يقبع المجند الأمريكي دانيال كوربيت في أحد سجون دولة صربيا منذ ثمانية أشهر بعد أن تم التحقيق معه على ذمة حيازته مسدساً بطريقة غير قانونية.
وحسب المعلومات التي نشرها موقع “بازفيد نيوز” الأمريكي كان كوربيت أحد الجنود المنتمين لفرقة «المغاوير 6» الشهيرة والتابعة لقوات البحرية الأمريكية وعمل مؤخراً كجندي مرتزق في اليمن.
وتم احتجاز الجندي الاحتياطي التابع للبحرية الأمريكية دانيال كوربيت في السجن في صربيا لمده ثمانية أشهر بينما كان قيد التحقيق لحيازته مسدسا بصورة غير قانونية.
وفي يوليو/ تموز، قُتل محاميه الجنائي في بلغراد على نمط العصابات ولا تزال قضيته من دون حل. ولا يُعرف ما إذا كان قتل المحامي مرتبطا بقضية كوربيت.
ووفقا لثلاثة مصادر مطلعة علي سجله العسكري فان كوربيت، الذي يلقب بـ«القذر»، خدم ضمن عمليات نشر قتالية في العراق وأفغانستان.
وخدم لأول مرة مع فريق «المغاوير 5» من 2004 -2007، وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة كان مع فريق «المغاوير الأسطوري 6»، والمعروف أيضا باسم مجموعه التنمية، وهي الوحدة التي قتلت في وقت لاحق أسامة بن لادن.
وقالت المصادر إنه منذ 2012، كان كوربيت في وحدة احتياطي البحرية والمسماة بفرقة «المغاوير 17«، ولديه تصريح سري للغاية.
وعلم «بَزفيد نيوز» ان كوربيت أيضا عمل في اليمن التي مزقتها الحرب لعدة أشهر في 2016. واستأجرته شركة أمريكية، وهي مجموعة عمليات «Spear operation group»، التي مولتها الامارات العربية المتحدة لاغتيال القادة السياسيين الإسلاميين ورجال الدين الناشطين في عدن.
وقد تم الكشف عن وجود هذا المشروع عن طريق تقرير «بَازفيد نيوز» الثلاثاء الماضي.
ومن غير الواضح بالتحديد ما الذي عمله كوربيت لعمليات «سبير» في اليمن، فيما ذكرت التقارير الاخبارية الصربية إن جولان، الذي يدير شركة «Spear operation group»، سافر إلى صربيا مع كوربيت في وقت مبكر من 2018.
وامتنع جولان عن مناقشة الغرض من زيارتهم لصربيا أو القضية القانونية المتعلقة بكوربيت هناك. كما رفضت القوات البحرية الامريكية والسفارة الامريكية التعليق.
وقالت مصادر إن كوربيت لم يأذن للسفارة بالإدلاء بمعلومات حول قضيته.
ولم يتسن الوصول إلى كوربيت نفسه، ولم يستجب محاميه الحالي للمكالمات التي تطلب التعليق.
ويتكهن بعض الأشخاص المطلعين على قضية كوربيت في صربيا بأنه قد يكون بيدقاً في الحرب الدبلوماسية الجارية من أجل التأثير في المنطقة بين الولايات الأمريكية وروسيا.
وقالت جيلينا ميليتش مديرة مركز الدراسات الأوروبية الأطلسية في بلغراد أن صربيا وهي مفترق طرق في البلقان، حاولت الدخول إلى المعسكرين ولكن بعض الوكالات التابعة للحكومة الصربية تتأثر بشدة بالحكومة الروسية.
وقالت إن الروس هم من دفع الصرب لاحتجاز كوربيت.
وفي أوائل شباط/ فبراير، أعلنت السلطات الصربية اعتقال كوربيت، وقالت إن ذلك جرى بتهمة حيازة مسدس بطريق غير شرعي وأنه والعديد من الآخرين الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم تم اعتقالهم.
ونشرت بعض المواقع المحلية على الفور نظريات المؤامرة التي قالت إن كوربيت كان هناك لزعزعة استقرار النظام الصربي.
وتحدث المحامي الأول لكوربيت، دراسلاف اوغيانوفيتش، إلى «بَزفيد نيوز» في إبريل/ نيسان، وشدد على أن التهمة ضد موكله بحيازة سلاح غير مشروع تهمة باطلة في ذلك الوقت.
وأضاف اوغيانوفيتش أنه كان يتوقع الإفراج عن كوربيت قريبا.
وفي يونيو/ حزيران، أعلن المدعون العامون الصرب أنهم وجهوا اتهامات إلى كوربيت وثلاثة مواطنين صربيين بتهم تتعلق بالأسلحة التي تصل إلى السجن لمدة 12 عاما.
ولكن في 24 يوليو/ تموز، قضت محكمة في بلغراد بان لائحة الاتهام لا يمكن المضي بها قدماً ما لم يتم إعادة كتابتها لتشمل مزيداً من المعلومات الجنائية حول السلاح الناري.
وبعد أربعة أيام، سقط المحامي اوغيانوفيتش قتيلاً أمام مبنى شقته، وهو الذي ظهر في الأخبار الدولية.
وعلى الرغم من التوقيت، لا يوجد دليل على أن وفاة اوغيانوفيتش مرتبطة بتمثيله لكوربيت، حيث كان في السابق محامياً للرئيس الوطني الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش، كما ذُكر بأنه المحامي المسؤول عن أرقام الجريمة المنظمة، بما في ذلك لوكا بويوفيتش، المسجون حالياً في إسبانيا، والذي يقال إنه «مرتبط بالعصابات الإجرامية».
وفي التسعينات، أفيد بان بويوفيتش كان جندياً للزعيم الصربي شبه العسكري زيليكو رازونوفيتش، الذي اتهم بارتكاب جرائم حرب خلال حربي البوسنة وكوسوفو.
وفي 2012، قالت الشرطة في مدريد أن بويوفيتش ورجاله قتلوا شخصاً إجرامياً ثم أكلوا لحمه وألقوا بعظامه في النهر. وأفادت التقارير بتبرئة بويوفيتش من هذه التهمه.
وفي يوليو/ تموز، كان كوربيت محتجزاً في سجن بلغراد المركزي، وهو مبني كبير ومترامي الأطراف من خمسة طوابق محاط بالأعشاب الضارة وسياج يعلوه أسلاك شائكة. حارس السجن الذي يحرس الكشك قال إنه ليس لديه معلومات عن كوربيت.