب ادعائهم ، اما موضوع اقامة مناطق خاصة للنازحين داخل اليمن، فان قصفهم لمخيم النازحين بالمزرق يؤكد بانهم يسعوا الو تشتيت واذلال ابناء شعبنا ووضعهم في معسكرات الاذلال وليس مخيمات للنازحين، كما ان هذه الرغبة لديهم تكشف نيتهم التوسع بقصف المنازل والمناطق السكنية وقد كشفوا عن ذلك من خلال مطالبتهم بالنزوح من مدينة صعده وعشرات الكيلومترات من المواقع التي يقصفونها بصنعاء مثل فج عطان ونقم وغيره.

4 – العمل على اعادة كل الخونة وفرضهم بالقوة على شعبنا بادعائهم انهم يعملوا على “عودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها من داخل الاراضي اليمنية.

5 -محاولة التضليل والادعاء بأنهم سوف يعملوا على ” الحفاظ على النسيج الاجتماعي والحيلولة دون تفكيك المجتمع اليمني وانزلاقه إلى صراعات وانقسامات اجتماعية على أسس مذهبية ومناطقية وجهوية.” في حين كل اعمالهم تدمر النسيج الاجتماعي وتفكك المجتمع والوطن الى كنتونات متقاتلة مذهبياً ومناطقياً .

6 – العمل على تصفية القوات المسلحة والامن وذلك من خلال قصفها من قبل العدوان الخارجي والتهديد لعناصرها كما قالوا ب “مسائلة القيادات العسكرية والأمنية والسياسية الضالعة في الانقلاب على الشرعية المسؤولين عن إشعال الحرب والفتنة الداخلية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مختلف المدن اليمنية وبالذات مدينتي عدن وتعز وإحالتهم لمحاكمة عادلة ومنصفة.، فكل القادة العسكرين لا خيار امامهم اما القصف الجوي من العدوان الخارجي أو تقديمهم للمحاكمات.

7 – احتقار كل العملاء المشاركين بمؤتمر الرياض خاصة ممثلين احزاب اليسار والقومين الذين قبلوا هذه الفقرة وهي مؤكدة فعلاً بانهم يفتقدوها وبالتالي وافقوا على ان يتم “وضع استراتيجية وطنية بمشاركة كافة الأطراف السياسية والمجتمعية لمحاربة العنف والإرهاب ومناهضة التعصب (الطائفي والمناطقي والمذهبي والسلالي) والعمل على نشر القيم الوطنية والقومية ”

القوميون المشاركون في مؤتمر الرياض بدوا وكأن آل سعود يعلمونهم القيم الوطنية والقومية هزلة ورب الكعبة.

8 – لم يطالب المشاركون في المؤتمر دول العدوان بالتعويضات على الاقل عن تهديم المصانع والمحلات التجارية والمنشآت المدنية باعتبارها لم تكن اهداف عسكرية، وقعوا هم وهادي على ضربها ، وهذا ما يؤكد ان كل القصف الهستيري الذي طال كل شَيْء في البلاد كان بموافقتهم. استنادا إلى ذلك اكدوا فقط على ” الإسراع بإعادة المهجرين وتصحيح أوضاعهم وتعويض المتضررين من جرائم المليشيات في عموم مناطق اليمن وبالأخص محافظة صعدة وحرف سفيان تعويضاً عادلاً والتعجيل بعود الأمور في محافظة صعدة إلى ما كانت عليه قبل الحرب 2004م” والسؤال هنا بعد ان قام العدوان الخارجي بدك صعده وقتل وقصف ابناءها الاحياء والاموات.

كيف سيتم اعادتها الى ما كنت عليه قبل الحرب 2004، ام ان صعده يجب ان تصفي من سكانها لتكون خاصة بمهجري دماج الاجانب الذين كانوا هناك قبل ذلك ؟

9- مغازلة ابناء تهامة لدفعهم للانخراط في المؤمرة والاقتتال المناطقي والمذهبي ووعدهم بالدعم السعودي وذلك بإظهار ” الاهتمام بالقضية التهامية ودعم قوى “الحراك التهامي” ضد مليشيا التمرد.”

البند الثاني من قرارات اعلان الرياض نص على : بناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة واستكمال تنفيذ ما تبقى من مهام العملية الانتقالية وبناء الدولة المدنية الاتحادية” دون ادراك للمتغيرات على الارض التي احدثها العدوان الصهيوامريكي السعودي على بلادنا وشعبنا، معتقداً بغباء ان شرعية هادي الخائن مازالت قائمة.

كان استكمال المهام الانتقالية يتطلب اولاً ايقاف العدوان الخارجي على بلادنا والتوجه فوراً للشروع بالحوار في دولة محايدة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها الممثلة بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والتوافق على استكمال المهام الانتقالية وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية، ومن ثم العمل على تنفيذ المهام الانتقالية.

نص البند الثالث على إعادة الإعمار والتأهيل ليؤكد على خيانة هادي وكل من شارك في مؤتمره، لعدم مطالبة السعودية ودول تحالف العدوان بتحميل تكاليف كافة التعويضات العادلة لكل ضحايا عدوانهم الاجرامي بحق شعبنا وتحمل كافة التكاليف لاعادة الاعمار والتأهيل، الا انهم كخونة طالبوا بان” تعمل الدولة على توفير كافة الوسائل والإمكانات اللازمة لإعادة الإعمار، وطلبوا بذلة صاغرين مساعدة دول الخليج لإعادة الإعمار، مع ان هذه الدول سوف تلزم مكرهة وصاغرة بتحمل كافة عواقب عدوانها، وسيتم متابعة كل المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة امام المحاكم الدولية.

دور مندوب الاممي في ظل الحرب:

دور مشبوه لممثل الامم المتحدة الذي تم اختياره بمقاسات ومواصفات تناسب السعودية، هو الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ وقد عكس هذا الدور من اول يوم باشر فيها مهماته بالانحياز الى السعودية ولذلك فشل ولم يحقق اي تقدم يذكر من جنيف ـ 1  وجنيف ـ 2 الى مفاوضات الكويت الاولى والثانية وصار يقدم جهودا عبثية لإطالة العدوان، وتم انتقاده من قبل مندوب روسيا الدائم في مجلس الامن.

الحرب المنسية على الرغم من هول الجرائم التي ترتكب.

انكشف عجز وضعف الامانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن من ادانة الجرائم على البلاد على الرغم من ارتكاب السعودية جرائم حرب وتاليا تم رفع دول التحالف من قائمة العار وبذلك تم اخراج الامانة العامة من قائمة الانسانية وحلت بقائمة العار بدلاً عن السعودية.

امريكا تحاول ان تلعب دور في الوقت الضائع مبادرة كبري جاءت متأخرة في الوقت الذي ادارة اوباما تتهيأ لحزم حقائبها لتغادر البيت الابيض وسوف تدخل الدبلوماسية الامريكية فترة كمون انتخابية.

الموقف الروسي يطالب بالحل السلمي ولكن دون اعطاء الملف اليمني الاهتمام المطلوب ومنشغله بالقضية السورية.

خلاصة تحليلية:

1– شرعية هادي:

لقد كثر الجدل والمغالطات بشان شرعية هذا الرجل، دعونا نتناول هذا الامر بشيء من التحليل الهادئ والمرتب، فقد تم الاستفتاء على تزكية هادي كرئيس انتقالي لليمن لمدة عامين بموجب المبادرة الخليجية وليس بموجب الدستور اليمني ،ولمدة عامين تبدأ من (٢١ فبرير ٢٠١٢ الى ٢١ فبرير ٢٠١٤) وبالتالي فان شرعية هادي في هذه الحالة كانت شرعية توافقية انتقالية بين الاحزاب السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وتم استفتاء الشعب لتزكيته كرئيس انتقالي ولمدة محددة بسنتين وليس رئيس دستوري لليمن لمدة رئاسية كاملة حسب الدستور اليمني، وانتهت شرعية هادي التي اعتمدت على الاستفتاء الشعبي بانتها الفترة المحددة بسنتين في ٢١ فبراير ٢٠١٤ .

وعلى الرغم من انتهاء شرعية هادي الانتقالية التي ساندها استفتاء شعبي، إلا أنه في ٢١ يناير ٢٠١٤ تم التصويت على التجديد لرئاسة هادي لمدة عام تنتهي في ٢١ فبرير ٢٠١٥ وذلك من قبل اعضاء مؤتمر الحوار الوطني، وجاء هذا التجديد بدون أية مشروعية دستورية أو شعبية.

وعلاوة على تجاوزها الدستور اليمني النافذ تمت ايضا بدون أي استفتاء شعبي وبما يخالف المبادرة الخليجية ذاتها التي تم الاعتماد عليها كأساس لشرعية هادي خلال السنتين السابقتين كما اوضحنا، وبذلك فان الفترة الاضافية لرئاسة هادي لا تستند لأية شرعية مطلقاً لا شرعية دستورية ولا شرعية شعبية.

وعلى الرغم من افتقاد هادي للشرعية اصلاً فقد كان اعلان استقالته في ٢٢ يناير ٢٠١٥ تأكيد نهائي وحاسم بان هذا الرجل لم تعد له أية شرعية مطلقاً مهما كنت الذراع التي يمكن التحجج بها، واذا ما تتبعنا الاحداث خلال شهر يناير وفبراير ٢٠١٥ وحللناها لأدركنا ابعاد المؤمرة بوضوح على النحو التالي:

* كان هادي يدرك ان مدة رئاسته الاضافية لم يتبق عليها سواء شهر، وانه بعد مرور ذلك الموعد لن يكون هناك اية امكانية للتمديد، فحاول هادي ان يخلط الاوراق ليدفع البلاد في ازمة تمكنه من الاستمرار كرئيس، واثار مشكلة تمرير موضوع الاقاليم بعيداً عن الاجراءات والتوافقات التي تم الاتفاق علية .

تم ذلك من خلال مؤمرة نفذها هادي ومدير مكتبة بن مبارك؛ وتم افشال المؤمرة وفضحتها المكالمة الهاتفية بين بن مبارك وهادي والتي ضبطت بتلفون بن مبارك.

* عنئذ تم محاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير2015، وقدم هادي استقالته في 22 يناير إلى مجلس النواب، بعد ان قبل استقالة الحكومة برئاسة خالد بحاح.

لم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها، ومع ذلك فان قبول الاستقالة أو عدم قبولها، لا تخوَل هادي أية شرعية بعد تقديم استقالته لا دستورية ولا توافقية بين الاحزاب التي انقسمت الى مجموعتين مساندة ومختلفة مع هادي، وبذلك سقطت الشرعية التوافقية بين القوى السياسية، اما الشعب فلم يلق له بال.

* اصدرت حركة انصار الله اعلانا دستوريا قضى بحل البرلمان وتولي اللجنة الثورية برئاسة محمد علي الحوثي، رئاسة البلاد؛ وظل هادي قيد الإقامة الجبرية التي فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته إلى أن فر من صنعاء متجهاً إلى عدن في 21 فبراير 2015، وأعلن منها سحب استقالته.

يومها اصدر هادي بياناً ختمه بتوقيع “رئيس الجمهورية” قال فيه “أن جميع القرارات التي اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها”، وهنا بداء هادي ومعه الاحزاب المؤيدة له بالانقلاب على اتفاق السلم والشراكة وكذا رفض الشرعية الثورية التي جاءت في الاساس كمعالجة لا بديل عنها لسد الفراغ الدستوري الذي فرضه هادي وحكومة بحاح، ومن ثم بداء التدخل الخارجي بنا على دعوة اطلقتها تلك الاحزاب من عدن .

توالت الاحداث والحرب الداخلية التي أشعلها هادي وعندما فشل هرب هادي الى الرياض فوجدت السعودية ان كل اساليبها في استمرار هيمنتها على اليمن قد فشلت، الامر الذي دفعها لإعلان الحرب العدوانية على بلادنا.

يقود ذلك إلى نتيجة مفادها أن كافة الاعمال التي قام بها هادي بعد ذلك ليست ذات صفة شرعية دستورية كونه لم يعد رئيس، لا دستوريا ولا توافقيا كما لم يعد يحظى بالإجماع الشعبي أو الحزبي، وبالتالي فان كل من يتعاون معه على انه رئيس يتحمل المسؤولية.

دعوة هادي للسعودية والدول المتحالفة معها للعدوان على اليمن، يعد عملا عدوانيا على بلادنا من قبل هادي وكذا من قبل دول العدوان التي لا يمكنها التحجج بان عدوانها جاء بناً على طلب هادي فهي تعلم يقيناً انه لم يعد له أية شرعية .

2- حقيقة مؤمرة الاقاليم وتفتيت وتمزيق اليمن:

 كان انفراد هادي بتحديد الاقاليم بعيداً عن مؤتمر الحوار الوطني تنفيذاً لمخطط اطراف خارجية وداخلية تم التوافق عليها وعلى النحو التالي:

 ١- تم تقسيم اليمن الى ستة اقاليم على مرتكزات مذهبية ومناطقية، فتم تقسيم الجنوب الى اقليمين، اقليم حضرموت بهدف ان تكون الثروة النفطية في اطار جغرافي قليل الكثافة السكانية، بما يتناغم مع التركيبة السكنية ودول الخليج، وسيتم في ما بعد تشجيع هذا الاقليم على الانفصال وهذا المخطط يحقق مطامع سعودية مدعوم من امريكا ويتمثل في اقامة ميناء على البحر العربي لتصدير النفط السعودي بعيد عن اي المخاطر والتهديدات الايرانية في مضيق هرمز، كما ان هذا سوف يضعف جناح على سالم البيض في اقليم عدن ،وسيجعله يتصادم مع انصار السلطنة القعيطية وسلطان سقطرى.

٢- اقليم عدن وكان مقرر ان يتم ترتيب هذا الاقليم ليكون تحت نفوذ الرئيس هادي وذلك من خلال تفتيت الحراك الجنوبي فلا يجد المطالبين بالانفصال امامهم افضل من عبد ربه هادي والذي سوف يقدم لهم انفصال غير معلن تحت مظلة الدولة الاتحادية موقتا وخلال هذه الفترة الموقتة سيتم تسخير كل الإمكانية للجنوب وفقا لمخرجات مؤتمر الحرار الوطني تلك البنود المتعلقة بالقضية الجنوبية، وتم تعزيز هذا الجزء من المخطط بالقوة العسكرية وذلك من خلال اولا تفكيك الجيش واعادة هيكلته بقيادة “ابينية” موالية لهادي و نقل معظم الاسلحة العسكرية برية وجوية من الشمال الى الجنوب بحجة مواجهة القاعدة، وبذلك يتم استعادة العتاد العسكري لدولة الجنوب.

٣- اقليم الجند وتم فيه حشر ابناء تعز واب ذوي المذهب الشافعي بغرض تعطيل فعالية هذه الكتلة السكانية الكبيرة واثرها السياسي على مسارات التفتيت المخطط لها ، ووضعها امام الامر الواقع الجزء الجنوبي المنفصل وله مشروعه الخاص، واقليم ازال الزيدي المشحون بالاقتتال والصراعات ، وبالتالي ينكفئ اقليم الجند علي نفسة ويهتم بمشاكلة التنموية والتي ستكون البطالة اهم التحديات التي تواجه.

٤- اقليم ازال وقد شكل وجود الحوثين فيه اهم التحديات بالنسبة للسعودية والامريكان، فعلى الرغم من ان هذا الاقليم المحروم من اي منفذ بحري، الا ان ذاك لا يكفي وانه لبد من اضعاف مكون الحوثي فيه وذلك من خلال الاقتتال بين هذا المكون من جانب والاصلاح وعلي صالح من جانب اخر، ولتحقيق هذا المخطط لبد من السعي للمصالحة بين علي محسن وصالح بضغط سعودي على الجانبين وبتحرك من هادي بالدعوة للمصالحة، الا ان هدف المصالحة فشل .

٥- اقليما سباء ومعين وعلي الخصوص مارب والجوف، بكثافتهما السكانية البسيطة سيكونان تحت النفوذ السعودي، والجماعات الارهابية ممثلة بأنصار الشريعة (القاعدة) كفيلة بالدفاع عنهما في اول الامر ثم ستكون القاعدة هي المبرر للتدخل الامريكي والسعودي في السيطرة عليهم في ما بعد.

الا ان الثورة الشعبية في ٢١ سبتمبر غيرت المعادلة كلها فسقط مخطط التقسيم والتفتيت وتمكن انصار الله من هزيمة المشروع بضرب علي محسن واولاد الاحمر، وادرك الاصلاح انه قد خسر المعركة في اولها فأثر الانسحاب ومن ثم تفكك التحالف وانقلبوا على هادي أو كما يقولوا انقلب عليهم هادي ووزير الدفاع، فعمد الاصلاح الى تحرك انتقامي مخزي ففي الجنوب اعلن فرع حزب الاصلاح تايد الانفصال والوقف في صف الحراك الجنوبي الرافض لهادي وفي فرع ذمار انظموا الى جماعة الحوثي وان لم يتم الاعلان عن ذلك، العناصر المتشددة انظمت للقاعدة في البيضاء ورداع، وكأن هناك قرار غير معلن من قيادة الاصلاح بتصفية الحزب والعودة للعمل السري. ومن جانب اخر تسربت معلومات للرئيس السابق صالح انه كان هناك مخطط لقصف منزله ومنزل أولاده واقاربه في نفس الحظة التي يتم فيها مواجهة الحوثي من قبل الاصلاح وعلي محسن ليلة دخول الحوثي الامانة، وسيكون القصف مدفعي من الفرقة على منزل صالح ويتهموا فيها الحوثي وبالتالي يتم توريط صالح في محاربة الحوثي، ولم يتمكن علي محسن من تنفيذ المخطط بسبب المفاجئة له بالدخول السريع للحوثي وبدون مقاومة تذكر، وهنا يقال ان هناك تحالف بين صالح والحوثي، الا ان الاقرب للصواب هو هو عدم تدخل صالح والسماح لمؤيده من المشائخ والقبائل لمساندة الحوثي نكاية بالإصلاح بعد اكتشاف صالح استمرار مؤامراتهم عليه، وسوف تكشف الايام القادمة الشيء الكثير.

ويمثل باب المندب اهم نقاط الصراع، فقد تمكن الجيش واللجان الشعبية من السيطرة علية، وما هي المخاطر والتحديات والمفاجئات هناك، في ظل الاهمية الاستراتيجية للمضيق كممر هام للتجارة الدولية وموقع اطماع إسرائيلية وامريكية تحت مبرر منع سقوطه تحت النفوذ الإيراني حسب ما يروّجون للسيطرة عليه.

الجنة الثورية العليا .. النجاح والإخفاق:

ان قبول اللجنة الثورية العالية تحمل المسؤولية في هذه الطروف البالغة الصعوبة والخطورة يعد نجاحاً وانتصاراً كلير في حد ذاته، واذا ما استعرضنا ما نجزته اللجنة الثورية خلال 17 شهر منها 16 شهر تحت قصف العدوان السعودي الامريكي الذي يكاد لم يتوقف وفي ظل الحصار الخانق المفروض على بلادنا واشتعال الجبهات مع عملاء العزوان في 33 جبهة.

لاشك اننا سنقف على امام انتصارات ونجاح وايضا سنقف امام عدد من الإخفاقات ، ولن نحصي كل تلك الإنجازات كما لن نقف بالتقييم امام كل قرارات اللجنة الثورية العليا، وذلك لان عمل اللجنة الثورية كان استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة ولذلك سوف نتناول ابرز المواقف الاجابة والسلبية ، وبشكل موجز وعلى النحو التالي:

في الوقت الذي وجدت اللجنة الثورية العليا نفسها عاجزة ان تستكمل تنفيذ الاعلان الدستوري فيما يخص تشكيل المجلس السياسي والحكومة ، كنت تقف في وضع صعب للغاية ، ومع ذلك ادركت ان هناك شكوك وعدم ثقة متبادلة بين المؤتمر وانصار الله ، خاصة وان المطالبة باستكمال تشكيل المؤسسات الدستورية صار مطلباً شعبياً ضاغطاً علاوة على كونه اهم بنود الاعلان الدستوري، وتمكنت اللجنة الثورية بصمود شعبي أسطوري شكل قاعدة صلبة لاستمرار العمل الثوري ، الامر الذي مكنها من تجاوز هذه المعضلة وبنجاح كبير مكنها من إدارة شؤون البلاد من خلال مجلس وزراء للقائمين بالأعمال، وتعاطت بحنكة سياسية مع السلطة المحلية بالمحافظات وكان من ابرز نجاحات الثورية العليا في هذا المقام تجاوز المشاكل التموينية للمواد الغذائية والمحروقات استمرار العملية التعليمية.

رحبت وبمسؤولية وطنية بان يقوم البنك المركزي بممارسة أعماله بكل حيادية ، وبذلك تمكنت من دعم البنك ليقوم بصرف المرتبات في عموما الجمهورية دون تحيز، في حين ظل الطرف الاخر يسعى وبكل حقد ونذالة الى افشال ذلك ومنعوا تدفق الإيرادات من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.

ورغم كل المخططات التآمرية العسكرية والأمنية والاقتصادية والاعلامية التي راهن عليها العدوان وعملائهم في الطابور الخامس بالداخل لدفع الشعب بالانتفاضة في وجه اللجنة الثورية الان انها جميعاً فشلت وهنا يمكن ان نشير الى أبرز الانتصارات كنقاط.

  • التعاطي مع كل ابناء الشعب بكل انتماءاتهم الحزبية والاجتماعية والمذهبية بروح ثورية ووطنية وعدم الانجرار وراء ردود الفعل امام الاعمال الاجرامية والمذهبية والمناطقية التي قام بها عملاء العدوان ونجحت اللجنة الثورية العليا في تحشيد الشعب حول القيم الوطنية والتعايش وكان انجاز وثيقة الشرف القبلي لمواجهة الثارات وحل المشاكل علامة مضيئة في ظل تعالي أصوات المناطقة والمذهبية، وكذا كان مؤتمر الثبات الوطني لأبناء تعز رداً قوياً في مواجهة الاعمال الارهابية والتكفيرية والفتنة الطائفية

تمكنت من اختراق العزلة التي فرضها العدوان وتمكنت من ارسال وفدين للجنة الثورية العليا الى خارج الوطن وتمت زيارة عدد من الدول وأوصلت مظلومية اليمن الى الخارج والى كل المحافل الإقليمية والدولية، وعلى أثر ذلك اصدر المؤتمر الاوربي قراراً هام ادان فيه الجرائم التي ارتكبتها طائرات التحالف بحق المدنيين العزل ، ثم شهدنا بعد ذلك تحركاً من المنظمات الحقوقية الدولية

لقد كان موقف اللجنة الثورية بتسليم السلطة بعد تشكيل المجلس السياسي، اكبر انتصار للقيم الثورية التي عبر عنها المناضل الكبير محمد علي الحوثي في خطابه امام الجماهير المحتشدة في المظاهرة المليونية بميدان السبعين .

الإخفاقات:

1_ ارتكبت بعض الاخطاء مثل اصدار قرارات تعين دون دراسة.

2- كانت هناك تجاوزات خاصة من قبل اللجان الثورية الفرعية.

اخبار 24

شاهد أيضاً

عبدالملك يأمر بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عمن قام بافشاء هذا السر الخطير

المستقبل – خاص كشفت مصادر حكومية مطلعة، أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أمر بتشكيل ...