المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
في موازاة تفاهمات وتعهدات جديدة للنظام السعودي سبقت توجه وفد المكونات الوطنية إلى سلطنة عمان في طريقه إلى الكويت للمشاركة في جولة مفاوضات الحل السياسي جيَش تحالف العدوان السعودي ادواته الداخلية والخارجية من جديد لعرقلة انعقاد المفاوضات، غير أن النتائج بدت في عير صالحه هذه المرة على أكثر من صعيد.
وخلال الساعات الماضية شن طيران العدوان السعودي سلسلة غارات استهدفت نهارا محافظة مأرب وليلا مديرية نهم في الضواحي الشرقية للعاصمة، تزامنت مع معاودة الطيران الحربي السعودي التحليق فوق محافظات عدة، بالتوازي مع دفع العدو السعودي مرتزقته في تعز إلى انتهاك اتفاق وقف النار الموقع من اللجنة المحلية، بعد ساعات من دفعه بشحنات اسحلة للمرتزقة هناك، في خروقات هستيرية كشفت حجم الصراع الدائر بين اقطاب العائلة الحاكمة في هذا البلد الذي تديره مراكز قوى عائلية متصارعة في غياب كامل للمؤسسات.
وأعلن وفد المكونات الوطنية التوجه إلى الكويت بعد تلقيه تعهدات من المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ وسفراء روسيا وعمان والكويت، اكدت وفاء النظام السعودي بتعهداته السابقة حيال وقف النار بعد ايام من انتهاك الخطة الأممية لوقف النار والتي تم التوافق سابقا على أن تبدأ في الــ 10 من ابريل الجاري تمهيدا لجولة المفاوضات في الكويت والتي تعثرت نتجية انتهاك النظام السعودي لاعلان وقف النار.
كما أعلن وفد الداخل تلقيه تأكيدات وتعهدات من المبعوث الأممي وسفراء دول شقيقة وصديقة باجندة حوار متوافق عليها، خلافا للاجندة التي كان حددها المبعوث الأممي وطرأ عليها تغييرات عدة بعدما وصفت بانها مرتبكة وغير قابلة للتنفيذ.
وبالتوازي مع خروقات ميدانية لاعلان وقف النار عاود ارتكابها النظام السعودي بشنه اليوم غارات نهارية على محافظة مأرب وليلا على مديرية نهم، بذلت الرياض جهدها لعرقلة اتفاقات وقف النار عبر اللجان المحلية للتهدئة ووقف النار كما دفعت نحو اشعال الجبهات الداخلية في مأرب وتعز، فيما اصدر وفد حكومة الرياض برئاسة عبد الملك المخلافي بيانا هدد فيه بالمغادرة إن لم يصل وفد المكونات الوطنية إلى الكويت يوم غد الخميس، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن جولة المباحثات المتعثرة ستبدأ يوم غد الخميس، متجاهلة انتهاكات النظام السعودي لخطة اعلان وقف النار وشروط مشاركة وفد المكونات الوطنية.
وبدت الانتهاكات السعودية تحديا صارخا للارادة الدولية ومحاولة مكشوفة لاجهاض مفاوضات الكويت خصوصا وهي جاءت عقب تصريحات نارية لوفد المكونات الوطنية أكدت قبوله المشاركة في المفاوضات بشروط تفاهمات وتعهدات تلقاها من المبعوث الأممي وسفراء دول صديقة وشقيفة، فضلا عن تأكيده الاحتفاظ بحقه باتخاذ الموقف المناسب في حال استمرار النظام السعودي في انتهاك وقف النار بشن الغارات على المحافظات اليمنية.
وأثارت معاودة العدوان السعودي انتهاكه اعلان وقف النار جدلا واسعا وسط اتهامات للرياض بالتخبط وخصوصا بعد انكشاف اهدافها في زعزعة جسور الثقة بين الشارع اليمني والوفد المفاوض ولا سيما بعد اعلان الكثير من المكونات السياسية والقبلية والشعبية رفضهم المشاركة في أي مفاوضات للحل السياسي تجري تحت نيران الغارات.
وإذ بدا النظام السعودي متخبطا في محاولاته اجهاض جولة المشاورات في الكويت، ومحاولا تسجيل نقاط تحسن موقفه التفاوضي، إلا أن الادارة الحصيفة التي اتبعها وفد المكونات الوطنية في الترتيب لهذه الجولة ضيقت على النظام السعودي هامش المناورة في سلسلة خطوات كان رتب لها خلال الاساببع الماضية في مساعية لخلط الأوراق .
تصدر ذلك مساعي الرياض إلى استخدام المبعوث الأممي للتبني مخططاته بوضع اجندة حوار تتجاوز القضايا الرئيسية المتمثلة بوقف النار ورفع الحصار ومحاولاتها حشر الافرقاء في خانة خلافات فرعية لقضايا كان قد تم تجاوزها خلال الفترة الماضية، افساحا في المجال لاجندات سعودية أخرى تسعى الرياض من خلالها إلى وضع اليمن من جديد تحت ربقة الوصاية وسلبه قراره المستقل.
وافلحت المرونة التي ابدها وفد المكونات الوطنية حيال المواقف والممارسات في حشد تأييد اقليمي ودولي عبرت عنه مواقف الاطراف العربية والدولية التي حضرت تفاهمات اليومين الماضيين والتي ابدت حرصا كبيرا حيال المضي بخطة مفاوضات الحل السياسي استنادا إلى تقديراتها لسلبية مواقف وممارسات النظام السعودي حيال هذه الخطوة، وهو موقف يسجل لأول مرة لصالح اليمن منذ بدء العدوان السعودي على اليمن في مارس العام الماضي.
واثمرت هذه الخطوة عن تدخل اقليمي ودولي هو الأول من نوعة في اعادة صياعة الأجندة المتضاربة التي اقترحها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ والتي ابدى رئيس وفد المكونات الوطنية ترحيبه بها وأعلن على اساسها قبول الوفد المشاركة في المقاوضات بعدما امتنع عن التوجه إلى الكويت منذ الاثنين الماضي.
ورغم المساعي السعودية الخفية لاجهاض مفاوضات الكويت وتحميل وفد الداخل مسؤولية اجهاضها، الا انها كشفت هذه المرة عن مساع اخرى للرياض تصدرها احباط الجهود التي تقودها سلطة عمان ودولة الكويت العدوان والمضي لانهاء العدوان والعودة إلى خيار الحل السياسي.
