2024/04/26 1:27:24 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> الحداثيون سلموا مواقعهم للقوى التقليدية

الحداثيون سلموا مواقعهم للقوى التقليدية

كان مفهوم القوة الثالثة في نهاية الستينيات على أولئك النفر الذين لا يؤيدون احدى القوتين المتصارعتين؛ الملكيون والجمهوريون؛ وكان موقفها بالتأكيد سلبي؛ ونستطيع القول انهم كانوا بدون موقف، بل وترجح كفة موقفهم باتجاه قوى القديم.

اليوم في خضم هذه الحرب، وهذا العدوان كم نحن محتاجون الى قوة ثالثة تقف على النقيض من القوتين المتصارعتين، بما يمكن الوطن من الخروج من هذه المحنة.

معلوم ان الحرب تدور بين قوى الماضي التقليدية، والطائفية. من الدينيين والعسكر، والمشايخ، وهناك من يستقوي بالأجنبي.

واذا كانت القوى التقليدية هي من تشكل المشهد، فاين قوى الحداثة؟!

انا واحد من الذين كانوا يرون ان تشكل قوى الحداثة الموقف النقيض لما يجري في الواقع من قبل القوى التقليدية.

في البدء كان هناك بصبص امل من الاحزاب التي قدمت موقفا ضد الحرب والعدوان، لكن هذا الموقف سرعان ما تلاشى، وخطفت القوى التقليدية احزاب الحداثة الى معمعة الحرب.

كنا نحبذ ان تشكل احزاب اليسار والقوميين والماركسيين، ومن يعادون الحروب قوة ثالثة، تقدم برنامج للإنقاذ الوطني، برؤية حداثية تحمل في طياتها هموم وطموحات الناس في بناء دولة مدنية ديمقراطية، لكن هؤلاء الحداثيون ضاعوا في معمعة الحرب، ولم يستطيعوا تمييز انفسهم في موقف واضح، بل ان الكثير منهم انخرط في الحرب معبرا عن موقف هذا، او ذاك من قوى الحرب والصراع.

ليس هذا فقط، بل ان الكثير من الحداثيين سلموا مواقعهم للقوى التقليدية التي تخوض الحرب، بل وحدث تشرذم لأحزاب كانت تدعي الحداثة، وتقف ضد الحرب.

اليوم المشهد يكاد يكون تقليديا ماضويا، تسيطر عليه قوى في بعض المواقع كانت الى ما قبل الحرب تعتبر منبوذة اجتماعيا، ورسميا؛ مثل “القاعدة وداعش”  التي اصبحت لاعب مهم في بعض المحافظات، فارضة تواجدها بالقوة، تارة باسم المقاومة، واخرى باسم الشرعية.

قوى الحداثة هي الخاسر الاكبر، وسوف تخرج من المولد بلا حمبص _ كما يقال_ .

معروف ان القوى التقليدية لا تعترف بأحد، ولا تقبل بالاخر، بل ان بعضها يكفر الاخر، ويستبيح حقه في الحياة.

لقد بدأت بوادر الاقصاء تتجسد على الواقع بما حدث من انقلاب على محافظ الجوف من الجبهات الدينية.

وجود قوى ثالثة كان كفيلا بقلب الموازين، او على الاقل بايجاد بعض التوازنات في الحراك السياسي.

المؤمل من قوى الحداثة ان تعيد النظر في موقفها على ضوء ما يحدث على الارض من تفاعلات، ذلك ما نراه، والعاقبة للمتقين

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...