2024/04/26 7:33:46 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> اثرياء الحروب !!

اثرياء الحروب !!

الحروب مثلها مثل الزلازل، فإذا كانت الزلازل تغيب مدنا وتظهر أخرى، فالحروب تسقط طبقات وترفع أخرى. إنها الحرب التى لا ترحم صغيرا ولا كبيرا.
يخطئ من يظن أن الحرب دينية أو طائفية،أو جهوية. الحروب منذ أن كانت هي حروب اقتصادية وسياسية، والسياسة هي تركيز مكثف للاقتصاد. لقد قالها معاوية لأهل الكوفة في القرن الأول الهجري؛ ( ما حاربتكم لتصلوا، أو تصوموا، ولكن لاتحكم بكم ) الحرب وكل حرب تخلق طبقة أثرياء يسمون أثرياء الحرب يكونون في الغالب من الذين ليس لهم قضية يحاربون من أجلها من أمثال المرتزقة والعملاء والمندسين والإبر الخامس والمنتفعين، والمزايدين. هؤلاء هم من يكسبون الحروب، ليس بالانتصار، ولكن بالحصول على الأموال حتى ببيع جثث الشهداء.
كان أحد ضباط الشرطة يتحدث عن عجوز ثرية تبني عمارات في صنعاء في اواخر الستينات، قال ؛ كانت تجي تشتكي بالمقاول واحنا ننصفها، وما كناش ندري أن عيالها يحاربون مع الإمام. طلع ضابط غبي، وثورة بدون جهاز أمني.
في تاريخ اليمنيين ثلاث محطات للاثراء بالحرب، وطبعا هذه هي المحطات القوية وهناك ضفاف عليها.
المحطة الأولى حروب الملكيين والجمهوريين،إذ كانت معظم هذه الحرب هي حروب أرتزاق من أجل المال، وحى في صفوف الجمهوريين، كان من هو مجمهر نهارا ويأخذ مال وسلاح من المصريين، ومميلك ليلا يأخذ مال وسلاح من الملكيين. وفي الأخير خسروا جميعا، فلا جمهورية تمت، ولا ملكية عادت، لكن هناك من كسب المال.
المحطة الثانية كانت حرب 94 ضد الجنوب وفيها تحولت عصابات صنعاء وحلفائها إلى أكبر أثرياء العالم بفعل نهب دولة الجنوب، وفي الحالتين شهدت صنعاء تحولات عمرانية كبيرة إذ صبت أموال النهب والارتزاق في هذا المجال، وعرفنا كثر لم نكن نسمع بهم من قبل.
المحطة الثالثة من الآراء بالحرب هي حروب اليوم وفيها تصب أموال كثيرة من كل الجهات من أجل إشعال الفتنة في اليمن، إضافة إلى ما يمارس من نهب وسطو وفي.
طرق الآراء كثيرة ؛ هذا يسرق وهذا ينهب وهذا يبيع سلاح وهذا يبيع مهمات وذخيرة، وهذا يبيع أصحابه ، وهذا يخون وطنه، المهم هو المال، والخاسرون هم الانقياء والشرفاء الذين يخرجون من المولد بلا حنبص، كما يقال. ومن زيادة الآثراء يعمد مشعلو الحروب إلى ادامتها، مثلا في حروب العدوان على صعدة كان مجرم الحرب علي محسن واعوانه يطيلون أمد الحرب من أجل العشرة ملايين ريال عربي تدفع لهم يوميا من الجوار. اليوم نفس الدور يتكرر في اليمن، أموال تدفع لقوى الخراب من أجل إدامة الحرب، أموال من هنا وهناك لنفس الوجوه التي استمرأت الارتزاق وهناك الحرب، وإذا كانت أموال الستينات والتسعينات قد ظهرت بشكل نهضة عمرانية في صنعاء فإن أموال اليوم تهرب ألى الخارج، وهناكتجارةخاصة تركيا. يخطئ الآراء بالحروب طرقا كثيرة، مثلا، كان محمد خميس رئيس جهاز الأمن اللاوطني في صنعاء يقتل المعتقلين ويفصل رؤوسهم عن أجسادهم ويعبئ هذه الرؤوس في شوالات ويصدرها إلى الجوار وتعود الشوالات معبأة بالمال.
اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...