2024/04/26 5:57:01 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> هم و إيران !!

هم و إيران !!

إيران تعد العدة لهم و لغيرهم ممن هو أكبر منهم و تفاجئ العالم كل يومٍ بإنجازٍ عسكريٍ جديدٍ و مذهل، و هم يستنزفون طاقاتهم و مواردهم و يحاربونها هنا في اليمن !!

هل رأيتم أغبى و أسخف من هؤلاء البشر ؟!!

قلنا لهم مبكراً أن اليمن لا يمكن أن تخرج من تحت عباءتها العربية أو تستبدل هويتها و توجهها القومي، فقالوا : و لكن الحوثيين سيفعلون، فرد عليهم السيد عبدالملك الحوثي في أول خطابٍ له بعد بدء العدوان قائلاً : ” أن العمالة هي العمالة سواءً كانت لإيران أو لأمريكا أو لغيرهما و نحن نرفض أن نكون عملاءً لأحد ” و مع ذلك مضوا في غيّهم و ركبوا حماقتهم و أستمروا في العدوان مصدقين أنفسهم أنهم بذلك إنما يحاربون إيران !!

إيران في نفس الوقت، و قد كان يُراد لها أيضاً أن تتورط في اليمن و تواجه السعودية و حلفاءها هنالك و بنفس الكيفية في إطار حربٍ باردةٍ إستنزافية طويلة و تصفية بعض الحسابات المؤجلة بينهم، إلا أنها كانت أذكى من خرفان العرب و أتجهت بعيداً و ذهبت تتفرغ لما تظن أنه أهم من أن تشغل نفسها بمواجهة حماقات و طيش هولاء الخرفان، فحققت الكثير من المنجزات العلمية و الإستراتيجية و خاصةً في المجال العسكري و الإقتصادي كما إستكملت عملية التوقيع على الإتفاق النووي مع الدول الكبرى و طوت صفحة الخلاف حوله و نجحت في الحصول على منظومة الدفاع الجوي S300 الروسية و إستنسختها و بدأت في تطويرها ذاتياً و الكثير الكثير من الإنجازات .

مجرد عملية حسابية بدائية فقط تقوم بها تكفيك لتعرف مدى إتساع الفجوة العسكرية بين إيران و السعودية لصالح إيران . يكفي أنه عن كل صاروخٍ جديدٍ تنتجه إيران يقابله إستنفاد السعودية لعشرات الصواريخ و القنابل المتساقطة يومياً ظلماً و عدواناً على رؤوس المدنيين اليمنيين الأبرياء في المدن و القرى اليمنية و الذي قد لا يمكن تعويضها فيما لو تعرضت لحظر بيع السلاح لها كونها دولةً مستوردةً للسلاح أصلاً و ليست منتجة له كإيران

طبعاً أنا لست هنا أتغزل بمنجزات إيران أو أتغنى بها، فأنا في حقيقتي ( عربيٌ قوميٌ) حتى العظم و يأسفني أن أرى بني قومي في هذه الوضعية المأساوية، الأ أنني أنقل الصورة كما أراها من منظوري الخاص نادباً حظ العرب و سوء طالعهم كما أنني لا أرى للعرب أصلاً ما يمكن أن يغري قلمي أو تفكيري حتى أتغزل و اباهي به حتى دول الساحل الأفريقي المجاورة لنا على أقل تقدير !!

لقد كان على السعودية و أخواتها بدلاً من أن تسوق نفسها بهذه البساطة إلى الفخ و المستنقع اليمني و تخسر دولة بحجم اليمن، كان عليها أن تتعامل مع الأمر بجديةٍ و مسئولية تامة و وفقاً لإستراتيجيةٍ واضحةٍ و سليمة تجعلهم مستعدين دائماً لأي مواجهةٍ مباشرةٍ محتملةٍ مع إيران لو كانوا فعلاً صادقين و جادين في عداءهم لإيران، لا أن يظلوا مراهنين على حماية الغرب لهم و الذي قد يتخلى عنهم في أي لحظة

من هنا و وفقاً لهذه المعطيات فإن كل المؤشرات تشير إلى أن إيران تسير في طريقها إلى التعملق و مزاحمة الكبار بينما السعودية و أخواتها يسيرون في طريقهم إلى الإنحسار و الإنذواء و ربما السقوط في نهاية المطاف ليصبح العداء المصطنع بينهم و بين إيران مجرد سرابٍ يتلاشى و ينعدم تماماً بسقوط و إنهيار خرفان العرب بدون أن تحدث أي مواجهةٍ مباشرةٍ معهم !!

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...