2024/05/05 1:43:47 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> حُبُّ عَلِيّ جريمة يعاقِب عليها القانون (١)

حُبُّ عَلِيّ جريمة يعاقِب عليها القانون (١)

منذ أن فتح الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” باب خيبر بتلك الشجاعة والبطولة والقوة اﻷسطورية عَلِمَ اليهود قوة علي وصرامته في الحق وعدم مداهنته لهم وﻷعداء اﻹسلام، فقاموا بمحاربته ومحاربة منهجه، من أجل أن لا يتكرر “عليٌّ” آخر، بشتى الوسائل والطرق، ولكونهم في صدر اﻹسلام ضعفاء فقد اندسوا في أوساط المسلمين وبثوا سمومهم ضد علي ومنهجه، فحصدوا ثمارها بعد ٣٠ عاما، ووجدوا من يستمع إليهم من المسلمين حكاما ومُحدّثين وعلماء،  وترقّوا في مناصب عالية، واستطاعوا إشعال الفتنة بين المسلمين وتقسيمهم إلى شيعة وسُنة.

فكانت النتائج بأن أصبح “حبّ علي” جريمة يعاقِب عليها القانون “حقهم”، وكأنَّ حبَّه ليس من الإيمان -كما قال الرسول-؛ بل إن النواصب -وهم ولاة الأمر في ذلك الزمان- وضعوا عقوبات قاسية لِـجريمة “حُب علي” وجعلوها حدودا شرعية لا يجوز تخطّيها، بل على الفقهاء مباركتها وتضمينها في كتبهم وأبحاثهم،  تَمثّلت هذه العقوبات في: قتل وذبح وسجن ونفي وطرد وأَكْل وتشريد لأبناء علي ومُحبّيه وشيعته، في مشاهد مروعة ورهيبة ومُقَزّزة،  لا أستطيع حصرها لكم هنا، ولكن أذكر منها على سبيل المثال التالي:

■ استفتح اﻷمويون دولتهم بلعن الإمام علي “عليه السلام” على المنابر، واستمر اللعن حوالي 60 عاماً، “ثلثي زمن الدولة الأموية”، امتد من عصر معاوية مرورًا بـ يزيد ومروان وابنه عبدالملك والوليد وسليمان إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز وأبطلها.

■ في أول تطهير عرقي في الإسلام قام الأمويون باستئصال أولاد فاطمة عن آخرهم في كربلاء، ولم يتبقّ منهم إلا ثلاثة: علي بن الحسين، والحسن بن الحسن، وزيد بن الحسن.. حتى الأطفال قتلوهم ذبحًا وفصلوا رؤوسهم عن الأجساد في منظر مُروّع وبشِع، والسبب: إنتمائهم لعلي وانتسابهم إليه.

■ قاموا بقتل أبناء علي ومُحبيه وأصحابه وشيعته بعدة طرق، في مجازر عِدَّة، راح ضحيتها المئات، تعدادهم يطول، ولكن أذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر:

■ محمد بن أبي بكر الصديق وضعه عمرو بن العاص في جوف حمار ميت وأحرقه.

■ مالك الأشتر دسّوا لهم السم في العسل بأمر معاوية.

■ الصحابي حجر بن عدي قتلوه صبرًا مع العشرات من أصحابه؛ ﻷنه أنكر لعن الإمام علي.

■ الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله مات مسموما بأمر معاوية.

■ أخوه الحسين بن علي ريحانة رسول الله ذبحوه من القفا وفصلوا رأسه عن جسده بعد أن رموه بأكثر من ١٠٠ سهم مزّقت جميع جسده، ثم داسوا عليه بالخيول.

■ سبعون شخصا في كربلاء بينهم أطفال رُضّع من آل البيت وشيعتهم قتلوهم عن بكرة أبيهم، في مجزرة مُرَوّعة يندى لها الجبين، وذبحوهم، وداسوا على جثثهم بالخيول دون شفقة أو رحمة، بعد أن فصلوا الرؤوس عن الأجساد ، والمجزرة مشهورة ومعروفة.

■ قنبر مولى الإمام علي،  ذبحه الحجاج لصلته القوية بالإمام علي، فسكتوا عليه سترًا على الحَجّاج.

■ كميل بن زياد النخعي، التابعي العابد، صاحب علي وتلميذه وأحد حملة علمه، ذبحه الحَجّاج لنفس السبب.

■ الصحابي رشيد الهجري، شهد أُحُدًا، قطّعه زياد بن أبيه إربًا إربًا، والسبب: إخلاصه لعلي كقنبر وكميل.

■ أبو رافع، ضربه بنو أمية 500 سوط لينتفي من ولاء النبي وينتمي لولائهم، فلم ينكر ذلك النواصب والغلاة؛ وأحمد بن حنبل جُلد 30 سوطا فملأوا الدنيا عويلا.

■ مَيْثَم التمّار، صلبوه وقطعوا لسانه؛ لاختصاصه بالإمام علي، كقنبر وكميل ورشيد الهجري.

■ عمرو بن الحمق الخزاعي، الصحابي المهاجر،  قُطع رأسه بأمر معاوية، وألقوه بين يدي امرأته، وهي في سجن معاوية، فضاعت صحبته وهجرته إلى الآن.

■ زيد بن علي لم يكتفوا بقتله بل نبشوه من القبر وصلبوه عريانا بكناسة الكوفه ٤ سنوات ثم أنزلوه وأحرقوه وذرّوا رماده في نهر الفرات بالعراق، والسبب أنه حفيد علي.

■ الثبجاء امرأة صالحة، قتلها ابن زياد أيام معاوية وصلبها عارية مُنكسة.

■ مصدع المعرقب، عالم من أهل الحديث، قطعوا رجليه؛ لأنه امتنع عن لعن الإمام علي.

■ حطيط الزيات، أحد الصالحين، قتله الحَجاج لحبه عليًّا.

■ عبدالرحمن بن حسان البَكري، دُفن حيًّا بأمر معاوية، والسبب حبه لعلي، فسكت النواصب والسلفية عن هذه الجريمة، وأزعجونا بسجن أحمد بن حنبل وابن تيمية.

■ قبيصة بن ضبيعة العبسي، قتله معاوية؛  ﻷنه أنكر سب اﻹمام علي على المنابر، وفِعْلُ معاوية حجة!!، فهو صحابي عندهم، وخال المؤمنين! فليفعل ما يشاء في شرع الله ودينه وحدوده.

■ شريك بن شداد الحضرمي، قتله معاوية ﻹنكاره سب علي.

■ كدام بن حيان العنزي، قتله معاوية ﻹنكاره سب علي.

■ محرز بن يحيى التميمي؛ قتله معاوية ﻹنكاره سب علي.

■ أبو محمد زياد مولى همدان، قتله اﻷمويون توسيطًا؛ أي قطعوه من الوسط نصفين؛ لأنه رَضَّى على علي.

■ إبراهيم بن يزيد التيمي،  أحد كبار التابعين،  أرسل عليه الحجاج الكلاب وهو في السجن، فقطّعته إربًا إربًا وأكلته.

■ يزيد بن مسهر الصيداوي، ألقاه ابن زياد من فوق القصر؛ ﻷنه امتنع عن سبّ الكذاب ابن الكذاب (يعنون الحسين بن علي)!.

■ عبدالله بن يقطر،  أخو الحسين من الرضاعة، ألقاه ابن زياد من أعلى القصر؛ ﻷنه امتنع عن سب الكذاب ابن الكذاب (يعنون الحسين بن علي)!..

والغريب أن عبدالملك بن عمير “الراوي السلفي المشهور” -وكان مع ابن زياد- قام بذبح عبدالله بن يقطر بعد أن وصل إلى اﻷرض زاعمًا أنه يريحه.

والأغرب أن الذابح له عشرات الأحاديث بينما المذبوح لم يرووا له حديثاً واحداً.

■ عبدالله بن عفيف اﻷزدي، عالم، تابعي، عابد، ومُحَدِّث، أنكر عليهم سب علي وقتل الحسين، فصلبوه، وضاعت أحاديثه.

■ فيروز، محب للإمام علي، عذّبه الحَجاج حتى مات.

 يتبع …

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...