2025/05/02 1:14:48 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> تحول التطبيع من الحكام إلى الشعوب

تحول التطبيع من الحكام إلى الشعوب

زهراء باعلوي
في زمن اللامنطق ، في حين أصبح العرب على الهامش بتقرير مصيرهم ، تحول التطبيع مع إسرائيل من الحكام الى الشعوب ،ظاهرة متنامية وخطيرة على المدى البعيد ، بفعل الإعلام المسيس الذي يسعى بكل الوسائل ، لطمس ذاكرة الشعوب ، وتحويل التطبيع لفعل اعتيادي ، والقبول بدولة محتلة لأرض عربية ، وبهذا سينعكس سلبا في قادم الأيام على الأجيال تباعا..
نجد اليوم الكثير من الشباب يبررون تواجد إسرائيل وتعامل البلدان العربية معها كدولة ، بطريقة ساذجة سواءً بقصد أو دون قصد ، ويعبر عنها أنها فرضت تواجدها وقوتها ، وعلينا احترامها ، وعقد سلام دائم معها..
متناسين أو متجاهلين عمداً حقيقة أنها مغتصبة ، ومحتلة ، لأرض عربية ، وألحقتها باحتلال الجولان الأرض السورية ، تواجد اسرائيل طعنة في خاصرة الشرق الأوسط ، والجزيرة العربية ككل..
واليوم يتم مهاجمة كل من يدافع عن القضية الفلسطينية ، باعتبار مناصرتهم مبالغة واستغلالاً للقضايا القومية ، ولم يقدم لها إلا الشعارات الصارخة..
قد نتفق أو نختلف بطرق المقاومة والأساليب المتبعة ، في ظل تكالب عالمي على كل من يدافع عنها ويقف معها ، لكن هذا غير مبرر للسكوت عما يفعله الاحتلال أو حتى التفكير بالقبول به في أرض عربية ، أو مهاجمة من يقاومون الصهاينة واتهامهم بالتخلف..
لا يدرك الكثير أنه حتى لو توصلت الشعوب الى سلام مع اسرائيل فهو سلام شكلي وخاوٍ ولن يستمر ، إنها خطر على القومية والنهضة والحضارة على المدى البعيد ، خطرها ليس آنياً ، وحروبنا معها حرب وجودية ، وليست وليدة اللحظة ، أو سياسية مؤقتة..
تغليب خطرها بإيران أو مساواتها معها ، تقييم عاطفي ناتج عن انفعالات اللحظة منها بسبب سياستهم الخارجية ، وإغفال عن الخطر الجغرافي الذي تمثله إسرائيل، فوجودها أكبر طعنة تاريخية في جغرافيا العرب..
ومن هذا المدخل ندرك أهم أسباب الحرب على اليمن ، إن حرب اليمن ليست طائفية ، أو صراع سلطة ، أو إقليمية فقط..
إنها حرب دولية ، بإياد إقليمية ، لخلق حالة من الفوضى طويلة الأمد ، وبث روح الكراهية بين الشعب وزرع الطائفية لتستمر الحروب الأهلية..
لتصبح الشعوب منشغلة بنفسها ، غارقة بآلامها متناسين قضيتهم الأزلية..
كل الذي يحدث في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ، خلفه إسرائيل مع حليفتها أمريكا ، بأيادي مرتزقتها من الحكام وأصحاب القرار من العرب ، فهي تقتات من تدمير الشعوب لتحافظ على تواجدها في جغرافيا العرب ، فتواجدها مرتبط بفوضى الشعوب ، وصرف أنظارهم عن القضايا الأخرى.. بمساعدة الإمارات والسعودية ، وقد صرح ترامب بكل وضوح ، حيث قال: لولا السعودية لما بقيت إسرائيل..
وهكذا تم استهداف كل من يتبنى الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وأولها اليمن التي رفضت بيع القضية كالدول الأخرى وقد شكلت مركزاً مهماً في مقاومة إسرائيل وأمريكا بأذرعهم الإقليمية، فواجهت قوى الاستكبار، بكل شموخ ، وحافظت على وهج وروح المقاومة والمواجهة بذات الوقت ، وتصدت لمشاريع التقسيم لتحافظ على استقلالية قرارها وسيادتها وجغرافيتها رغم الجراح.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...