2024/05/18 9:56:37 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> ” عاصفة الحزم ” بعيونٍ مختلفة

” عاصفة الحزم ” بعيونٍ مختلفة

مع البدايات الأولى لإنطلاق هذه العاصفة المشبوهة الأهداف و المقاصد و المشوّهة المبادئ و القيم، إدعى بنو سعود أن تسميتهم لها بإسم (عاصفة الحزم) قد جاء من قصيدة للملك الموسس بعنوان (الحزم أبو العزم أبو الظفرات)، إلا أن الأمر في حقيقته ليس كذلك، فأي متابعٍ و مهتمٍ بالأحداث يدرك جيداً أن التسمية هذه قد تم إنتقاءها بعناية فائقةٍ شديدة كتقليدٍ أعمى ليس إلا للعقلية و الثقافة الغربية ؛ الأمريكية منها على وجه الخصوص و التي غالباً ما تطلق مصطلح (العاصفة) على كثير من العمليات العسكرية الخاطفة كان أشهرها عملية (عاصفة الصحراء) إبّان العدوان الثلاثيني على العراق في مطلع تسعينيات القرن الماضي

لقد كان في واقع الأمر أصحاب هذه العاصفة يظنونها لن تتجاوز السبعة أيامٍ فقط و إن طوّلت فعشرا، إلا أن ذلك لم يحدث و هاهي قد أوشكت اليوم على إتمام شهرها الثامن عشر حتى غدت أطول عاصفةٍ في التاريخ .

و بين حقيقة تسميتها هذه و طول المدة الزمنية التي أخذته في التشكل حقيقةٌ أخرى تقول أن لا علاقة بين معنى العاصفة و المنحنى الصعب و الخطير الحاد الذي إنحنت و إتجهت إليه رؤوس و أذيال هذه العاصفة عن ما كان يُراد لها و يُرجى منها بفعل تجاوز المدة الزمنية للحد الاعلى للإطار الذي ينبغي أن يحيط بمفهوم العاصفة.

و لمّا كانت هذه العاصفة منذ البداية فاقدةً للإستراتيجية و الأهداف الواضحة بصورةٍ تعكس مدى تعلق أصحابها بالوهم و بناءهم عليه، فإنها قد ظلت ضحيةً و عرضةً للتكهنات و التأويلات بحسب أمزجة الشرائح النخبوية السعودية و غير السعودية من المؤيدين لها الأمر الذي جعل كل فئةٍ تذهب في تعريفها لهذه العاصفة في إتجاهٍ مختلفٍ و بعيدٍ عن الإتجاهات الأخرى حتى أنه لم يعد هنالك من يستطيع أن يتبين حقيقة و أبعاد هذه العاصفة !!

فالسياسيون يسوّقونهاعلى أساس أنها حربٌ لإعادة الأمل و إنقاذٌ للشعب اليمني !!

و أما العسكريون فينظرون إليها أنها حربٌ لتحرير اليمن و إعادة شرعية هادي المزعومة بالقوة !!

و أما رجال الدين فيرون فيها حربٌ مقدسةٌ على الروافض و المجوس !!

و أما الجامعة العربية فتقول عنها أنها حربٌ للدفاع عن الأمن القومي العربي و باب المندب !!

و أما منظمة التعاون الإسلامي فلم يجدوا حرجاً في القول أنها حربٌ للدفاع عن الحرمين الشريفين مكة و المدينة !!

و أما الأمم المتحدة و كعادتها في الوقوف في اغلب الأحيان مع الجلاد ضد الضحية فترى فيها حقاً سعودياً مشروعاً في الدفاع عن نفسها .

و أما أمريكا و بريطانيا و فرنسا فهي بالنسبة لهم ليست سوى وسيلةٍ غير مكلفةٍ لحلب البقرة الأكثر إدراراً على مستوى العالم

و أما وسائل إعلام العاصفة و أبواقها الناعقة فيروجُّونها على أنها حربٌ ضد ميليشيا الحوثي و عصابات صالح فقط !!

و أما محمد بن سلمان فيرى فيها أسهل الطرق للوصول إلى العرش و خلافة أبيه !!

و أما الملك، فهناك في طنجة لم يعد يدري ما الذي يجري في مملكته و لا ما ينتظرها !!

و جميعهم كذابون و منافقون، و جميعهم في حقيقتهم متآمرون !!

أما اليمنيون فإنها بالنسبة لهم لم و لن تكون إلا عدواناً غاشماً يجب مواجهته و مقاومته بكل الوسائل المتاحة حتى يتم دحره و ردعه .

لهذا و بين إختلاف نظرة و روية المتحالفين مع العاصفة حولها و حول أهدافها و بين واحدية و صلابة و وضوح الرؤية و النظرة اليمنية لهذه العاصفة أو بالأحرى العدوان، فليس غريباً اليوم إذا ما تشتت شمل هذه العاصفة بعد عامٍ و نصفٍ من إنطلاقها في كل الإتجاهات و ذهبت بأطماع و أحلام سلمان و ابنهِ أدراج الرياح، لينتصر اليمنيون و يُهزم الجمع في نهاية المطاف !!

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...