2025/05/02 3:43:36 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> ماذا بعد الفجيرة

ماذا بعد الفجيرة

بقلم/ خبير عسكري واستراتيجي/عميد ركن / عابد محمد الثور

هل استطاعت امريكا ان تقنع العالم ان ما حدث من استهداف للسفن امام المياه الدولية امام الفجيرة بالامارات هو عمل عسكري تخريبي من المحتمل ان تكون لإيران يد في هذا التخريب … هل حققت امريكا هدفها بتوجيه اصابع الاتهام لدولة ايران الاسلامية.. هل اصبحت امريكا هي حال لسان الامارات لتوجيه التهم للغير على ما حدث للسفن الاربع في المياه الاقليمية امام الفجيرة..
لقد اعلنت كثير من دول العالم وقوفها وتضامنها مع الامارات في حادثة التخريب التي تعرضت لها سفينتين سعوديتين وسفينة اماراتية وسفينة نرويجية في المياه الاقليمية للامارات قبالة الفجيرة. وعلى رأس هذه الدول مصر والسعودية والاردن والبحرين والكويت ومجلس التعاون الخليجي والسودان والاتحاد الاوربي وألمانيا وعلى رأس الجميع امريكا وارسلت الطائرات المقاتلة فوق المياه الخليجية للمراقبة وكشف المستور.. وقد غاب عن الموقف التضامن اليمني. ولم ترسل حكومة هادي اي تنديد او وقوف بجانب الامارات وقرقاش يرسل إنذارات خطابية قوية بأن دولته سوف تقوم بإجراء تحقيقات دقيقة وانها تمتلك معطيات اولية تمكنها من معرفة الكثير من الحقائق وان لهم قراءة خاصة بهم واستنتاجات وتحقيقات الامارات تتم بحرفية عالية.. المهم ان ما حدث من تخريب للسفن الاربع في المياه الاقليمية للامارات قبالة الفجيرة لن تمر بسلام وان قوات الامارات العسكرية ما زالت الى هذه اللحظة ملتزمة بضبط النفس امام من قام بهذا التخريب المتعمد والنيل من امن واستقرار دولة الامارات العظمى . في الوقت الذي فيه هذه الدولة العظيمة تقوم بواجبها القومي تجاه قضايا الامة والعرب والمسلمين في اليمن . وان قواتها تقريبا باكملها في اليمن تؤدي واجبها القومي والديني والعربي والاخلاقي في اليمن. وما قيام عملية التخريب في مياهها الاقليمية الا عمل جبان غادر مستغلين فراغ الامارات من مقاتليها ورجالها البواسل. وعدم وجود من يقف امام هذا الاعتداء الاثم…
نعم هاهي الامارات تعترف بلسان قادتها انها اضعف من بيت العنكبوت.. فهي الى الآن لم تستطع ان توجه الاتهام الى ايران او اي طرف آخر.. هل تنظر الامارات ان تعلن جهة ما مسؤليتها عن هذه الحادثة وبعدها تتخذ الامارات اجراءاتها الرادعة لمن ارتكب هذه الاعمال التخريبية في المياه الاقليمية للإمارات..هل تنتظر الامارات الغطاء الدولي والذي يضمن لها امنها وسلامة سيادتها وماء الوجه لحكامها.. في الوقت الذي أصدرت امريكا تحذيراتها لسفنها بأخذ الحيطة والحذر من قيام اعمال تخريبية تستهدف السفن المتواجدة في المياه الخليجية الاماراتية.. وشعورها بالقلق إزاء ما حدث وما سيحدث للسفن التي ستكون متواجدة في المياه الخليجية والاقليمية للإمارات..
هل البوارج والسفن الحربية الامريكية التي تتواجد الآن في المياه الخليجية هي لمساندة الامارات ودول الخليج للتصدي لأي محاولات تهدد امن الخليج.والقيام بعمل عسكري استباقي سريع إذا ما حدث عمل تخريبي جديد.. هل هناك كبش فداء سوف تقدمه الولايات المتحدة الامريكية في حربها القادمة اذا ما فكرت في تفجير الوضع في الخليج باتجاه ايران..
هل رسالة امريكا لإيران بأنها اذا حاولت القيام بعمل عسكري في الخليج فسوف يكون هذا العمل خطيرا وعواقبه وخيمة..وسوف تحدث تطورات كارثية.. هل تحذير بريطانيا من حدوث صراع غير مقصود في الخليج عن طريق الصدفة . هل دفعت امريكا بطائرات اضافية من اف 15 واف 35 بصحبة القاذفة بي52 تقوم بتمشيط المياه الخليجية وفوق منطقةالخليج.. هل نحن امام ملف جديد ترعاه امريكا لرفع الفاتورة على دول الخليج والامارات هي اليوم الوجبة الدسمة. هل الملف الايراني مرتبط اليوم بالملف الجديد واحتمال نشوب صراع في المنطقة. ستتحمل الامارات فاتورة الحرب المدمرة..
– هل هناك طرف ثالث سيكون موضوع الساعة في الساحة الخليجية والعدوان التخريبي على السفن الاربع . وهل لايران دور بهذا الطرف الذي سيكون من ضمن السيناريوا القادم.. اذا الساعات القادمة هي الفاصلة . وتصريحات بومبيو القوية وإلغاء زياراته واتجاهه الى بروكسيل واعلانه بان الملف الاهم هو الملف النووي الايراني ..نعم ان حديث الساعة اليوم وغدا هو الملف الايراني النووي وما سيحمله هذا الملف من ابعاد سياسية قوية ومتأزمة . وكذلك ابعاد عسكرية كارثية في المنطقة.. وما محتوى اعلان الخارجية الامريكية إبان اجتماعهم مع دول النيتو حول التهديدات الايرانية وحول طرح عدم جدوى فرض عقوبات على ايران في الوقت الراهن.
هل نحن امام موقف مغاير امام ايران وتوجس مخاوف امريكية من اعلان الحرب ضد ايران ولا تعلم عواقبها على المنطقة.._هل من المحتمل قيام امريكا بضربة استباقية على إيران وتتحمل نتائجها دول الخليج والقوات الامريكية المتواجدة في الخليج..
ما تقوم به أمريكا هي مغامرة كارثية وكل تحرك عسكري في الخليج سوف ينذر بعواقب قد لا تحمد عقباها على الامريكان ودول الخليج وخاصة السعودية والامارات.. فدولة ايران اليوم أصبحت قادرة على امتلاك زمام المبادرة في حال تهورت امريكا بخطوة متهورة تجاه الاراضي الايرانية او سيادتها.وبالتالي سيكون مضيق هرمز هو الكماشة التي لن تستطيع امريكا النفوذ منه. وستدفع الامارات الثمن اولا فكامل أراضيها ستكون مسرحا للعمليات .

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...