ابدى صحفيون يمنيون اعتراضهم واستنكارهم حيال تبني قيادة نقابة الصحفيين اليمنيين مواقف سياسية لا تعبر عن منتسبيها واستمرارها بإطلاق مواقف تُعبّر عن الكتبية الاعلامية الاخوانية المسيطرة على مطبخ اصدار بيانات النقابة والتي تتولى تسويق هذه البيانات باسم الصحفيين اليمنيين فضلا عن تماديها بتبني مواقف منحازة لتنظيم الاخوان ومرتزقة العدوان السعودي الاميركي الغاشم والتخاطب والتراسل مع المنظمات الدولية الصحفية والحقوقية في مواقف لا تعبر كليا عن الوسط الصحفي اليمني.
وتكشف البيانات الاخيرة الصادرة عن نقابة الصحفيين اليمنيين تبنيها مواقف منحازة بصورة فجة إلى طرف سياسي مؤيد لتحالف العدوان السعودي الاميركي الغاشم فضلا عن انحيازها إلى مرتزقة العدوان السعودي ما اثار حال سخط واسعة لدى العاملين في الوسط الصحفي اليمني والذين تبنوا مطالب بوضع حد لهذه الممارسات كونها لا تعبر عنهم قدر ما تعبر عن الطرف المسيطر على دهاليز النقابة ومطبخ بياناتها.
انحياز فج ومواقف مهزوزة
في ثلاثة بيانات اصدرها المطبخ الإخواني المهيمن على النقابة تبنت قيادة نقابة الصحفيين مواقف منحازة لتحالف العدوان السعودي الغاشم ومرتزقته في ظل تسويق فج للاتهامات وتوجيهها إلى طرف سياسي والتشهير باطراف سياسية اخرى واخفاء الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في قضايا انتهاكات كثيرة.
بدت بعض هذه المحاور واضحة في البيان الذي اصدرته نقابة الصحفيين ازاء واقعة اختطاف الزميل الصحفي حمدي البكاري مراسل قناة “الجزيرة” وزميلة المصور عبدالعزيز محمد الصبري وسائقهما منير السبئي أذ لخصت النقابة بلغة ماكرة الواقعة بالقول إن البكاري وزميله “اختفوا وتعذر التواصل بهما” في محاولة بائسة لنزع الاتهامات بواقعة الخطف التي توجهت فيها اصابع الاتهام إلى مسلحي مرتزقة العدوان السعودي من التنظيمات المتطرفة المسيطرة على أحياء مدينة تعز ” حماة العقيدة” و” انصار الشريعة”.
بيان نقابة الصحفيين هذا وصف مسلحي مرتزقة العدوان السعودي بأنهم “مقاومة” بل وتضمن مطالبة لما سماه “القيادة السياسية والميدانية للمقاومة اعلان موقف واضح وبذل جهد لإطلاق سراحهما” في بناء انطوى على اهداف باشاعة انطباع لدى الشارع اليمني بأن الوسط الصحفي كله يرى في مرتزقة العدوان السعودي الغاشم المسيطرين على بعض أحياء مدينة تعز أنهم “مقاومة”!
وذهبت النقابة في بيانها هذا إلى ابعد من ذلك بتبني موقف سياسي فج يعبر عن الكتيبة الاخوانية المسيطرة على مطبخ بيانات النقابة، بدعوتها ما سمته “محافظ تعز الجديد علي المعمري إلى بذل جهود للإفراج عن الزملاء” في موقف انطوى على تبني نقابة الصحفيين مواقف سياسية تضفي الشرعية على المعمري المعين من هادي ونزع الشرعية عن عبده الجندي المعين من اللجنة الثورية العاليا لتصير النقابة طرفا في الصراع الحاصل في محافظة تعز ومعبرة عن طرف سياسي هو حزب التجمع اليمني للاصلاح وتسويق هذه المواقف في المحافل المحلية والدولية على أنها تلخص موقف الصحافيين اليمنيين المنتسبين إلى هذه النقابة المختطفة.
تراخي وتوطؤ فج
يصعب في هذه العجالة عرض البيانات التي تصدرها الكتيبة الاخوان المهيمنة على مطبخ البيات في نقابة الصحفيين لكن ثلاثة بيانات منها كافية لكشف ما تفعله هذه الكتيبة من اساءات للصحفيين اليمنيين الذين تتخاطب باسمهم من المنظمات العربية والدولية الصحفية والحقوقية.
احد هذه البيانات اصدره المطبخ الاخواني في نقابة الصحفيين قبل أيام في واقعة القتل الوحشي التي استهدفت الصحفي المقداد مجلي مراسل صوت اميركا الذي قضي في غارات لتحالف العدوان السعودي الغاشم استهدفت مواقع مدنية في مديرية بيت بوس بصنعاء حيث اكتفى مطبخ البيانات في نقابة الصحفيين باصدار ما يشبه الاعلان بتلقي النقابة “بلاغا من زملاء المراسل يفيدون فيه مقتله في قصف جوي لطيران التحالف على منطقة حمام خارف بمنطقة بلاد الروس بمحافظة صنعاء اثناء تصويره لاثار القصف الذي تعرضت له المنطقة في وقت سابق”.
البيان القصير جدا الذي لم يتوازى مع جريمة قتل صحفي بغارات للعدوان السعودي تضمن العبارة السابقة وأخرى قالت فيها النقابة ” لقد فقد الزميل حياته في قصف للتحالف اثناء القيام بعمله الصحفي بحسب المعلومات التي تثبتت منها النقابة نقابة الصحفيين اليمنيين”.
صِياغة هذا البيان بدت مقززة لكثيرين فهو أراد أن يوجه رسالة للمنظمات الصحفية والحقوقية العربية والدولية والعالم برمته أن واقعة القتل التي تعرض لها الصحفي مجلي لا يعدوا كونه بلاغا تلقته النقابة.
التراخي المتعمد الذي دونه مطبخ الاخوان المهيمن على نقابة الصحفيين في لغة هذا البيان اراد في الواقع التخفيف من وقع الضغوط الدولية على تحالف العدوان السعودي الغاشم وتجنيبه ادانات الاتحادات والمنظمات العربية والدولية الصحفية والحقوقية.
واقعة قتل اخرى
في واقعة القتل الوحشي التي استهدفت مصور قناة ” المسيرة” هاشم محمد الحمران والذي قُضي متأثرا بجراحه نتيجة غارات شنتها طائرات العدوان السعودي استهدفته ومسعفين في مدينة ضحيان بصعدة اكتفت النقابة بإصدار بيان قصير من اربعة اسطر دانت فيه عملية القتل وقدمت العزاء لأسرة مصور قناة “المسيرة” وذيلت سطوره الباقية بالعملية المشابهة التي استهدفت الصحفي مجلي.
تبدوا الاهداف الخفية من البيانين اكثر وضوحا عند الاطلا على بيان ثالث اصدره المطبخ الاخوان المسيطر على نقابة الصحفيين حيال حادثة الاعتداء الهمجي الذي استهدف الزميل نبيل سبيع حيث استبقت نقابة الصحفيين التحقيقات في القضية واتهمت ما سمته ” تحالف صالح وأنصار الله في مصادرة الحريات الصحفية و تكميم الافواه و قتل الصحفيين و اغتيالهم و تحويلهم ذروعا للعدوان الخارجي و اختطافهم واخفائهم” ودعت إلى تصعيد الاحتجاجات في الداخل وفي المنابر الدولية على اعلى المستويات”.
رغم أن الحادثة كانت اعتداء وهي مدانة بكل الاحوال ولا يجوز التقليل من شأنها إلا أن بيان النقابة لم يخل من مغزى سياسي واسثمار رخيص لحادث لكيل الاتهامات على طرف سياسي وتبني مواقف منحازة لطرف دون اخر.
للتذكير فقط فهذا البيان هو الوحيد الذي تضمن مناشدة لـ ” ضمائر ابناء شعبنا وامتنا والضمير العالمي و القوى المهتمة بحقوق الانسان و المحامين و المدافعين عن حرية الرأي والتعبير و بالاخص الاتحاد الدولي للصحفيين و صحفيون بلا حدود و المادة 19 ولجنة حماية الصحفيين و اتحاد الصحفيين العرب و النقابات الصحفية و الحقوقية في العالم رفع صوتها لحماية الحريات الصحفية في اليمن وحماية حياة الصحفيين في أزمنة الحرب راجين تصعيد الاحتجاج الى كل المستويات و الى كل المنظمات والهيئات الدولية و الانسانية”.
لا شرعية لنقابة مختطفة
يقول الصحفي محمد المنصور رئيس تحرير صحيفة الثورة إن نقابة الصحافيين وبياناتها لم تعد تحظى بشرعية وهي مختطفة منذ العام 20010 حيث كان مقررا ان يعقد المؤتمر العام للنقابة لانتخاب قيادة جديد واقرار وثائق وغيرها.
ويؤكد المنصور أن الفريق الذي يدير نقابة الصحفيين اليمنيين حاليا يعبر فقط عن طرف سياسي مساند للعدوان وشريك معه وهو حزب التجمع اليمني للاصلاح، ولذلك تأتي مواقف النقابة في البيانات التي يصدرها هذا الفريق منحازة مسبقا ضد طرف بعينة ولصالح اطراف اخرى كان يمكن ان تكون اطرافا سياسية في المعادلة اليمنية لولا انها ضالعة في العدوان السعودي الاميركي الغاشم على اليمن.
يشير الصحفي المنصور إلى مواقف مخزية للنقابة حيال انتهاك الحريات من طرف تحالف العدوان السعودي الاميركي الغاشم فعندما تعرضت وسائل الاعلام اليمنية للحجب ظلت نقابة الصحفيين خرساء ولم تصدر أي بيان تنديد أو ادانة لهذا الانتهاك الخطير وكان اليمنيين ينتظرون أن تبادر إلى اشعال القضية في المحافل الدولية لكنها بقت خرساء ولم تنبت ببنت شفة، بل كان موقف النقابة متواطئ مع العدوان ضد بلدها الذي يعتدى عليه.
ويلفت المنصور إلى أن نقابة الصحفيين وحيال هذا الوضع فقد دورها وشرعتيها وانا كصحفي يمني لا اشعر انها تعبر عن موقفي البيانات الصادرة عنها وكل البيانات التي تصدرها تعبر عن الفريق المهيمن الذي يتولى اصدارها بهذه الصورة الفجة التي تسيئ للصحفيين اليمنيين وتاريخ الصحافة اليمنية.
انحياز فج لا يعبر عن الصحفيين
يؤكد الصحفي مطيع الفقية مدير عام البرامج باذاعة صنعاء إن البيانات الاخيرة الصادرة عن النقابة بدت متحيزة كليا لطرف سياسي ضد طرف بل ومعبرة عن موقف قيادة النقابة أو أطراف معينة فيها ولم تعبر عن موقف أعضاء نقابة الصحافيين بل تعبر عن مواقف اطراف في قيادة النقابة ويتم تسويقها ونشرها على أنها مواقف للمنتسبين في هذه النقابة.
ويضيف الصحفي الفقيه “نحن كاعضاء في النقابة لا نتفق مع المواقف السياسية التي تعلنها قيادة النقابة بل نرفضها تماما وخصوصا عندما تنحاز لطرف ما وتتهم طرفا آخرا بارتكاب انتهاكات مستبقة التحقيقات في القضية ولا يحق للقائمين على النقابة أن يستمروا في هذه التضليل وندعوها لأن تنأى بالنقابة التي تمثل النخبة في المجتمع اليمني عن هذه المواقف التي تسيء للعمل النقابي وللصحفيين على السواء.. ونشدد على ضرورة أن تكون النقابة محايدة ومهنية وأن تقف على مسافة واحدة من الجميع وتنحاز لمصالح اليمن.
تحت طائلة القانون
يلاحظ الصحفي محمد المنصور أن ثمة مخاطر جراء استمرار الفريق المهيمن على نقابة الصحفيين في هذه الممارسات التي تعصف بالعمل النقابي في واحدة من اهم النقابات في البلاد وهي مخاطر تزداد حدتها عندما نعرف أن القيادة الحالية للنقابة تتولى مخاطبة المنظمات العربية الدولية باسم الصحفيين اليمنيين وهو أمر يعاقب عليه القانون.
ويضيف المنصور” تواصل قيادة النقابة الحالية مع أي جهات عربية أو دولية يعتبر انتحال صفة ويفترض من الوسط النقابي والصحفي ان يتنادى إلى وضع حد لهذه الممارسات وتشكيل لجنة تحضيرية تتولى تسيير امور النقابة حتى انعقاد المؤتمر العام.