2024/05/17 9:04:23 صباحًا
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> فضاء مفتوح للمرتزقة وارض مقفلة على المدنيين:
تكتيك الحصار يقرع اجراس الموت الجماعي في تعز
مئات المدنيين علقوا اليوم في اطراف منفذ وادي الدحي غربي مدينة تعز

فضاء مفتوح للمرتزقة وارض مقفلة على المدنيين:
تكتيك الحصار يقرع اجراس الموت الجماعي في تعز

 

اقفال الجيش واللجان الشعبية المرابطين غربي مدينة تعز منفذ الدحي الذي يربط احيياء وسط وغرب وجنوب المدينة بمنطقة بيرباشا أثار مشاعر سخط ومخاوف لدى سكان مدينة تعز الذين وجدوا انفسهم منذ الإثنين محاصرين بين نيران قناصة مرتزقة العدوان السعودي المسيطرين على أحياء المدينة ومرتفعاتها الجبلية وحواجز تفتيش نصبها أفراد الجيش واللجان الشعبية في اطرافها الغربية.. “المستقبل” جال اليوم في هذه المنطقة وسجل نماذج مريعة لمسكلات خانقة ومعاناة تطحن المدنيين وتلوح بكارثة انسانية.

منذ يوم أمس الاثنين وبصورة مفاجئة قررت قوات الجيش واللجان الشعبية اقفال الطريق الرئيسي الذي يعد الوحيد الآمن لانتقال سكان الاحياء القاطنين بداخل المدينة وإطرافها الغربية وضواحيها في خطوة بدت أشبه بكابوس لدى سكان المدينة الذين كانوا يستخدمون هذا الطريق للوصول إلى سوق بيرباشا لشراء احتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية والدوائية التي تنعدم في أسواق المدينة أو تباع بثلاثة اضعاف سعرها الحقيقي وغيرهم ممن كانوا يعتمدون على هذا المعبر للخروج من مدينة تعز باتجاه الارياف والمحافظات المجاورة.

وشوهد اليوم مئات المدنيين عالقين في الطرف الشرقي لهذا المعبر الذي يبدأ من شارع المرور وفي طرفه الغربي عند مدخل جامعة تعز واضطر العشرات للإقامة هناك في العراء وبينهم نساء مسنات وربات بيوت منذ يوم الاثنين وحتى عصر اليوم.

أحد العالقين قال إن والدته ذهبت إلى سوق بيرباشا لشراء الاحتياجات اليومية الغذائية “وعلقت هناك بعد قطع الجيش والحوثيين الطريق ومنعهم سيارات النقل من العبور”.

وقال آخر كان يحمل طفلة مريضة لفها برقعة بالية إنه غادر منزله القريب من السجن المركزي في بير باشا لاسعاف أبنته في مستشفى الحكمة وسط المدينة ولم يتمكن من العودة.

لم يتمكن مراسل “المستقبل” من العثور على احد افراد الجيش وانصار الله لمعرفة اسباب قطع الطريق لكن سكان المنطقة افادوا أن ” الحوثيين اقفلوا الطريق لحماية المدنيين من رصاص قناصة المقاومة منتشرين في السلسلة الجبلية المحيطة بالطريق الاسلفتي الرئيسي الواصل بين شارع المرور وبيرباشا، فيما قال آخرون ” أن الحوثيين يخشون تسلل انتحاريين من الدواعش إلى مناطق تمركزهم”.

تحذيرات ومخاوف

عاملون في لجان اغاثة حذروا من آثار كارثية على المدنيين جراء هذا الحصار خصوصا وأن هذا المعبر يعد الوحيد الآمن الذي يربط احياء مدينة تعز بالأسواق المنتشر في مناطقها الغربية بعدما ادت المعارك المحتدمة في الاحياء الشرقية للمدينة إلى اقفال الطرق والمعابر بشكل كامل.

ويوضح ناشطون حقوقيون أن قوات الجيش والجان الشعبية المرابطة في مدخل جامعة تعز بمنطقة حبيل سلمان اقفلت أمس الاثنين الطريق الرئيسية بين منفذ الدحي وبيرباشا ومنعت المواطنين والسيارات من العبور من هذا المنفذ الذي يستخدمه سكان احياء المدينة للذهاب إلى سوق بيرباشا لشراء احتياجاتهم المنزلية والتنقل بين المدينة وضواحيها.

واصطفت اليوم مئات السيارات والشاحنات عند مدخل منفذ الدحي وقال عاملو اغاثة لـ “المستقبل” إن مبررات اقفال هذا المنفذ لم تكن مقبولة ولا مقنعة، مشيرين إلى أن الحصار الذي يحاول الجيش والجان الشعبية فرضه على مسلحي مرتزقة العدوان السعودي يلقي بآثار كارثية على المدنيين القاطنين في أحياء المدينة والذين تفاقمت معاناتهم المعيشية جراء شح المواد العذائية والمياه والادوية وارتفاع اسعارها بداخل احياء المدينة بصورة جنوبية قياسا إلى اسعارها في الأسواق التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية.

كوارث انسانية

تحدث مسؤول محلي بمديرية المظفر لـ ” المستقبل” عن ما سماه “مآسي وجرائم ضد الانسانية بسبب الحصار” ويشير إلى أن ” الحوثيون يريدون محاصرة المقاومة لكنهم في الواقع يحاصرون مئات الآلاف من سكان المدينة المظلومين… معظم الناس هنا فقراء لم يستطيعوا المغادرة إلى خارج المدينة أو إلى القرى .. يعيشون في ظروف معيشية قاسية “.

يؤكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن سكان احياء مدينة تعز ليسوا مع المقاومة أو المرتزقة وهم مجبرون على الخضوع والصمت لأنهم مدنيون لا حول لهم ولا قوة وتحملوا الكثير ويلجأون إلى هذه المناطق لشراء (الخاضعة لسيطرة الجيش والحوثيين) احتياجاتهم لأنهم يشعرون انها آمنة واقفال الطريق عليهم يعني الحكم عليهم بالاعدام جماعيا”.

يضيف ” في وقت الظهر تجد في أبواب المطاعم عشرات النساء يجمعن بقايا أكل غير صالحة ويتعاركن عليها لاطعام اطفالهن … تتجمع النساء والاطفال من اذان الفجر بالمئات في بوابات المساجد للحصول على كمية مياه بسيطة للشرب…اسعار المواد الغذائية ومياه الشرب والادوية وكل شيء ارتفعت عدة اضعاف بسبب منع دخول السلع والبضائع بكميات كبيرة … سعر الكيلو الطماطم والبطاطا وصل إلى 800 ريال وسعر اسطوانة الغاز 10 آلاف ريال من يستطيع أن يتحمل كل هذا”.

ويقول آخر” المقاومة تأتيهم الأسلحة والأموال والغذاء والدواء من الجو عبر الطائرات بصورة دائمة فماذا سيجني الجيش والحوثيين من حصار يفرضونه على مئات الآلاف من المدنيين المساكين… ربما قيادة انصار الله لا تعرف ماذا يفعل المتحوثون (المتطوعين المنظمين إلى الجيش واللجان الشعبية من أبناء محافظة تعز) الكثير من بائعي القات فقدوا ضمارهم (رأس مالهم) بسبب مصادرتها بصورة قهرية.. التجار توقفوا عن ادخال سلع إلى محالهم في المدينة لانهم تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب مصادرة بضائعهم من المقاومة ومن الحوثيين … بسبب الحصار الآلاف من طلاب المدارس والعمال واصحاب المهن اليومية انضموا إلى صفوف المقاومة بعدما انقطعت امامهم كل فرص العيش”.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...