2024/05/02 5:11:31 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> ماهي فرص نجاح التصعيد العسكري السعودي بعد اعلان فشل مفاوضات الكويت ؟

ماهي فرص نجاح التصعيد العسكري السعودي بعد اعلان فشل مفاوضات الكويت ؟

على أن مستشار وزير الدفاع السعودي قائد قوات تحالف العدوان السعودي على اليمن لم يكف عن اطلاق التصريحات النارية العنترية طوال الفترة الماضية إلا أنه ظهر بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده اسماعيل ولد الشيخ بنبرة تهديد جديدة تتحدث عن الحسم العسكري حلا للأزمة اليمنية وشاطره في ذلك رئيس وفد مرتزقة العدوان السعودي في مفاوضات الكويت عبدالملك المخلافي الذي استبق تصريحات عسيري بصريح أعلن فيه ” لكن الحل العسكري بات احد الخيارات المطروحة، حيث ان الانقلابين يرفضون السلام وبالتالي سيواجهون القوة حتى ينصاعوا له”.

لكن ماهي فرص تحالف العدو السعودي هذه المرة .. وهل يستطيع بالمعايير العسكرية تحقيق تقدم فيما سماه ” الحسم العسكري؟

كثير من المعطيات تؤكد أن تحالف العدوان السعودي تعرض لسلسلة طويلة من الخسائر والانتكاسات خلال سنة ونصف من عدوانه الهمجي على اليمن، وهي ليست انتكاسات عسكرية ومالية وحسب بل انتكاسات طاولت المسرح السياسي والديبلوماسي الدولي تزامنت مع خطوات كبيرة في ترميم شروخ الجبهة الداخلية واعادة بناء وحدات الجيش وتوسع رقعة الجبهة الداخلية المناهضة للعدوان، والتي ساهمت كلها في حصول تغير جذري في معادلة الحرب العدوانية انهارت معها كثير من مراكز القوة لتحالف العدوان السعودي واداتها الخارجية والداخلية.

يعتقد كثييرون أن أكثر ما ساعد تحالف العدوان السعودي على توجيه ضربات قاتلة لقوات الجيش في الاسابيع الأولى للعدوان، هو انكشاف اكثر تشكيلات الجيش اليمني ومنظومته الدفاعية والهجومية بعدما قدمها الفار المطلوب للعدالة بتهمة الخيانة العظمى عبد ربه منصور هادي إلى تحالف العدوان السعودي على طبق من ذهب بافشائه كل الأسرار العسكرية والدفاعية للعدو، الذي خاض حربا سهلة مع جبهة داخلية مفككة على خلفية الأزمة السياسية التي بلغت أوجها بقيادة عدوان عسكري تحالفي على اليمن في مارس 2015.

عامل آخر كان يوصف بانه من عوامل القوة لدى العدو السعودي يتمثل في الاسناد المخابراتي الداخلي الذي تصدرته خلايا مخابراتية ادارها قادة عسكريون موالون للنظام السعودي أمثال اللواء رشاد العليمي وفريق عملاء الرياض وعدد كبير من القادة العسكريين المقربين من الفار هادي والذين كانوا يتقلدون مناصب رفيعة في الجيش، يضاف اليهم ذلك الطابور الطويل من خلايا التجسس الميداني التابعة لحزب الإصلاح والتي تعهدت منذ اليوم الأول للعدوان بتقديم اسناد مخابراتي من ا لأرض لتحالف العدوان السعودي وشكل بسببب انتشاره في كل شبر من ارض اليمن والكم الكبير من المعلومات التي كان يرسلها تباعا إلى مركز عمليات التحالف عاملا حاسما في تسديد طيران العدوان السعودي ضربات قوية ومؤثرة.

لم يكن تحالف العدوان السعودي يستطيع تحقيق ما حققه في الشهور الأولى للعدوان لولا حصوله على  المعلومات الميدانية المخابراتية التي تولت خلايا عملاء الرياض وحزب الإصلاح  تزويده بها ساعة بساعة ويوما بيوم وحصل من خلالها على احداثيات المواقع العسكرية وتجمعات الجيش واللجان الشعبية كما كانت ترصد له المعلومات عن تحركات قوات الجيش التي كانت تتم بصورة عشوائية تحت تأثير الضربات الجوية الكثيفة التي استهدفت معسكراته منذ اليوم الأول للعدوان، قبل أن تتشكل اللجان الشعبية قوة شعبية مساندة مكنته من امتصاص آثار الغارات الجوية واعادة ترتيب صفوفه وفق قواعد جديدة يتصدرها الجانب الأمني الذي استطاعت اللجان الشعبية بعد جهود كبيرة محاصرة هذه الخلايا وتجميد نشاطها بصورة نهائية.

تفوق جوي ومخابراتي 

ميدانيا وعملانيا خاض تحالف العدوان السعودي حربه العدوانية على اليمن بتفوق جوي كبير زاد من فعاليته الاسناد المخابراتي من الأرض، فضلا عن تفوق ميداني بالسلاح والعتاد الأميركي البريطاني المتطور والكثافة النارية الهائلة بالصواريخ الموجهة والذكية، ودعم عسكري كبير من الأرض ولا سيما في المحافظات  الجنوبية التي استطاع اجتياحها بسهولة بعدما حشد كل ابناء المحافظات الجنوبية من المدنيين والعسكريين والمليشيا الذين تحولوا رأس حربه ضد الجيش واللجان الشعبية.

المشهد في المحافظات الشمالية لم يكن مختلفا من ناحية التفوق الجوي والعملاني والمخابراتي، سوى الاسناد الشعبي، ولذلك استطاعت قوات تحالف العدوان السعودي والمرتزقة، اجتياح اجزاء من محافظتي مأرب والجوف وبناء قواعد عسكرية بثمن باهظ للغاية حيث تكبدت خسائر فادحة فيما تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من كبح تقدمها نحو المدن اليمنية الأخرى وتحديدا العاصمة صنعاء في محاولات كر وفر لا تزال مستمرة حتى اليوم.

اعادة بناء قوة الردع الداخلي

استمر تحالف العدوان السعودي بتوجيه ضربات عسكرية كبيرة لليمن خلال الشهور الأولى لكنها سرعان ما انحسرت في الأشهر التالية مع اعادة قوات الجيش مسنودة باللجان الشعبية ترتيب أوضاعها على الميدان في الخطوة التي تكللت بنجاح وحدة التصنيع الحربي صناعة منظومة صواريخ محلية الصنع واخرى احتفظت بها بعض مستودعات الجيش وتم الاستفادة منها بتطويرها في معامل  التصنيع الحربي اليمنية لتكون تاليا القوة الضاربة بيد الجيش واللجان الشعبية.

IMG_٢٠١٦٠٨٠٧_٠١٣٣١٨

تزامن ذلك مع نجاح الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية في تضييق الخناق على خلايا التجسس التي استخدمها تحالف العدوان السعودي في الحصول على الأحداثيات ورصد تحركات الجيش واللجان، وصولا إلى شكل حركتها ونشاطها بصورة نهائية في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات، وهي الحالة التي افصحت عن نفسها بقدرة قوات الجيش واللجان على تحريك قوعدها الصاروخية وتنفيذ عمليات على الأرض بعيدا عن طيران العدو الذي يحلق فوف المحافظات اليمنية على مدار الساعة.

الأسناد والدعم الخارجي والدولي

على المستوى الخارجي، شن تحالف العدوان السعودي حربه على اليمن بتحالف خليجي مصري اردني مغربي سوداني ودعم عسكري لوجستي وعملاني اسرائيلي اميركي بريطاني فرنسي، فاق التوقعات وتورطت القوى الغربية في تزويد النظام السعودي بكل ما يحتاجه من العتاد والاسناد اللوجستي والعملاني والمخابراتي  كما تورطت بتزويده بشحنات كبيرة من السلاح والذخائر والقنابل الذكية والأسلحة المحرمة التي استخدمها في عدانه على اليمن بعيدا عن المسائلة والمحاسبة الدولية استنادا إلى التأييد الدولي الواسع له في شن عدوانه على اليمن بذريعة اعادة ما سماه “الحكومة الشرعية”.

المعادلة تتغير بعد سنة من العدوان…

على الرغم من أن اليمن ظل لاكثر من سنة يواجه آلة عسكرية غاشمة وجبهات مشتعلة من الداخل والخارج، إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية كانت خلال هذه الفترة قد تجاوزت عراقيل كبيرة واستطاعت ادارة عمليات عسكرية نوعية كبدت العدو السعودي وتحالفه خسائر باهظة في الأرواح والعتاد، كما اضعفت إلى حد كبير فاعلية التفوق الجوي وقدراته المخابراتية من الأرض.

IMG_٢٠١٦٠٨٠٧_٠١٤٠٤٤

بعد مضي سنة من العدوان الوحشي والكثافة النارية، توقفت الماكنة الحربية لتحالف العدوان السعودي عند حدود محافظتي مأرب والجوف وما وراء الحدود الشمالية بمحافظة حجة، في حين كان الجيش واللجان الشعبية قد نقلا المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فيما شهدت صفوف العدوان تفكك كبير بانسحاب القوات  الإماراتية واتجاهها نحو الجنوب فضلا عن تخلل جبهاته من المرتزقة بعد خسائر فادحة تكبدها جراء مقتل المئات من المرتزقة في الجبهات الداخلية.

تهاوي التأييد الخارجي والنفوذ الديبلوماسي

كان لمضي سنة من العدوان السعودي دون تحقيق أهداف دور كبير في تهاوي سياج التأييد الخارجي وبدلا من الدعم الدولي اللامحدود الذي كان النظام السعودي يحصل عليه في المحافل الدولية صار متهما بارتكاب جرائم ابادة جماعية في اليمن، وذهبت الكثير من العواصم إلى فرض حظر على تصدير السلاح إلى السعودية ودول تحالف العدوان وخصوصا القنابل المحرمة التي استخدمها بافراط وحشي في اليمن.

الامم المتحدة روسيا

النفوذ السياسي والديبلوماسي الذي كان يملكه النظام السعودي ولوبي الضغوط الذي استطاع من خلاله توفير غطاء دولي وسع لدعم عدوانه على اليمن، تهاوى كذلك وتلقى تحالف العدوان السعودي في الشهور الأخيرة ضربات ديبلوماسية موجعة افقدته القدرة على حشد التأييد الدولي الذي بدا مناهضا لخيار الحل العسكري استنادا إلى  الأخطاء التي وقع فيها مجلس الأمن الدولي باصداره القرار 2216 الذي افصحت عواصم عدة أنه كان مجحفا وغير قابل للتطبيق.

السعودية وحدها في عدوان يفوق قدراتها..

رغم استمرار دول التحالف في تقديم الدعم العسكري للنظام السعودي في حربه على اليمن إلا أن فعالية هذا الدعم لم تعد قادرة على احداث تغيير في معادلة الحرب والحسم العسكري وخصوصا بعدما قطعت قوات الجيش واللجان الشعبية شوطا كبيرا في اعادة بناء قواتها وانتقلت من موقع الدفاع إلى الهجوم، وهي التحولات التي مكنت الجيش واللجان من تحقيق انتصارات كبيرة في الأشهر الأخيرة وقف معها النظام السعودي بكل امكانياته وقدراته المالية والعسكرية والمخابراتية عاجزا عن تحقيق تقدم يذكر داخليا ناهيك بما منى به من خسائر في الجبهة الحدودية التي صارت اليوم جزاء من مسرح العمليات العسكرية بعدما ظلت بعيدة لشهور طويلة ناهيك بعجزه الكامل عن حماية اراضيه وراء الحدود.

IMG_٢٠١٦٠٨٠٢_٠٢٤٧٢٧

هل يستطيع النظام السعودي بما بقي من دعم عربي ودولي وما يملكه من ترسانة تحقيق انتصار ميداني ؟

بعيدا عما تضخه الآلة الدعائية السعودية فإن الثابت أن هناك تضاؤل كبير في فرص النظام السعودي احراز نجاحات سياسية وديبلوماسية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد التحول الروسي الكبير الذي عرقل خلال فترة قليلة محاولتين للنظام السعودي وحلفائه اصدار بيانات منددة من مجلس الأمن تساند طموحات العدوان السعودي في احراز نجاح عسكري، ناهيك بانحسار التأييد الدولي والذي بدا واضحا في تعاطيه مع التطورات السياسية الداخلية التي بدا انها قد سبقت المطالب الدولية ومفاوضات الكويت بكثير.

ومن الناحية العسكرية فإن أكثر التقديرات العسكرية تؤكد أن تحقيق النظام السعودي وتحالفه انتصار ميداني المرحلة القادمة صار أمرا بعيد المنال، خصوصا مع تطور الأداء العسكري للجيش اليمني واللجان الشعبية والذي بدت أكثر ملامحه وضوحا في تحييدهما  طيران العدوان السعودي وتسديد القوة الصاروخية للجيش واللجان ضربات صاروخية متتالية وموجعة على معسكرات العدو في الجبهة الحدودية ومعسكرات المرتزقة في الداخل.

يضاف إلى ذلك التقدم النوعي في عمليات الجيش واللجان الشعبية في الجبهة الحدودية والتي استطاعت في أيام قليلة دحر قوات الجيش السعودي من عشرات المواقع والسيطرة على مناطق مترامية تمتد لعشرات الكيلومترات في عمق الأراضي السعودية في ظل عجز كامل من جانب القوات العسودية ومعها قوات التحالف عن حماية  تأمين مناطقها الحدودية التي تتساقط تباعا، ما ارغم النظام السعودي إلى اخلاء مناطق حدودية واسعة تحسبا من تحولها إلى جيوب مقاومة في ظل تفاقم الخسائر التي يتكبدها على طول خط الجبهات من نجران إلى جيزان وصولا إلى عسير.

IMG_٢٠١٦٠٨٠٢_٠٣٠٧٣٣

اما على مستوى الجبهات الداخلية فإن الخبراء العسكريين يؤكدون أن النظام السعودي صار عاجزا عن تحقيق أي تقدم، رغم استمراره في قيادة كتائب المرتزقة والتنظيمات الإرهابية التي يعول عليها في ادارة حرب طويلة تستنزف القدرات اليمنية، خصوصا مع دخول سلاح الصواريخ ميدان المعركة بفعالية حيدت إلى حد كبير من التفوق السعودي في سلاح الجو ووضعت اكثر تشكيلات المرتزقة في مرمى نيران الجيش واللجان الشعبية.

ويؤكد هؤلاء ان المقارنة بين قوة الجيش اليمني واللجان الشعبية في الشهور الأولى للعدوان وحالها في الوقت الراهن من ناحية التنظيم والتسليح والتكتيك العسكري والقتالي يجعل من طموحات تحالف العدوان السعودي تحقيق انتصار ميداني أو ما يسميه ” حسم عسكري” في حكم الأمنيات المستحيلة التحقق على المدى القصير والبعيد.

 

 

 

 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...