2024/05/07 11:34:23 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> خطاب امير قطر يبدد آمال الحل واحتمالات التهدئة والانفراج تتراجع لمصلحة التصعيد

خطاب امير قطر يبدد آمال الحل واحتمالات التهدئة والانفراج تتراجع لمصلحة التصعيد

 

 

حظي الخطاب الذي القاه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، امير دول قطر، الذي كان الاول من نوعه منذ بدء الازمة الخليجية قبل شهرين تقريبا، باهتمام واسع من قبل الاوساط السياسية والاعلامية العربية والعالمية، ليس لان الامير القطري مقل بطبعه في القاء الخطب والتصريحات الصحافية، على غير عادة الزعماء والمسؤولين العرب، وانما ايضا لان الجميع كان يتطلع الى ما يمكن ان يتضمنه من مؤشرات تساعد على حدوث انفراج في الازمة، ووقف حالة التصعيد التي تعيشها حاليا.

الخطاب جاء مخيبا لآمال كثيرين راهنوا على تقديم الامير القطري تنازلات سياسية او التجاوب، كليا او جزئيا، مع مطالب خصومه الاربعة الـ13، بما يضخ دماء الحياة في مبادرة الوساطة التي بدأها الشيخ صباح الاحمد الجابر امير دولة الكويت، ووصلت الى طريق مسدود.

ما انعش هذه الآمال بحدوث انفراج، او الاقدام على بعض التراجعات، اصدار الامير تميم قبل ثلاثة ايام من هذا الخطاب مرسوما بإدخال تعديلات جديدة على قانون الارهاب القطري، تضمن تعريفا للارهاب والارهابيين، واستحداث نظام القائمتين الوطنيتين للافراد والكيانات الارهابية، حتى ان السيد انور قرقاش، وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، كتب تغريدة على حسابه على “التويتر” رحب فيها بهذا المرسوم ووصفه بأنه “ايجابي”، وذهب الى ما هو ابعد من ذلك، عندما اعتقد انه مقدمة لتسليم ما وصفهم بالمواطنين الاماراتيين المتهمين بالارهاب وغيرهم.

نقطتان رئيسيتان ارتكز عليهما الخطاب، وبددا حالة التفاؤل التي سادت بعد اصدار مرسوم الارهاب، ولخصا الموقف الرسمي القطري تجاه الازمة، وشكلا خريطة طريق تحدد كيفية التعامل معها مستقبلا:

الاولى: التأكيد على احترام سيادة الدولة، ورفض اي وصاية عليها تحت اي ظرف من الظروف.

الثانية: رفض الرضوخ للاملاءات والشروط والتهديدات، واعتماد الحوار كوسيلة لحل الازمات، وبعد رفع الحصار.

وفي اطار هاتين الركيزتين، تضمن الخطاب رفضا للتحكم بعلاقات قطر الخارجية، واغلاق وسائل الاعلام، في اشارة الى قناة “الجزيرة”، والتشديد على غياب اي مفهوم حول تعريف الارهاب ومقاومته، مؤكدا ان بلاده مستمرة في الحرب عليه دون هوادة، ولكن حسب مفهومها وعلى طريقتها الخاصة.

هذا الرفض الواضح والمتسم بالتحدي من قبل الشيخ تميم لمطالب الدول الاربع، اعاد الازمة الخليجية الى المربع الاول، وجعل اي محاول لاحياء الوساطة الكويتية واعادة انطلاقتها، مهمة صعبة ومحكومة بالفشل، رغم ان الدول الاربع اختصرت مطالبها الـ13، وركزتها في ستة مطالب اساسية، ولكنها مطالب، حسب المفهوم القطري، وخطاب الشيخ تميم، تمس السيادة.

التفسير الابرز لهذا التشدد القطري ربما يعود الى موقف وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى جانب القيادة القطرية، ورفضه للشروط الـ13، ان لم يكن معظمها، وخاصة النقطة المحورية التي استندت عليها، وهي محاربة الارهاب، وعزز هذا “الانحياز″ حسب توصيف الاعلام المضاد لقطر، بتوقيع مذكرة تفاهم امريكية قطرية حول محاربة تمويل الارهاب، وتكراره للمطالبة برفع الحصار عن قطر الذي الحق ضررا بالمواطنين القطريين، او الجزء المتعلق بإغلاق الحدود البرية على الاقل.

تسود حالة من الصمت في اوساط التحالف الرباعي لخصوم قطر، اي السعودية والامارات ومصر والبحرين، ولم يصدر اي بيان او تعليق رسمي حول خطاب الشيخ تميم، وهذا لا يبعث على الاطمئنان، ولا نستبعد في هذه الصحيفة “راي اليوم”، ان هذا الصمت ربما يكون المرحلة التي تسبق المرحلة الثالثة من التصعيد الاقتصادي، او حتى العسكري، ولعل مشاركة ممثلين على مستوى عال في افتتاح اضخم قاعدة عسكرية مصرية في الشرق الاوسط، الى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، احد المؤشرات في هذا الصدد، خاصة الجنرال الليبي خليفة حفتر، والشيخ محمد بن زايد، نائب القوات المسلحة، وولي عهد ابو ظبي، والامير خالد الفيصل، مستشار العاهل السعودي.

لقاء البحرين المنتظر لوزراء خارجية الدول الاربعة لتحديد خطواتها في المرحلة المقبلة بات وشيكا في اعتقادنا، ولا نستبعد ان يأتي الرد في بيان يصدره في ختام اعماله، وربما ينطوي على التصعيد في المواقف والاجراءات تطبيقا للشروط، لان احتمالات التهدئة، والتوصل الى تسوية باتت الاقل حظا.

“راي اليوم”

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...