المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
بصورة متخبطة ومرتعشة تجاوزت التقاليد البروتوكولية المتعارف عليها، أعلنت العائلات الإماراتية الحاكمة الاربعاء رسميا انتهاء المهمات العسكرية لكتائبها في اليمن، مشيرة إلى أنها بدأت عمليا في ترتيبات سياسية لتمكين اليمنيين من ادارة المناطق المحررة، في الخطوة التي قالت دوائر ديبلوماسية أنها قلبت الطاولة على ترتيبات السعودية والرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وتنظيم الإخوان الحالم بالعودة إلى الجنوب لممارسة دور سياسي.
وجاء الاعلان الاماراتي المفاجئ في سلسلة تغريدات نُشرت في الصحفة الرسمية لولي عهد أبو ظبي محمد زايد بموقع التواصل الاجتماعي تويتر” بعد ساعات من هزات امنية عنيفة واجهتها القوات الاماراتية الغازية في محافظة عدن غداة اسقاط ثلاث مروحيات عسكرية ومصرع ستة من طياريها في ظروف يكتنف الغموض ملابساتها، وسط اتهامات بضلوع القوات السعودية وتنظيم الاخوان بشن عمليات حربية ضد القوات الاماراتية بصورة مباشرة.
واثار هذا الاعلان الجدل في توقيته كما اشعل موجة انتقادات بعدما كشف النقاب عن عدم امتلاك بن زايد المهيمن على القرار السياسي والعسكري في الامارات رؤية حول تداخلاته في الشأن اليمني، وخصوصا بعد الانتكاسات الكبيرة التي تكبدها في اليمن بعد خسارة الامارات العشرات من ضباطها وجنودها وتكبدها خسائر فادحة في تعويض كتائب المرتزقة من شركة بلاك ووتر وداين جروب الذين زجت بهم في وقت سابق في المحافظات اليمنية الجنوبية قبل أن تضطرهم الخسائر إلى الانسحاب تحت جنح الظلام.
لكن مصادر ديبلوماسية تحدثت اليها “المستقبل” قالت إن ما أعلن عبر الصفحة الرسمية لبن زايد الذين يهيمن على صنع القرار منذ مغادرة شقيقة خليفة الإمارات بظروف غامضة، بدا قرارا رسميا، ولاسيما وأنه نُسب إلى مسؤول كبير وهو وزير الدولة للشؤون الخارجية انور قرقاش المقرب من بن زايد والذي ادلى بها في محاضرة بعنوان “الامارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة” ألقاها في مجلس بن زايد بقصر البطين.
وقال قرقاش “الحرب عمليا انتهت لجنودنا ونرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة”
وطبقا لمصادر ديبلوماسية تحدث اليها “المستقبل” فان الخطوة الاماراتية انطوت على رسالة متعجلة من النظام الاماراتي إلى النظام السعودي وكذلك إلى الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي يتنصلها عن كل الوعود التي كالتها في وقت سابق بإعادة اعمار المحافظات الجنوبية وتعزيز سبل العيش واجراءات الأمن فيها، في مسعى لحشر النظام السعودي امام فاتورة استحقاقات مالية كبيرة يعصب على النظام السعودي تحملها منفردا ناهيك بحشرها عبد ربه منصور هادي في نفق تحديات تقلل من فرص عودته إلى المحافظات الجنوبية بصورة كبيرة.
وتقول المصادر إن الخطوة الاماراتية جاءت بعد تجاهل عبد ربه منصور هادي الموالي للنظام السعودي مطالب إماراتية بعدم التدخل في الجهود التي تديرها الامارات في المحافظات الجنوبية وذاهبه إلى ابعد من ذلك باستدعاء الدور القطري إلى ا لجنوب.
ويشار في ذلك إلى القرار الذي اصدره هادي وطلب فيه من حكومة أحمد عبيد بن دغر العودة إلى عدن وايفاده وزير داخليته حسين عرب إلى قطر في مسعى لاعادة الدور السياسي للاخوان وهي الخطوات التي جوبهت برفض اماراتي خصوصا وهي تتبنى موقفا مناهضا لبن دغر الذين عينه هادي في موقع خالد بحاح المقرب من الحكومة الاماراتية، كما تتبنى موقفا مناهضا للإخوان الذين يحاولون العودة إلى الجنوب لممارسة دور سياسي بعدما فقدوا الأمل بالعودة إلى المسرح السياسي تحت مظلة الخيار العسكري.
