2024/05/17 5:25:55 صباحًا
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> تفاصيل المفاوضات السرية بين السعودية والامارات حول حضرموت و”داعش” ( تقرير مصور)
عربات سعودية نقلت مسلحي "داعش" بحماية مروحيات اباتشي تابعة لتحالف العدوان (المستقبل)

تفاصيل المفاوضات السرية بين السعودية والامارات حول حضرموت و”داعش” ( تقرير مصور)

  • التدخل السعودي في العملية التي باشرتها الإمارات ضد “داعش” في المكلا عدل الخطة من عملية عسكرية إلى عملية تسليم واستلام من دون قتال 
  • السعودية انتهكت اعلان وقف النار في الأيام الأولى لتوفير الغطاء لعمليات نقل مسلحي “داعش” من  المكلا وهادي أمر بدمج المئات منهم ضمن معسكرات تحالف العدوان والمرتزقة بمأرب وشبوة والجوف

رغم السرية التي احيطت بها عملية تحالف العدوان السعودي الإماراتي في حضرموت لما سمي “عملية تحرير المكلا من القاعدة” والحملات الاعلامية المرافقة، إلا أن التفاصيل الخفية للعملية خرجت سريعا إلى العلن بعدما كشفت صور التقطها ناشطون في حضرموت ضلوع قوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي بشكل مباشر في عملية تأمين كاملة لانسحاب مسلحي الفرع اليمني لتنظيم “داعش” من المكلا  الخاضعة لسيطرة التنظيم منذ حوالي سنة.

وتزامن ذلك مع تقارير كشفت فحوى تفاهمات أدارها النظام السعودي مع غريمة الاماراتي خلال  الأيام السابقة للعملية قضت بدخول آمن وسهل للقوات الإماراتية مسنودة بقوات موالية للحراك الجنوبي وحلف قبائل حضرموت وتعهد سعودي بتأمين عملية اخلاء كاملة لمدينتي المكلا والشحر من مسلحي “داعش” لتكون معسكرا دائما لاقامة القوات الاماراتية عوضا عن محافظة عدن في مقابل تعهدات من النظام السعودي بالتنسيق مع عبد ربه منصور هادي لقادة التنظيم بتوفير مناطق بديلة للإرهابيين في محافظات ابين وشبوة ومأرب والمهرة وتعز.

تعديل الخطة الإماراتية

وبحسب مصادر متعددة وثيقة ا لاطلاع تحدثت إلى “المستقبل” فقد جاءت التفاهمات بعد ثلاثة ايام من تعهد محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي بقيادة عملية عسكرية بالتنسيق مع القوات الموالية للحراك الجنوبي بشن عملية عسكرية واسعة ضد تنظيمي “القاعدة” و “داعش” في حضرموت بعد حصوله على موافقة من الرئيس الاميركي باراك أوباما غداة القمة الأميركية الخليجية بدعم العملية التي بدت محاولة إماراتية للثأر من غريمتها السعودية الداعم الرئيسي لمسلحي التنظيم والذين تقول الأمارات انهم ضالعون في هجمات عدة تعرضت لها القوات الاماراتية في محافظتي عدن ولحج وكبدتها خسائر فادحة خلال الشهور الماضية.

لكن الخطة الإماراتية التي انطلقت بالتنسيق مع قادة الحراك الجنوبي ومساندة ميدانية كبيرة من حلف قبائل حضرموت تغيرت في الساعات الأخيرة بعد دخول النظام السعودي في المعادلة بطلبه من النظام  الاماراتي خروج آمن لمسلحي التنظيم واخلاء المكلا للقوات الإماراتية والقوات المحلية التابعة لحلف قبائل حضرموت والحراك الجنوبي،مقابل تعهدات بعدم تعرضهم لأي عمليات انتقامية بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية وهو ما شجع بن زايد على الموافقة على تعديل الخطة.

آليات تحالف العدوان في حضرموت

وتقول المصادر إن الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي في الساعات الأولى لما سمي عملية ” تحرير  المكلا من القاعدة” كانت إعلانا بخروج آخر كتائب التنظيم الإرهابي من معاقله الرئيسية ومعسكراته في مدينتي المكلا والشحر، وميناء ضبة مشيرين إلى أن هذه الغارات لم تستهدف تدمير معاقل التنظيم قدر ما استهدفت اشاعت انطباع عن عملية عسكرية كبيرة ضد خطر القاعدة وداعش، خصوصا وأنها اسفرت عن مقتل مدني واحد يعمل حارسا في احد المرافق الحكومية التي دمرتها غارات تحالف العدوان السعودي.

الانسحاب الكبير 

يوم الاحد والاثنين الماضيين شوهدت مروحيات اباتشي تابعة للنظامين السعودي والاماراتي تحلق فوق ارتال من عربات نقل الجنود مزودة بأسلحة رشاشة متوسطة ومضادات ارضية، لتأمين عملية انتقال مسلحي “داعش” من المكلا إلى مناطق متفرقة في حضرموت وشبوة ومأرب، فيما تحدثت مصادر عدة إن المئات من مسلحي  التنظيم اندمجوا في أوساط المواطنين واختفوا في اوكار سرية للتنظيم لحراسة عتادهم العسكري الذي لا يزال اكثره مخزنا في مستودعات سرية تابعة لتنظيم الإرهابي في محافظة حضرموت.

قافلة عربات نقل سعودية نقلت مسلحي “داعش” لدى انسحابهم من المكلا وفي اعلى الصورة تظهر مروحيات التحالف تتولى مهمة تأمين عملية الانسحاب

2

وبحسب مصادر محلية غير رسمية في حضرموت تحدث اليها “المستقبل” فإن المئات من مسلحي التنظيم المقدر عددهم بين 4 ـ 8 آلاف مسلح اندموجوا في وساط سكان مدينة المكلا وانتقل المئات إلى قرية ظهر الخربة بضواحي مدينة المكلا كما انتقل آخرون إلى منطقتي غيظة البهيش وميفع، فيما انتقل عدد كبير منهم بحماية آليات وطائرات تحالف العدوان السعودي إلى مأرب وشبوة .

وشوهد العشرات منهم في منطقة أحور بمحافظة أبين، وتحدث مصادر أخرى عن انتقال العشرات من القادة الميدانيين نحو الأراضي السعودية، فيما توجه آخرون بأعداد أقل إلى محافظات عدن وتعز وأبين.

الوصول إلى مارب وشبوة 

رغم ان اكثر التقارير تحدث عن انتقال مسلحي تنظيم “داعش” إلى محافظة شبوة إلى أن مصادر محلية متعددة في مأرب أكدت وصول المئات من مسلحي التنظيم خلال اليومين الماضيين بعضهم انضموا إلى معسكرات تحالف العدوان السعودي والمرتزقة الموالين  لهادي في سياق ترتيبات لدمجهم بقوات التحالف والمرتزقة التي يحشدها النظام السعودي في هذه المحافظة.

وطبقا لمصادر أمنية وثقية الاطلاع فقد جاء وصول الإرهابيين المنسحبين من المكلا إلى معسكرات المرتزقة في مأرب في اطار خطة تبناها النظام السعودي بالتنسيق مع الرئيس المتنازع حول شرعيته والمقيم في السعودية عبد ربه منصور هادي لتعزيز قوات تحالف العدوان السعودي والمرتزقة في جبهات الجوف ومأرب وشبوة  لمواجهة المستجدات الناتجة عن سير مفاوضات الحل السياسي في الكويت.

وفي شأن المواجهات التي حضلت مع مسلحي التنظيم افادت مصادر متعددة إنها كانت بين مسلحي التنظيم ومسلحي رجال القبائل الموالين للحراك الجنوبي، واسفرت عن مقتل عدد محدود من مسلحي التنظيم واصابة آخرين فضلا عن سقوط قتلى من جال القبائل قبل أن يتم احتوائها وتطويق تداعياتها.

جانب من قتلى مجهولين عثر على جثثهم وهي مكبلة بالقرب من القصر الجمهوري في المكلا 

جثث عثر عليها بالقرب من القصر الرئاسي في المكلا

وقياسا بــ 900 مسلح من داعش أعلن تحالف العدوان السعودي رسميا مقتلهم فيما سماه ” عملية تحرير المكلا من القاعدة” اكدت المصادر الرسمية أن عدد قتلى التنظيم لم يتجاوز  الــ 7 مسلحين يضاف اليهم أربعة عثر على جثثهم مرمية بالقرب من القصر الجمهوري بالمكلا بعد قتلهم وهم مكلبين على رؤوسهم اغطية قماشية، وقالت مصادر محلية إن بينهم قادة ميدانيون في التنظيم الأصولي، غير أن ملابسات قتلهم لم تعرف حتى الآن على نحو من الدقة.

وطبقا لتأكيدات المسؤولين المحليين والسكان لم تسجيل أي معارك كبيرة أو مواجهات لدى اقتحام القوات الاماراتية المعززة بحوالي 200 آلية ومسنودة بالقوات الموالية لهادي والحراك الجنوبي وحلف قبائل حضرموت في المنشآت الاقتصادية التي تم السيطرة عليها والتي  ظل التنظيم الارهابي يفرض سيطرة عليها ويجني عائداتها طوال الشهور الماضية، وفخخها بالعبوات الناسفة قبيل ايام من انسحابه.

ويقول هؤلاء إن العديد من المحال والشركات والمرافق تعرضت لعمليات سلب ونهب بما في ذلك عمليات سطو مسلحي استهدفت المباني التابعة لهيئة “الحسبة” التي كان مسلحو  التنظيم ينتخذونها مقارا للحكم، فضلا عن تعرض عشرات  المحال التجارية والمنازل والمرافق الحكومية لعمليات سلب ونهب متفاوتة.

التخبط السعودي في مفاوضات الكويت

العديد من المصادر المحلية والسياسية والديبلوماسية عزت التخبط الذي أبداه  النظام السعودي خلال الأيام الأولى لمفاوضات الكويت، إلى عمليته السرية في حضرموت، وتشير إلى أن النظام السعودي كان يتوقع المضي بترتيبات لوقف النار بصورة شاملة استنادا إلى الخطة الأممية التي تحدثت عن وقف شامل للعمليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، مسنودة بدعم دولي، استمر في انتهاك اعلان وقف النار والمنارة السياسية خلال الأيام الأولى للمفاضات سعيا للحصول على المزيد من الوقت لتنفيذ مخطط نقل مسلحي تنظيم داعش إلى المعسكرات التي يديرها في جبهات مأرب وشبوة والجوف، لادارة حرب طويلة مع الجيش واللجان الشعبية بعدما فقد الثقة باداء المرتزقة والقوات الموالية لهادي.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...