2024/06/17 2:35:11 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> قوتهم في ملياراتهم فقط

قوتهم في ملياراتهم فقط

ذات مرة عقب إعلان إعادة الوحدة اليمنية تبنى علي سالم البيض نائب رئيس الجمهورية فكرة نزع سلاح القبائل اليمنية بحجة إقامة دولة مدنية .. لكن الرئيس السابق صالح رفض الفكرة باعتبار أن القبائل اليمنية تعتبر حمل السلاح من أصول عاداتها وتقاليدها ولا يشكل حملها السلاح أي خطر على الدولة ..
السعودية كانت تدعم بالخفاء فكرة البيض في نزع سلاح القبائل وكان الرئيس صالح مدركا لما تهدف إليه فكرة البيض ومن ورائها السعودية .. الرئيس صالح معروف بأنه يدرس النتائج قبل اتخاذ أي قرار وأن له نظرة بعيدة المدى لكل شيء ..
وكان آنذاك يرد على أسئلة الصحافيين بالقول .. المجتمع اليمني في أصله مجتمع قبلي يمثل عائلات قبلية أصلها واحد فكل فرد في اليمن ينتمي إلى العائلة القبلية والسلاح عند القبائل موجود منذ زمن وهو يمثل زينة كأي زينة يتزين بها الإنسان اليمني . وأن القبائل اليمنية المسلحة متعايشة مع بعضها وتحكمها عادات وتقاليد وأسلاف وأعراف منذ القدم .. وأن هناك قانون ينظم حيازة السلاح وحمله في المدن الرئيسية ..
كان الرئيس صالح مدركا للهدف من محاولة نزع سلاح القبائل معتبرا أن القبيلة تشكل الرديف الداعم للجيش إذا ما تعرضت البلاد ﻷي عدوان ..وكان محقا في إدراكه .. فحينما تعرضت الوحدة اليمنية لمؤامرة الانفصال التي دعمتها السعودية بقوة عام 1994م وقدمت للإنفصاليين الدعم المالي والعسكري والسياسي
كانت القبائل الى جانب الجيش في الدفاع عن الوحدة وانتصرت الوحدة .. وأحرقت المؤامرة ..
ترك للقبائل حرية التسليح واقناء الأسلحة المتوسطة والخفيفة .. وفي ذات الوقت تمكن من إعداد الجيش واقتناء الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة والذخائر مقابل التسليح الذي كانت تقوم به الجارة السعودية حتى اصبح لدى الجيش اليمني أضخم مخزون عسكري استراتيجي بإمكانه التصدي ﻷي عدوان خارجي مهما بلغ حجمه ..بل والرد على أي عدوان في عمق اراضيه ..
اليوم واليمن تتعرض ﻷكبر عدوان دولي صهيوني همجي تقوده أمريكا وبريطانيا والسعودية .. يبرز دور الحيش اليمني والسلاح اليمني ودور القبيلة اليمنية المسلحة في الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان وبذلك تحول الشعب اليمني إلى جيش محارب بالملايين وهذا هو الذي جعل العدوان ينهزم ويخسر بل ويضرب ويهان في عقر داره ..
وهو الأمر الذي جعلنا نقول وبكل فخرتسلم أفكارك أيها الزعيم الحكيم )
فأمام أسلحة قوات الجيش واللجان الشعبية و أسلحة قوات القبائل اليمنية المحاربة انهزمت أقوى أسلحة الأرض المتطورة الجوية والبرية والبحرية .. وانهزمت الجيوش التي استجلبت إلى اليمن من كل قارات الأرض .. وانهارت قوة دولة آل سعود التي كان العالم يعتبرها الأقوى في الشرق الأوسط.
ولم يعد لدى العدوان السعودي إلا قوة واحدة يحارب بها اليمن هي قوة المليارات النقدية التي يقذف بها شرقا وغربا ليستجدي بها مواقف يستر بها عورته المكشوفة و يشتري بها من يزين وجهه المشوه و يحاول أن يعطر بها جسده الذي يفيض برائحة كريهة تفر منها الكلاب .
إن كل الأسلحة والجيوش والمواقف الدولية التي أعدها عيال سعود من أجل العدوان على اليمن تحطمت جميعها على صخرة الصمود اليمني .ولم يبق غير سلاح المليارات الذي تضخه الخزينة السعودية إلى الغرب من أجل الحرب على اليمن ..أما السلاح العسكري فقد أحرقه أهل اليمن .. والجنود والمرتزقة سحقهم أهل اليمن .. وحصون وقواعد ومواقع جيش المملكة دمرها أهل اليمن .
ولم يبق غير سلاح ورق البنكنوت الذي سيحرقه أهل اليمن أيضا كما أحرقوا سلاح الحديد الصلب على ارض نجران وعسير وجيزان.
فبعد عشرين شهرا من عدوان خسرت فيه السعودية مايقارب الترليون من الدولارات ومئات الجنود والمعدات العسكرية وخسرت مواقعها ومعسكراتها وقبل هذا وذاك خسرت سمعتها ومكانتها ولم يبق لديها غير المال تدافع به عن نفسها هاهم اليوم عشرات الآلاف من المحاربين من أبناء القبائل يتدفقون الى عمق المملكة لمساندة الجيش واللجان الشعبية وطالبين الثأر من حكام المملكة .. وهذا معناه أن قبائل اليمن المسلحة هي الرديف القتالي للجيش في الدفاع عن الوطن .. وأنها عقدت العزم على تلقين عيال سعود درسا يجعلهم عبرة لمن لايعتبر.. ومعناه أيضا أن حرب المليارات لن تجدي نفعا وأنها لن تزيد عيال سعود إلا خسارة على خسائهم وهزيمة على هزائمهم .
وسبحان مالك الملك المعز المذل.

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...