2024/04/23 1:39:56 مساءً
الرئيسية >> منوعات >> بذور الموت.. كيف تحولت جنة الهند الخضراء إلى مقبرة للمزارعين؟

بذور الموت.. كيف تحولت جنة الهند الخضراء إلى مقبرة للمزارعين؟

في الهند .. يزرع الفلاحون بذور الموت بأيديهم ففي ولاية بنجاب شمالي الهند وتحديدا في قرية لانجوريا يعيش غالبية السكان على الزراعة، حيث يعتمد معظم سكان الإقليم البالغ عددهم 30 مليون نسمة على الأرض لزراعة محاصيل متنوعة على رأسها القمح وقصب السكر وغيرها من الخضروات لكن التحديات أمام الهنود في تلك المناطق كبيرة.

من بين المخاطر التي تهدد سلامة الحياة بتلك المنطقة، تجريف الأرض نقص المياه ووباء المخدرات فضلا عن انتشار كثير من الأمراض المزمنة، فعلى مدار العامين الماضيين قتل أكثر من 900 مزارع أنفسهم كما تعد الولاية هي صاحبة أعلى معدلات السرطان في الهند، وفقا لصحيفة “الجارديان”.

أعباء بالجملة يتحملها المزارعون في لانجوريا ، حيث تشير دراسة حكومية إلى أن أكثر من ثلثي لديهم مدمن مخدرات واحد على الأقل في العائلة، يضاف إلى ذلك عبء سداد القروض التي يأخذها كثير من المزارعين بأسعار فائدة باهظة.

يقول كومار المعروف بأنه رئيس قرية لانجوريا “حياتنا تدمر بسبب التلوث”، ويتابع “هناك العديد من المشكلات التي تواجهنا حتى أنني لا أعرف من أين أبدأ.. يقدم الساسة الكثير من الوعود ، لكن الواقع هو أنه لم يتم عمل الكثير لمساعدتنا… لازلنا تحت التهديد”.

وفي محاولة منها لمعالجة محنة أهالي الولاية، يرصد فيلم جديد للمخرجة رحمت ريات قصص المزارعين ومعاناتهم مع الوباء الكيميائي الذي يغزو الدولة.

تقول المخرجة، وفقا للجارديان، “يسمم المزارعون أجسادهم وأرضهم”، مشيرة إلى ارتباط الفيلم بالاستخدام المفرط للمواد الكيماوية والذي أضر بالزراعة وحمل كثير من المزارعين ديونا باهظة، فضلا عن إدمان المخدرات، وأوضحت أن “تسمم الزراعة لا ياتي في بنجاب فقط بل هي قضية تمتد إلى المجتمع بأكمله”.

رصد الفيلم تسلسل انهيار الثروة الخضراء في الولاية ابتداء من السبعينيات عندما تم إدخال ممارسات زراعية جديدة لزيادة الإنتاج والأرباح. وشمل ذلك الاستخدام المطرد للمبيدات الكيميائية والمبيدات الحشرية والأسمدة، والتي استمرت دون رادع ودون توجيهات كافية من الخبراء.

المثير في الأمر، أن بنجاب تستهلك أكبر كمية من الأسمدة الكيماوية في الهند، وتصنف منظمة الصحة العالمية المبيدات المستخدمة في رش المحاصيل بالولاية كـ خطرا من الفئة الأولى حيث تم حظرها في عدد من الأماكن حول العالم على رأسها أوروبا.

وأثبتت مجموعة من الدراسات أن الإفراط في استخدام المواد الكيماوية أثر على الطعام والماء والتربة في بنجاب، حيث كان له أثرا على الصحة العامة، وتشير الدراسة إلى وجود 90 مريضا بالسرطان بين كل 100 ألف شخص في الولاية، وهي نسبة عالية مقارنة بالمعدل الوطني بشكل عام.

ونقلت الصحيفة عن أحد المزارعين قوله “بعضنا يستخدم المبيدات دون فهم السبب على أمل ألا تموت المحاصيل.. نعلم أننا نقتل أرضنا وشعبنا لكن ماذا نفعل بدونهم”.

كما تحدثت الصحيفة عن ارتفاع نسب إدمان المخدرات بين المزارعين، حيث ترتفع نسبة الأفيون والهروين، ففي 2017، أثبتت دراسة أن أكثر من 860 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما يتعاطون نوعا من أنواع المخدرات على الأقل.

وأوضحت أن الفيلم الذي سيعرض في أنحاء مختلفة يأمل صناعه أن يدفع السياسيين والمسئولين إلى اتخاذ إجراءات لتخفيف معاناة مزارعي بنجاب وأمثالهم في جميع أنحاء البلاد.

اخبار 24

شاهد أيضاً

هيئة الزكاة تفتتح معرض الشهيد الصماد السادس لكسوة العيد لـ 75 ألف مستفيد

المستقبل نت: افتتحت الهيئة العامة للزكاة يوم الأربعاء، معرض الشهيد الرئيس الصماد السادس لكسوة العيد، ...