المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
عبدالفتاح علي البنوس
عشرات الغارات الجوية شنتها طائرات الحقد السلولي على العبيسة وما جاورها من بلاد حجور بمديرية كشر محافظة حجة خلال الأيام التي شهدت فيها المنطقة إشعال المرتزق العميل فهد دهشوش فتنته السعودية العفاشية المشتركة بغية ترجيح كفة مرتزقتهم وتمكينهم من التقدم وتحقيق أهدافهم بحسب المخطط المرسوم لهم ولكنها كلها تبخرت في الهواء ، وكانت الغلبة للأقدام اليمنية الوطنية الثابتة والراسخة رسوخ جبال حجور وقبائلها الشرفاء الغيارى ، واليوم وبعد حسم المواجهات في العبيسة وما جاورها من بلاد حجور عاد طيران العدوان ليشن عشرات الغارات الهستيرية مستهدفا منازل المواطنين والمنشآت العامة والخاصة بكل صلف ووحشية ، وكأنها غارات عقابية وتأديبية لقبائل حجور الشرفاء وكافة أبناء مديرية كشر الذين وقفوا ضد فتنة دهشوش وعملوا على إخمادها بالتعاون مع أبطال الجيش واللجان الشعبية ، بعد أن أدركوا جيدا النوايا الخبيثة والشريرة التي يبيتها الأعداء عبر مرتزقتهم لمديرية كشر وأهلها ، عقب قبض المرتزق دهشوش ومن معه من المرتزقة في القاهرة ثمن هذه الفتنة وهذا المخطط الذي كان يهدف إلى عزل محافظة صعدة عن محافظة عمران ، والزحف باتجاه حيران لتضييق الخناق على المجاهدين من جيشنا ولجاننا هناك ومن ثم فرض الحصار على مثلث عاهم ومحاصرة المجاهدين في ميدي وحرض ، ولكن الله خذلهم وهزمهم وأذلهم وأفشل مخططهم وأعمى أبصارهم فحصدوا الهزيمة النكراء بفضل الله وتأييده ، ومن ثم شجاعة وإقدام وثبات وبسالة وبطولة شرفاء حجور ومغاوير الجيش واللجان الشعبية .
واليوم وبعد هزيمة مرتزقتهم ودحرهم وتطهير البلاد من رجسهم ودنسهم عاد الطيران ليقصف المنازل ويدمرها على رؤوس سكانها وذلك بهدف خلق أزمة إنسانية في بلاد حجور تتمثل في إجبار الأهالي على النزوح بعد أن باتت منازلهم أهدافا لصواريخ طائراتهم الإجرامية ، لأنهم لم يقولوا شكرا سلمان ، ولم يسلموا لتوجيهات وأوامر فهد السكران ، ولم يقبلوا بأن يخربوا بيوتهم بأيديهم مقابل المال السعودي الذي ظن دهشوش وأسياده بأنه سيغري كل أبناء حجور وسيدفع بها لخيانة أنفسهم بأنفسهم ، وإلحاق الضرر بهم وبأهليهم ومناطقهم ، متجاهلا بأن أبناء حجور الشرفاء فيهم من الغيرة والنخوة ما يدفعهم للتجند للقتال دفاعا عن الوطن في جبهات الشرف والبطولة ، فكيف وقد أراد الأعداء فتح جبهة في بلادهم هم أول من سيكتوي بآثارها وتداعياتها ؟!!
بالمختصر المفيد قصف طائرات العدوان لمديرية كشر ليس بطولة ولا يوجد فيه ما يدعو للتباهي والفخر ، فهو قصف العاجز المهزوم المفلس المنكسر الذليل الذي مرغ الأبطال كرامته في الميدان ليأتي للثأر بقصف المنازل وقتل النساء والأطفال وإهلاك الحرث والنسل ، فأين الأمم المتحدة من هذا القصف والجرائم التي خلفها ؟! هل ستعبر عن قلقها ؟! أو تعبر عن إدانتها واستنكارها ؟! أم تراها ستلزم الصمت ؟! أو تذهب لإدانة الجلاد مع الضحية كعادتها عندما تريد الهروب من إدانة قوى العدوان عند ارتكابها جرائم ومذابح في حق النساء والأطفال ؟!! ورغم وحشية القصف وهمجيته إلا أنه يعد آخر طلقة في جعبة الأعداء ، والذي لن يغير حقيقة تطهير بلاد حجور بمديرية كشر من رجس المرتزقة بعد تلقيهم من قبل رجال الرجال دروسا قاسية ومؤلمة ستظل معشعشة في مخيلة من عاش منهم ، في الوطنية والشجاعة والبسالة والإقدام والثبات والإيمان بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها ، وأوصلوا لهم رسالة قوية مفادها أن التفريط بالأرض كالتفريط في العرض ، وأن كل أموال العالم (مش السعودية بس) لا تساوي عند اليمني الغيور ذرة من تراب هذا الوطن المعطاء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
