2024/05/17 3:24:11 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> ماذا تبقى من مصر؟

ماذا تبقى من مصر؟

حتى لو ظهر فيهم عباقرة ومستنيرين بمقام طه حسين وعبد الناصر وهيكل وزويل ونجيب محفوظ وغيرهم من القامات الخالدة في الذاكرة العربية فالمصرين لا يستطيعون الا ان ينسفوا كل تراكمهم الحضاري. والديقراطي والسياسي باتصال هاتفي وثمن بخس, لتظهر على السطح وبلا خجل ثقافة الاستبداد والقمع والمنع بابشع صورها .

مصر السيسي وتحت مظلة اول برلمان مصري منتخب بعد عاصفة التحولات الكبرى قررت بقدرة العاجز عديم الحيلة حجب بث قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني عبر القمر نايل سات ولن نجازف بالتوقعات ان قلنا أن الطلب جاء من قصر الامير المراهق محمد بن سلمان.

ايا كانت الذرائع التي ستسوقها سلطات المنع ونظام محاكم التفتيش وهي قطعا لن تعدم الوسيلة لتسويق المبررات حيال هذا القرار الارعن سوف يظل هذا القرار وقبله قرارات حجب القنوات الفضائية اليمنية وصمة عار تلاحق النظام المصري كما ستلاحق كل مثقف وسياسي حر في ارض المحروسه.

اي ثمن هذا الذي يمكن ان يجنيه النظام المصري وهو يضحي بسمعة مصر وتاريخها وهذا الكم الهائل من التراكم الحضاري والتاريخ السياسي لبلد بحجم مصر.

أي اخلاق واي حضارة واي تاريخ يمكن أن يفاخر بها المصريون وهم يستطيعون احتمال

ان تستثمر حكومتهم هذا العبث الحاصل في المتطقة لتتاجر بقمع الشعوب وكم الافواه بهذا القدر من البشاعة وهذا القدر من الفجور.

لو لم يكن لدى النظام المصري قمر يدير القنوات الاعلامية الفضائية.. بماذا كان سيتاجر ليحصل على هبات ملوك وامراء النفط.

لنا ولكل حر في العالم أن يسأل عن الفرق بين نظام استبدادي وراثي هو النظام السعودي يدير بعنجهية سافرة سياسة كم الافواه عبر القمر الاصطناعي عرب سات والنظام المصري الذي ينعق ببلاهة عن اكثر من قرن على التجربة الحزبية والديقراطية وقرنين من الصحافة وهو يمارس السياسة ذاتها عبر القمر الاصطناعي نايل سات بل والاسوأ انه يتاجر بحريات الشعوب والجماعات السباسية خارج اراضيه وبمعنويات عالية.

ثم لماذا لا يشعر الصحافيون والمثقفون للمصريون بالخجل حيال هذا الامر أم ان “حاشا” يجر في السعودية وينصب في مصر.

الى أي حد يستطيع العقل والضمير المصري ان يتعامى عن دور رخيص يمارسه نظامه بكم الافواة ومصادرة الحريات مقابل ثمن بخس.

يهرعون بحماس لاتنقصه الذرائع لخنق صوت اعلامي لحزب او لدولة أو لشعب عربي أو حتى لجماعة او اقلية تواجه محنا كبيرة وليس لديها سوى قناة فضائية هي صوتهم الوحيد الى العالم.. ثم لا يشعرون بالخجل حيال هذا الارهاب الفكري.

ستجد لدى البشوات بتوع الكرفتات ما يكفي من المغالطات وذرائع الفهلوه التي يقنعون بها الناس والادهى والامر انك ستجد هذه الذرائع اكثر اسفافا من تلك التي تنتجها مطابخ اعتى الانظمة الاستبدادية المتمثلة بالسعودية والتي تقود النظام المصري بمؤسساته وبرلمانه و4 آلاف سنة حضارة وقرن من التجربة البرلمانية الحديثة وقرنين من الصحافة الى مستنقع كم الافواه ومصادرة الحريات واستثمار ازمات ومحن الشعوب بشكل رخيص.

البعض لا يخجلون عندما تجدهم في قنواتهم الفضائية وما اكثرها ينعقون بخفة وفهلوة لا تخلو من دعاية سمجة عن الدور المصري في منطقة تعصف بها التحديات والازمات وكاننا بمعية قطيع من المحششين.

يستطيع المصريون أن يغضبوا بقصل نائب منتخب في البرلمان المصري التقى السفير الصهيوني وهم يعلمون أن سعته لديه سفارة وعلم بلاه اسرائيل يرفرف في سماء القاهرة ويستطيعون بالمقابل أن يخرسوا بذهول حيال وفود صهيونية لا تحصى تفتح لها مكاتب ودواوين الحكومة والرئاسة وتحظى بعناية الاستقبال من لحظة وصولها المطار لحين مغادرته وعلى عينك يا تاجر.

ما تبقى من مصر عبد الناصر ..

اين انت يا محمد حسنين هيكل .

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...