مصدر في حكومة الانقاذ لـ “المستقبل”: انعقاد مجلس الامن بطلب روسيا كان بالتنسيق معنا وهذا ما ابلغنا به حول ميناء الحديدة
كشف مصدر رفيع في حكومة الانقاذ الوطني لــ “المستقبل”، ان الجلسة الاستثنائية المغلقة لمجلس الامن الدولي الخاصة باليمن المنعقدة مؤخرا، والتي جاءت بناءا على طلب روسيا كانت بالتنسيق مع المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني.
وأوضح المصدر – فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الاعلام-، ان المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني احاطوا القيادة الروسية عبر القائم باعمال سفارتها بصنعاء بالتحركات وتطورات الوضع في البحر الاحمر وباب المندب والاستعدادات التي يقوم بها تحالف العدوان السعودي لارتكاب جرائم ابادة جماعية مضاعفة بحق الشعب اليمني تحت مبررات واهية.. مشيرا الى انه تم الطلب من الاصدقاء الروس المبادرة بالدعوة لعقد جلسة استثنائية لمجلس الامن للوقوف امام هذه التطورات التي تهدد امن واستقرار العالم وتنذر بكارثة انسانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية تجاه الشعب اليمني.
ولفت الى ان القيادة الروسية وعبر نائب مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة استجابت لطلب اليمن وعقدت جلسة مجلس الامن الدولي وتم خلالها دعوة السعودية بشكل واضح الى فتح ميناء الحديدة وعودة الحركة التجارية الى اكبر ميناء في اليمن والذي يستقبل اكثر من 80 بالمائة من المساعدات الانسانية والواردات للشعب اليمني.
وأشار الى ان التنسيق مستمر مع الجانب الروسي لتنفيذ قرارات الجلسة الاستثنائية لمجلس الامن، بما فيها دعم جهود المبعوث الاممي الى اليمن وخارطة الطريق التي قدمها للحل السياسي، وفتح ميناء الحديدة.. لافتا الى ان الاولوية العاجلة والملحة هي اعادة فتح ميناء الحديدة امام الحركة الملاحية ووقف العدوان.
ونفى المصدر، صحة ما يتردد في بعض المواقع الاخبارية حول اشراف روسيا على ميناء الحديدة او تقدمها بمبادرة جديدة للسلام في اليمن.. مؤكدا ان الاصدقاء الروس بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين يسعون الى الضغط من اجل وقف الحرب وفك الحصار عن الشعب اليمني والضغط على السعودية ومرتزقتها في هذا الاتجاه والقبول بالحوار والحل السياسي على اساس خارطة الطريق الاممية.
وطالب مجلس الأمن الدولي في جلسة استثنائية مغلقة خاصة باليمن بناء على طلب روسيا، الأطراف اليمنية المتنازعة بالتعاون مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وأكد دعمه لمساعي المبعوث الأممي، في اشارة الى خارطة الطريق الأممية المقترحة للحل ورحب بها مبدئيا الجانب الوطني في حين رفضها الفار هادي بايعاز من دول تحالف العدوان السعودي.
وتضغط روسيا الاتحادية التي دخلت بقوة على خط الأزمة في اليمن، من اجل دعم خارطة الطريق الاممية المقترحة للحل والتي تحاول السعودية وحلفائها الالتفاف عليها، وهو ما دعا نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، الى الدعوة لعقد هذه الجلسة وفقا لمصادر دبلوماسية تحدث اليها “المستقبل”.
وجاء هذا الموقف من مجلس الامن الدولي، بعد انتهاء الجلسة المغلقة التي عقدها مساء اليوم الجمعة، في نيويورك حول اليمن، بطلب من روسيا، حيث لم تكن مدرجة على جدول أعماله.
وناشد المجلس جميع الأطراف في اليمن، بالعمل معه من أجل التوصل إلى حل سياسي، مشيراً إلى أن العديد من المناطق في اليمن على حافة المجاعة.
وقال “إن مجلس الأمن يناشد جميع أطراف النزاع بسماح دخول المساعدات الإنسانية، ودخول المواد الغذائية والتجارية وفتح جميع المعابر، بما فيها ميناء الحديدة واحترام القانون الدولي والقانوني الإنساني الدولي”.
بدوره قال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، ماثيو ريكروفت، “لقد تباحثنا بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، وشبح المجاعة الذي يهدد الملايين هناك. لقد اتفقنا على أنه لا بد أن نجد حلاً سياسياً لذلك”.
وأكد ريكروفت أن المجلس يدعم مساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكل مجهوداته لحل الأزمة.