2024/06/14 8:35:05 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> منطقة ترامب – سلمان “الآمنة” ليست الا حصان طروادة .. كيف ؟

منطقة ترامب – سلمان “الآمنة” ليست الا حصان طروادة .. كيف ؟

بعد ان فشل التحالف العدواني الذي تقوده مملكة ال سعود ضد اليمن وشعبه خرج علينا ترامب بالقول ان السعودية وافقت على اقامة مناطق آمنة في كل من سوريا واليمن.

وقبل ان نخوض في الاهداف الخفية الخبيثة -التي يزينها الطابع الإنساني- من هذا الاقتراح لابد ان نفهم ماذا يقصد بالمناطق الامنة او العازلة في منطق الحروب والصراعات الدولية ذات العلاقة والارتباط بالتهديد المباشر للأمن والسلم الدوليين.

فالمنطقة العازلة هي مساحة جغرافية تحددها الأمم المتحدة او الأطراف المرتبطة بصراع دولي في مناطق الصراع المنكوبة من ويلات الحروب بهدف حماية المدنيين والنأي بطرفي الصراع عن تلك المنطقة الجغرافية بحماية دولية تحت مبرر حماية الامن والسلم الدوليين اللذان من الممكن ان يؤثر عليهما الصراع القائم.

اذن فظاهر الاقتراح رحمة انسانية اما باطنه فيمكن تلخيصه بالتالي:

– قاربت الحرب العدوانية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد اليمن وشعبه على العامين انتهكت خلالها القوات التحالفية كل الاعراف والقوانين الدولية وارتكبت مجازر في حق المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمقومات الاقتصادية للشعب اليمني.

كل هذا دون ان نسمع او نرى من العالم أي شيء يندد او يشجب ممارسات السعودية الإجرامية ضد شعبنا بل ان الصمت كان سيد الموقف باستثناء اصوات خجلة هنا او هناك بل ان العالم انجر وراء مراهقات نظام ال سعود تحت تأثير المال السعودي وتعاون اما بطرق مباشرة عبر صفقات الأسلحة التي يمد بها السعودية او الدعم العسكري واللوجيستي للقوات التحالفية او بطريقة غير مباشرة انعكست في الصمت المخزي والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.

ـ بررت العربية السعودية عدوانها على اليمن بمبررات ومسوغات هي نفسها ناقضتها في كل من سوريا ومصر حيث ساهمت بشكل محوري واساسي في دعم اسقاط رئيس شرعي في مصر والانقلاب عليه وفي محاولات اسقاط رئيس شرعي منتخب في سوريا وهذا ما يثبت ان الحرب القذرة ضد اليمن لها مسوغاتها السياسية والاقتصادية المرتبطة باطماع الإمبريالية الاستعمارية العالمية التي استخدمت النظام السعودي كستار تقف خلفه وتحرك الاحداث عن بعد.

– بعد فشل القوات التحالفية في تحقيق الاهداف التي كانت تروم تحقيقها واعلنت عنها في بداية الحرب دخل مسار الصراع منحنى لم يكن في حسبان نظام ال سعود ومن يقف خلفه واستطاع اليمنيون -بصمودهم مع فارق الامكانيات العسكرية -كسر غرور التحالفية بل وكسر كل القواعد العسكرية مما دخل النظام السعودي في مرحلة حرجة من الاستنزاف الاقتصادي والعسكري.

وبدى واضحا لدى من يقفون خلف ستار النظام السعودي ان مدى الحرب سيطول وقد يصل هذا الامد الى نقطة لا يستطيع النظام السعودي والاماراتي تحمل تبعات هذا الاستنزاف مما يعني فشل التحالف وربما انهيار الكيانات السياسية لممالك وامارات الخليج.

مما سبق نجد ان مقترح المنطقة الامنة ليس الا نقلا للصراع الى مرحلة جديدة تسوغ قانونيا لتدخل قوات دولية من خارج التحالف السعودي بقرار اممي يفرضه منطق حماية الامن والسلم الدوليين وهذه المنطقة قد تكون بمثابة حصان طروادة الذي سيستخدمه التحالف لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه خلال ما يقارب العامين.

الايام القادمة ستكشف اكثر واكثر عن الفاعلين الحقيقيين الذين يقفون خلف حرب التحالفية السعودية والشعب اليمني انن تنطلي عليه الاقنعة التي يرتدونها تحت مسوغات متعددة ومتلونة لان الحرب التي فرضت عليه فرضا علمته ان حقوق الشعوب لا توهب وانما تنتزع اتنزاعا وتفرض فرضا كما اكسبته حاسة فرضها منطق حق البقاء والدفاع عن النفس وهي حاسة معرفة الاقنعة الجميلة التي تخفي وراءها وجوة قبيحة.

عبدالله الياجوري

مهندس وباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...