2024/05/18 11:21:54 مساءً
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> الياجوري: قرار البرلمان العربي استبدال ممثلي اليمن امتداد للتخبط والانحدار الذي تعيشه الجامعة العربية

الياجوري: قرار البرلمان العربي استبدال ممثلي اليمن امتداد للتخبط والانحدار الذي تعيشه الجامعة العربية

قبل البدء في تحليل مشروعية قرار البرلمان العربي دعونا نضع القاعدة التي نسطيع من خلالها الانطلاق في طرح وجهة نظرنا إزاء قراره في تغيير ممثلي مجلس النواب اليمني لديه والتي رفضها البرلمان اليمني كرد فعل ضد ما اسماه بيان مجلس النواب مخالفة للائحة المنظمة لمهام واختصاصات البرلمان العربي ،وهذه القاعدة تضع إطار للمفهوم القانوني لأي كيان برلماني لشعب من الشعوب يخضع للسلطة السياسية في الدول الدستورية.
البرلمان أو مجلس الشعب أو مجلس النواب لأي دولة هو الهيئة التشريعية التي تمثل السلطة التشريعية في الدولة وفق مبدأ الفصل بين السلطات، ويتكون من مجموعة من الأفراد أو الاعضاء الذين يتم اختيارهم من قبل المواطنين في تلك الدولة ويناط إليه المهام التالية:
– التشريع للقوانين
– الرقابة على أعمال الحكومة
-تمثيل الشعب أمام الحكومة
ومن هذا المنطلق نجد أن كل التشريعات والقوانين في الدولة نابعة من أصل واحد هو الشعب بمواطنية- وفق المعتقدات والاعراف والتقاليد بمرجعية كل مجتمع وخصوصيتة الدينية والثقافية- لأن المشرعين لتلك القوانين هم من اختارهم الشعب، ولأن الكيان السياسي المجتمعي داخل الدولة يتكون من أطياف سياسية وحزبية متنوعة ومتعددة في توجهاتها وايديولوجياتها فإن الاحزاب الفاعلة في هذا المجتمع هي من نالت ثقة المواطنين ليكون ممثليهم من اعضاءها المنتخبين في البرلمان.
يعتبر البرلمان العربي مؤسسة تمثيلية شعبية في إطار جامعة الدول العربية تأسس في مارس 2005 بمقتضى قرار مجلس جامعة الدول العربية على رقم 292 ونتج عن هذا القرار استحداث المادة 19 في ميثاق الجامعة ونصها : ” ينشأ في اطار الجامعة العربية برلمان عربي ، ويحدد نظامه الأساسي ، تشكيله ومهامه واختصاصاته “.
بهذا نستطيع طرح الرؤية التحليلة لقرار البرلمان العربي تغيير ممثلي الجمهورية اليمنية في اطارين:
الأول: قانوني وفق اللائحة المنظمة لعمل ومهام واختصاصات البرلمان العربي والتي نجد فيها) يتم اختيار أعضاء البرلمان على النحو التالي:
ونصها : ” ينشأ في اطار الجامعة العربية برلمان عربي ، ويحدد نظامه الأساسي ، تشكيله ومهامه واختصاصاته ” .
المادة الرابعة
الفقرة 2 من قبل برلماناتهم الوطنية او ما يماثلها في كل دولة عضو على أن يكونوا أعضاء منتخبين في برلماناتهم أو ما يماثلها
الفقرة 3 بتسميتهم وفقاً للنظام الدستوري والأنظمة الأساسية لكل دولة عضو على أن يكونوا أعضاء منتخبين في برلماناتهم أو ما يماثلها(.
ولأن الاعضاء الذين تم تغييرهم قد تم اختيارهم من قبل البرلمان اليمني وفق الفقرة 3 من المادة الرابعة فإن تغييرهم بأعضاء آخرين يستوجب اختيارهم أيضاً من قبل البرلمان اليمني والكيفية التي تم تغييرهم بها خالفت الفقرة الثالثة من المادة رقم 4 للائحة المنظمة لأن الاختيار للأعضاء الجدد لم يكن بترشيح من البرلمان اليمني كما أنه خالف بشكل واضح الفقرة الثالثة من المادة ذاتها وهذا يعكس عدم قانونية قرار البرلمان العربي ويثبت بطلانه

الإطار الثاني: الممارسة اللامهنية للبرلمان العربي وجامعة الدول العربية اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الجامعة العربية طوعت نفسها لتصبح أداة في يد السياسيين من الحكام العرب وبالذات حكام دول الخليج العربي ولم تكن كيان يمثل الشعوب العربية مما عطلها عن السعي لتحقيق الأهداف التي نص عليها ميثاقها المؤسس لها وتسببت في شرعنة كثير مما تعيشه شعوب عربية الان من حروب ودمار كالشعب السوري والشعب اليمني والشعب الليبي بعد موجة احداث الربيع العربي التي اتت بمخاوف تهدد بقاء دويلات النفط على ضفاف الخليج العربي.
قرار البرلمان العربي هو امتداد للتخبط والانحدار الذي تعيشه الجامعة العربية بعد أن استطاعت ممالك النفط العربي بقيادة مملكة آل سعود احتلال المكان الريادي لجمهورية مصر العربية و إذلال الدبلوماسية المصرية بشكل لا يناسب تاريخ ومكانة مصر في المنطقة العربية فالاخيرة بعد أن كانت في عهد عبدالناصر هي القبطان -المتمرس الرصين – لدفة سفينة الجامعة العربية أصبحت راكب فيها يتحكم في قيادة دفتها قبطان أحمق يقود السفينة إلى الهلاك بكل من فيها.
الجامعة العربية التي وجدت لتقريب وجهات النظر بين الشعوب العربية بهدف الوحدة العربية لم تعد تملك من الاسم الا حروف محنطة خالية من مضمون الهدف الذي أنشئت لأجله بل إنها أصبحت معول هدم في كيان الوحدة العربية منذ أن سلمت نفسها لأهواء ممالك النفط الخليجي التي تفتقر إلى أي نظرة إستراتيجية لتوحيد البيت العربي لأنها كيانات ريعية سخر ملوكها وامراءها مقدرات الشعوب العربية لحماية ممالكهم ومحاربة أي تغيير من حولهم من شأنه يخلق نهضة حقيقية تكشف كرتونية الأنظمة الريعية المتخلفة التي تحكم من خلالها شعوبها.
الجامعة العربية أصبحت حصان طروادة الذي دخلت منه الصهيونية- المغتصبة لاراضي ومقدسات العرب والمسلمين- ونجحت في خلق دول فاشلة تحيط بإسرائيل من خلال شرعنتها لاحتلال وتدمير العراق وليبيا كما شرعنت تدمير سوريا واليمن تحت مسوغات مختلفة أدت إلى ما تعيشه اليوم الشعوب العربية.
اخيراً أستطيع أن أقول أننا كشعب يمني يمارس في حقه اقذر حرب عرفها التاريخ المعاصر لم نعد نعول على أي دور لجامعة الدول العربية وسنمضي طريقنا لانتزاع حقنا في تقرير مصيرنا بخروجنا من عباءة الوصاية والإرتهان فلم يعد لدينا ما نخسره أكثر مما خسرناه.
م. عبدالله الياجوري
باحث في العلاقات الدولية والدبلوماسيه

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...