2024/05/25 10:13:42 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> السعودية و سيناريو “الهزيمة المشرّفة”

السعودية و سيناريو “الهزيمة المشرّفة”

في رسالتها الاخيرة إلى الأمم المتحدة لم تأت السعودية بجديد سوى أنها صارحت شعبها و العالم بحقيقة المأزق و صعوبة الوضع الذي تعيشه بعدوانها على اليمن و ذلك كخطوةٍ تكتيكيةٍ إستباقيةٍ و تمهيديةٍ منها لما تخطط له و تنوي القيام به على المدى المنظور في ظل الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في مناطق نجران و جيزان و عسير على يد القوات اليمنية .

في الواقع يبدو أن القيادة السعودية قد توصلت إلى قناعة تامة من أنه لم يعد في إمكانهم الاستمرار أكثر في انتهاج سياسة المكابرة و الإنكار أو تعمد التقليل و التهوين من شأن ما يجري لقواتهم على الحدود اليمنية السعودية و أنه لابد من وضع حل جذري لإيقاف المارد اليمني من الزحف بإتجاه العمق السعودي و درء خطره المستقبلي على الأمن السعودي القومي حتى لا يصحو السعوديون يوماً و قد سقطت من بين أيديهم مدنٌ و محافظاتٌ كاملة في أيدي القوات اليمنية خاصةً بعد أن أثبتت قدرات الجيش السعودي فشلها و عجزها عن لجم جماح المقاتل اليمني الشجاع و المحترف .

و أمام هذا المأزق الصعب و ما ترتب عليه من انهيار شبه كامل في معنويات الجيش السعودي تجلى ذلك من خلال تزايد حالات الفرار الجماعية للجنود السعوديين من ساحة المواجهات بشكل لافت وواضح بالإضافة إلى عدم استجابة بعض الدول الحليفة لهم مثل مصر و السعودية لطلبات بن سلمان المتكررة في إرسال قواتٍ برية إلى حدود المملكة مع اليمن للإسهام في الدفاع عنهم و عن حدودهم كما يقولون، فأن السعودية – و ربما بناءً على نصيحة أمريكية – قد قررت الخروج من مأزقها هذا بطريقةٍ ما بما يجنبها المزيد من التورط في المستنقع اليمني و يعفيها من تبعات و عواقب عدوانها الغاشم على اليمن .

تتضح الملامح الأساسية الأولى لصورة الحل هذا الذي تريده السعودية من خلال حيثيات الشكوى التي تقدموا بها للأمم المتحدة و التي تُظهر السعودية نفسها فيها بمثابة المستغيثة و المستجيرة بالمجتمع الدولي مستحضرةً في مخيلتها ذلك الحل الذي أوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 و مستدعيةً في الوقت نفسه تدخل الامم المتحدة لفرض حلٍ توافقيٍ على جميع الأطراف يكون من أهم بنوده إقامة منطقة عازلة بين اليمن و السعودية لحماية الأراضي السعودية تكون تحت إشراف أممي عن طريق إرسال قوات أممية هناك لمراقبة الوضع على غرار ما حصل في جنوب لبنان و ذلك لمنع تسلل ما تقول عنهم السعودية بالحوثيين او (الإرهابيين)، و بهذا تخرج السعودية من مأزقها بهدوء و دون الإعلان عن نصرٍ أو هزيمة كما حصل مع الإسرائيليين في عدوانها على لبنان عندما وصلت إلى نفس المأزق .

هكذا تبدو ملامح السيناريو الذي تعده و تريده السعودية بالتعاون مع حليفتها الكبرى أمريكا لإنهاء عدوانها على اليمن بعد أن بدأت تداعياته ترتد عكسياً عليها و على أمنها و حدودها و بعد أن و صلت إلى مرحلة العجز التام من تحقيق أيٍّ من أهدافها المعلنة بفعل الصمود الأسطوري اليمني الذي تحطمت على صخرته كل الرهانات السعودية و الأمريكية الامر الذي إضطرهم إلى القبول أخيراً بخيار “الهزيمة المشرفة” كأقل الخيارات المتاحة أمام السعودية اليوم ضرراً و أكثرها حفظاً لما تبقى من ماء وجهها القبيح .

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...