2024/04/25 12:33:30 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> حديث الإفك

حديث الإفك

 

تشرفت بالتعرف على فضيلة العلامة محمد محمد المطاع ، عندما كنا زملاء في اول مجلس للنواب بعد قيام الوحدة عام 1990 ، وكان يكتب عمودا اسبوعيا ثابتا في صحيفة “الوحدة”  التي كنت رئيسا لتحريرها ومديرا عاما لمؤسسة الثورة للصحافة في تلك الفترة.

كانت أحاديث الشيخ العلامة محمد المطاع في مجلس النواب ، ومقالاته في صحيفة”الوحدة” تشكل معلما بارزا  للفكر الاسلامي المستنير ، كما ساهم بأفكاره وآرائه الوطنية المخلصة في معالجة الكثير من الخلافات بين شريكي الوحدة ، والتي كانت تغذيها قوى متطرفة يمينية ويسارية ـــ من هنا وهناك  ـــ  تفننت في صناعة أزمات المرحلة الانتقالية ١990 ـــ  1993 ، وتوتير العلاقات بين شريكي دولة الوحدة قبل وبعد انتخابات 1993 ، وصولا الى تفجير حرب 1994.

أتذكر ان فضيلة العلامة محمد محمد المطاع كتب مقالا شجاعا في صحيفة ” الوحدة” آنذاك حذر فيه من قوى متطرفة داخل الحزبين الحاكمين تسعى بوعي او بغير وعي مع حزب الاصلاح لتفجير الشراكة الوطنية واشعال حرب اهلية ، ثم ستعود بعد ذلك للتحالف من اجل استكمال احراق البلاد بعد ان تقضي على الاخضر واليابس .!!!

بسبب ذلك المقال تعرض العلامة محمد المطاع لحملة شرسة شارك فيها نصر طه مصطفى وناصر يحي وعلي الصراري ، ودشنوا بذلك الهجوم على فضيلته في اربع صحف كبيرة هي (الوحدة) و (الصحوة) و( المستقبل) و(صوت العمال) بدايات أول “لقاء مشترك” بين هذه القوى المأزومة .

وعندما طلبت من العلامة محمد المطاع الرد على هذه الحملة  في عموده الاسبوعي اعتذر قائلا : (ان الإناء بما فيه ينضح) ، مشيرا الى ان هؤلاء الذين أشعلوا الحرائق التي حاول المساعدة على إطفائها ، لن يستطيعوا العيش بدون اشعال مزيد من الحرائق وصناعة المزيد  من الأزمات.

أتذكر انني كتبت مقالا استنكرت فيه استخدام الفاظ جارحة وافتراءات كاذبة بغرض تشويه صورة هذا الفقيه المعتدل ، ودعوت المشاركين في حفلة الزار التي أقاموها على رأس الشيخ المطاع التزام آداب الحوار .

بعد بضعة سنوات من حرب 1994 تحالف الحزب الاشتراكي وحزب الاصلاح في جبهة سياسية مشتركة ، استأنفت صناعة الأزمات التي شارك فيها هذان الحزبان قبل وبعد حرب 1994، وصولا الى مشاركتهما في الكثير من المؤامرات التي أخضعت البلاد للوصاية الاجنبية والتدخلات الخارجية بعد انقلاب 2011 ، وتورطهما في تأييد العدوان السعودي الأمريكي على الوطن والمشاركة في خدمة اهدافه السياسية والعسكرية!!

اللافت للنظر ان العلامة محمد المطاع يتعرض حاليا لحملة حاقدة من عملاء العدوان ، تعيد الى الذاكرة ما قام به هؤلاء العملاء من تحريض وافتراء ضده قبل حرب 1994 المشؤومة.

ومما له دلالة على حكمة هذا الرجل ،  رفضه الرد على هذه الحملة الجديدة ، مثلما رفض الرد عليها قبل نحو 24 عاما ، حيث قال لي حينها انه لا يشرفه ان يرقص في حفلة زار مع المتطرفين في الحزبين الحاكمين والشريك السري في الحكم ممثلا في حزب الاصلاح آنذاك ، علما بأن جميع هؤلاء المتطرفين يتواجدون اليوم في الرياض ، ويحاولون من جديد ضرب قواعد الشراكة الوطنية للقوى التي تقاوم العدوان على اليمن ، من خلال أبواقهم في الداخل ، بوسائل ملتوية ولكنها مفضوحة.

تحية للوالد محمد محمد المطاع أطال الله عمره ونفعنا بعلمه .. والخزي والعار لأحاديث الافك ومروجيها.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...