2024/05/17 3:06:36 مساءً
الرئيسية >> ميكروسكوب >> “فوبيا اليمن” مرض مزمن في جسد النظام السعودي

“فوبيا اليمن” مرض مزمن في جسد النظام السعودي

هناك مثل مصري يقول: “اللي يخاف من العفريت يطلع له” ولعل هذا المثل يترجم كثيرا مما يحدث الان في الحرب القائمة بيننا كيمنيين وبين نظام آل سعود لأن النظام السعودي منذ قيامه في ثلاثينيات القرن الماضي يخفي هواجس خوف يهدد كيانه واستمراره ويؤرق ساسة الأسرة الحاكمة منذ زمن المؤسس عبدالعزيز آل سعود ومضمون هذا الخوف ذكره الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه المقالات اليابانية عندما تناول تاريخ قيام الدولة السعودية ووارتباط هاجس الخوف من اليمن حين ذكر ان احد ابناء عبدالعزير ال سعود اخبره ذات مره عن وصية لعبدالعزير ال سعود-والدهم المؤسس- فحواها ان قوتهم بتفرق اليمن ورخاءهم بشقاء اليمنيين.
وهذه الوصية تؤكد بوضوح أن فوبيا اليمن هي دعامة من دعامات السياسة الخارجية لنظام ال سعود وايديولوجية راسخة في الاستراتيجية السعودية الخاصة بجارتها الجنوبية- الجمهورية اليمنية- ولهذا حرص النظام السعودي على ابقاء اليمن كالرجل المريض الذي يستجدي للعلاج فلا هو مات -لان مسألة موته في يد خالقه- ولا علاجه خلصه من مرضه ليتعافى جسده.

بهذا اصبحت الدولة اليمنية تحت العباءة السعودية معطلة من كل استغلال لمقدراتها ومقوماتها الطبيعية والتاريخية والبشرية ولا تمتلك قرارها السياسي السيادي وترتهن للجارة في حدودها الشمالية، وقد استطاعت الجارة ترجمة تلك الاستراتيجية نحو اليمن من خلال قوة المال الذي استطاعت ان توظفة لتسخير مراكز قوى قبلية داخل كيان الدولة اليمنية تعرقل اي تحركات من قبل الدولة اليمنية ترمي إلى ترسيخ نفوذ الدولة في المجتمع أو تحريك عجلة النمو الاقتصادي نحو الاستقلالية للخروج من تحت العباءة السعودية لأن من شأن ذلك وجود يمن قوي يزاحمها اقليمياً بل ويجسد مساوئ نظام الحكم فيها امام شعبها وشعوب دويلات الخليج.

جاء الربيع العربي بكل مساوئه وخلط كثير من الأوراق في المنطقة وفي اليمن وهذا لم يكن في حسبان نظام آل سعود لهذا حاولت جاهدة اعادة ترتيب الأوراق بطريقة تضمن لها الامساك بخيوط اللعبة على المستوى الداخلي اليمني من خلال المبادرة الخليجية والبحث عن طرق لخلق اذرع قبلية واجتماعية تستطيع من خلالها كبح جماح مخاوفها القديمة (فوبيا اليمن ) .

لكن الأحداث تسارعت والحسابات السعودية كانت خاطئة فالاحداث غيرت التركيبة الاجتماعية لمراكز القوى داخل اليمن وعند هذا التغيير ادركت السعودية ان الاحداث في اليمن لن تكون في اطار يخضع لعباءتها، لهذا حشدت من كل حدب وصوب مستغلة مكانتها الاقتصادية والدينية في المنطقه العربية والاسلامية وحشدها هذا لا يحركه سوى هاجسها القديم وفوبيا اليمن.

ومع هذا الحشد غير المتكافئ في العدة والعتاد قارب العامان على الاكتمال منذ بداية عاصفة الحزم الهمجية لكنها لم تستطع تغيير المعادلة رغم ضخامة الحشد وفداحة تكلفته اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً .

ورغم أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن بقاء الحرب واستمرارها لن يكون في صالح نظام آل سعود وأن انعكاسات استمرارها بدأت تظهر للمواطن السعودي في الداخل -من قرارت اقتصادية تقشفيه إلى ارتفاع اسعار البنزين والمحروقات والسلع الخدمية كالكهرباء والماء وغيرها .. الا ان النظام السعودي لا زال يصر على اغفال صوت العقل كلما لاح في الافق فرصة لإنقاذ ما تبقى من جسده المثخن بالجراح..كل هذا لان هاجس وفوبيا اليمن لم تزل مسيطرة على ساسة النظام السعودي.
هل يعقل ان النظام السعودي لم يدرك الى الان ان فارق القوة الهائلة التي يتمتع بها لم تكن لصالحة لانها استنزفته اقتصادياً وعسكرياً بل أضعفته سياسياً بعد ان أحرق كل اوراقه السياسية أمام المجتمع الدولي وشعوب العالم؟

اليمنيون بإمكانياتهم البسيطة لم يستخدموا كل ما لديهم الى الآن في معركة دفاعهم عن ارضهم وكيانهم بل يستخدمون امكانياتهم العسكرية بشكل تدريجي تصاعدي لاستنزافها وانتظار سقوطها المدوي ..هذا ما يعني أن فارق الإمكانيات لصالح عدوها وهاجسها الأبدي … اليمن

اذا كان النظام السعودي ومن خلفه دويلات الخليج يعيش هاجس أن اليمن خطر على وجودهم وبقاء دويلاتهم فهذا الهاجس سيكون هو الذي سيجعل اليمن يبتلعهم بدافع الدفاع عن النفس ورفع الظلم عن شعبه.. وهنا يصدق عليهم المثل اللي يخاف م العفريت يطلعلو”.
م/ عبدالله الياجوري
مهندس وباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسيه

اخبار 24

شاهد أيضاً

عبدالملك يأمر بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عمن قام بافشاء هذا السر الخطير

المستقبل – خاص كشفت مصادر حكومية مطلعة، أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أمر بتشكيل ...