2024/05/19 4:20:51 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> البناء في ظرف استثنائي:استقلالية القرار اليمني.. خطوة أساسية للنهوض الوطني

البناء في ظرف استثنائي:استقلالية القرار اليمني.. خطوة أساسية للنهوض الوطني

بقلم/ اللواء / علي محمد الكحلاني

لكل عمل كبير ,رؤية .. محددات تسير عليها خطوات التنفيذ .. لكل مشروع وطني نهضوي مفاتيح وبدرات ولكل صرح شامخ أساس قوي ..
لذلك في هذا الجزء من مقالتنا الموسعة وهو الجزء الثالث سوف نحاول ان نلم بأشياء ضرورية كمفاتيح تفضي بنا إلى مساحة من المقاربة المطلوبة لصلب الموضوع ..وخاصة – ان علمنا – أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة , لم تأت فراغ أو جاءت لتلبي مطالب ترفية .. أو تشخيصا لموقف ناتج عن برج عاجي.
هذه الرؤية لها مبرراتها ,ولها أسبابها .. لاسيما وأن اليمن بكل معطياتها الجغرافية تعيش ظرفاً استثنائيا وتواجه تحديات عاصفة ,وتتسرب مواردها في أيدي دخلاء أو في عهدة شركاء عدوان طال كل شيء, ووصلت أياديه المدمرة إلى منافذ عديدة, وأعاقت السير الطبيعي لاقتصاد البلد بكل مفرداته وفي مختلف المناطق والمحافظات..
وهنا تمكن أولى التحديات اما م هذه الرؤية الوطنية التي حملت من التفاؤل ومن الاصرار على السير في وجه التيار ما يجعلنا نشعر جيدا بصدق مقاصد البناء الجاد في ظل ظرف استثنائي تمر به البلاد والمنطقة بكاملها. وحقيقة “ أن الاثني عشر بندا التي اشتملت عليها مبررات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة هي أسس أولى لمبررات اخرى عديدة ,يتوجب ان تتم المسارعة للبدء في اولى الخطوات العملية لهذه الرؤية ومن الأهمية بمكان أن نشير اليها إشارات عابرة , إلا وهي :
الحاجة الماسة لتحديد مكامن الثروات والموارد والامكانيات والقدرات التي تمتلكها اليمن واهمها الموارد البشرية التي هي حجر الزاوية.
وللأهمية أيضاً أن تكون مبررات الرؤية الوطنية هي القراءة الواقعية للمشهد السياسي والاقتصادي الراهن وكذا المشهد بعد ايقاف الحرب والعدوان , وما تتطلبه من اولويات عمل ومهام .. وبالتحديد مهمة اعادة الاعمار , واستعادة التوازن وارساء خطوات ومعالجات لأوضاع ما بعد الحرب والعدوان.. لان البناء والعمل والتنمية في ما بعد مرحلة ايقاف العدوان وما بعد صمت المدافع والرصاص , ستتطلب اجراءات ومحددات تمهيدية تسبق ارساء اجراءات تنفيذ هذه الرؤية , ولاسيما وأن العدوان وتحالفه ومؤازريه والمنتفعين من استدامة العدوان والحرب ,لم تبد النية عنده بعد للبدء بخطوات السلام المنشود والمشرف ووفق الندية.. وماتزال له أطماع يسعى لينالها من اليمن, وطبعاً تحقيقها يعتبرها الشعب اليمني من سابع المستحيلات.
وأخطر المبررات- التي هي الفيصل والاساس في نجاح الرؤية الوطنية وفي نجاح كل مقصد وطني هدفه رفعة اليمن واستقلال قرارها , يأتي الخلاص من الاملاءات والوصاية والتحرر من التبعية في اولى سلم الأولويات لنجاح أي مشروع وطني نهضوي.. واكاد أجزم أن هذه الحرب العدوانية هدفها في الاساس هو الرغبة الاقليمية لفرض الوصاية ومقصدها الرئيسي هو فرض التبعية على القرار اليمني واحتواء رموز اليمن كما أعتاد الجار الاقليمي ان يكون هو صاحب الكلمة الاولى في اليمن في فترات سابقة .. لذلك فان الدماء الزكية التي تراق, والتضحيات العظيمة التي تقدم هدفها الاول هو التحرر من التبعية والخلاص من الوصاية
وبناء على هذا المحدد والمعطى فإن كل جهد بذل, وكل تضحية تقدم’ وكل انجاز يتحقق أو سوف يتحقق , سيكون بناؤه واساسه واستناده إلى الاصرار على استقلالية القرار اليمني .. مع ما يعني ذلك من اسقاط أقنعة المنتفعين, مع ما يعني ذلك من بناء آليات نظيفة, والخلاص من كل الخطوط الحمراء التي كان يفرضها الاقليم على خط البناء وعلى مسار التوجه نحو استنهاض كل القدرات وكل مكامن الموارد في اليمن.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...