2024/05/15 10:44:25 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> قراءة تحليلية لاتفاق المؤتمر وانصار الله.. رصاصة الموت لمشاريع العدوان واماني المرتزقة

قراءة تحليلية لاتفاق المؤتمر وانصار الله.. رصاصة الموت لمشاريع العدوان واماني المرتزقة

في موازاة انتصارات ميدانية اعادت صوغ المعادلة العسكرية للعدوان السعودي على اليمن جاء الاتفاق الموقع بين انصار الله وحلفاؤهم من القوى السياسية المناهضة للعدوان والمؤتمر  الشعبي وحلفاؤه في احزاب التحالف الوطاني بتشكيل المجلس السياسي الأعلى ليضيف انتصارات سياسيا كبيرا ردم الفجوة في الحاصلة في المسار السياسي.

وبدت الخطوة السياسية استجابة لحال الانسداد الحاصل في مفاوضات الحل السياسي التي تديرها الأمم المتحدة في الكويت واستباقا للحل الداخلي الذي تكلل باتفاق تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا.

ووضع  الاتفاق  الذي نص على تشكيل مجلس سياسي أعلى من 10 اعضاء بالتساوي بين الجانبين ولإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وغير ذلك وفقاً للدستور النافذ، المسمار الأخير في نعش شرعية فريق عملاء الرياض خصوصا وهو استند إلى آخر ما توصلت اليه مفاوضات الحل السياسي في الكويت وفق التصورات التي اعلنها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.

انجاز التوقيت الحرج 

وظهور المبادرة السياسية في هذا التوقيت الحرج بالنسبة لقوى تحالف العدوان السعودي والمرتزقة ومشاريع فريق عملاء الرياض، ولا سيما بعد قرار النظام السعودي إزاحة عبد ربه منصور هادي من المشهد السياسي ومحاولاته عرقلة المفاوضات اليمنية لصالح رؤية سعودية للحل تلبي مصالحه وتزج باليمن في اتون أزمات عميقة، مثل انتصارا سياسيا كونه قطع الطريق على المناورات السياسية للعدوان بصورة كاملة .

ومن جهة ثانية فقد اطاح  الاتفاق كليا بسياج الذرائع التي تسلح بها تحالف العدوان السعودي والمرتزقة في المحافل الداخلية والخارجية وباشر في الوقت ذاته انتاج حالة سياسية توافقية جديدة تعيد الحياة لمؤسسات الداخل وقواه الحية  وتحافظ على مؤسسات الدولية ناهيك باهميتها في الخرومن حال الضبابية بشأن مستوى الشرعية الداخلية التي تشكلت بعد صدور الاعلان الدستوري.

انتهاء سلطة اللجنة الثورية 

ومن شأن المضي بالاتفاق أن ينهي سلطة اللجنة الثورية العليا ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى المجلس السياسي الأعلى الذي سيتناوب عليه ممثلين من انصار الله وحلفاؤهم وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه في احزاب التحالف الوطني.

الجانب الأهم في الاتفاق أنه تلافى نقطة ضعف سياسية كبيرة في غياب مؤسسات شرعية توافقية تمثل القوى السياسية في الداخل اليمني وهي جماعة انصار الله والاحزاب الوطنية المناهضة للعدوان السعودي وحزب المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بعد أن تعثر تنفيذ العديد من بنود الإعلان الدستوري الذي حل المؤسسات الشرعية ممثلة بالبرلمان ومجلس الشورى.

المرجح أن تمهد هذه الخطوة الطريق لخطة إجراءات سياسية من شأنها اعادة تشكيل المؤسسات الشرعية في الدولة وفي الصدارة الترتيب لانتخاب سلطة سياسية توافقية جديدة تتولى مهمات الترتيب لانتخاب مؤسسة الرئاسة ومؤسسة البرلمان والحكومة، في طار ترتيبات لن تكون بعيدة عن الرؤى التي طرحها وفد المكونات الوطنية في مفاوضات الكويت، فضلا عن البنود الموقع عليها من سائر القوى الوطنية وهو اتفاق السلم والشراكة.

وفي حين أن الاتفاق وجه ضربة قاصمة لتحالف العدوان السعودي فالمؤكد أنه وفقا لاعتبارات سياسية وامنية يمثل انجازا سياسيا وامنيا كبيرا ولا سيما في تعزيز صمود الجبهة الداخلية ونقلها إلى مسارات جديدة ستقود إلى وضع نهاية كلية لمشارع العدوان والمرتزقةخصوصا وهي ستقود إلى “توحيد الإرادة السياسية لإدارة البلاد وتسيير أعمال الدولة, وبما يحقق استقلالية القرار الوطني والإرادة الوطنية الحرة, ويعزز من صمود وثبات الشعب اليمني وقدرته على مواجهة تحالف العدوان والمرتزقة وسائر مشاريعهم التدميرية.

على الصعيد الخارجي قدم الاتفاق رسالة للخارج بقدرة اليمنيين على صياغة الحلول السياسية بعيدا عن نفوذ الوصاية الذي بلغ حال انكشاف كبير خلال مفاوضات الحل السياسي في الكويت، كما قدم دليلا مقنعا لا يقبل التشكيك على أن ما حدث في اليمن لم يكن في الواقع انقلابا كما سوقت له مطابخ تحالف العدوان السعودي في غمرة تسويقها الذرائع لعدوانها الهمجي على اليمن بل أرادة يمنية في التغيير وارساء مدميك توافقية تشاركية لبناء الدولة الجديدة وقطا للطريق أمام أي مشاريع خارجية.

توقيع الاتفاق لا يمكن أن يؤثر على مسار المفاوضات الجارية في الكويت بل سيمنحها القوة كون الوفد الوطني المشارك سيكون معبرا عن ادارة سياسية واحدة هي المجلس السياسي الأعلى

ولعل هذه الخطوة  ستكون قد فتحت الطريق عمليا لمرحلة جديدة من التحالف الاستراتيجي بين انصار الله وحلفاؤهم وحزب المؤتمر وحلفاؤه، بعد أن ظلت قضية التحالف بين هذه المكونات اقرب إلى الشائعات الدعائية في الفترة الماضية.

رئيس التحرير 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...