2024/04/18 9:24:12 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> اليمـــاني يفاجئ أعداءه

اليمـــاني يفاجئ أعداءه

همام إبراهيم

صبرٌ تفرد بشموخه وهدوئه وحكمته وقدومه بخطى واثقة رغم جروح كان يرجى منها أن يؤول للهلاك والزوال في الحين الذي تحولت وانقلبت لتشّكل ذخيرة للصبر فتكون مدداً لشدة بأس اليماني فما لبثت حتى انجذبت فصارت جنديا مجنداً لهذا اليماني .

خمس سنوات ما مضى منها في أنفاس اليماني سوى بعض لحظات يتهيئه لدخول المبارزة على أصولها وعمق جولاتها ، تأخر اليماني وتعجل العدوان في دخوله قفص الجنوب وتوغله في مستنقع طيني فما عاد يتحكم بكل عضلاته ، وكلما حاول مقاومة وحل غرقانه ارتدت مفاصله لتصفع محاولات أطرافه .

لم يُسمِها أياماً وسنواتٍ وعقودٍ من الأزمان في تصديه لبعرات عدوان لم تعد تدل على الطريق ، وباستراتيجية النفس الطويل اقتحم اليماني بدء جولاته في معركة التنكيل بالعدوان كما هو حال علي عليه السلام يبتر أقدام ذلك الغول المتهاوي في كل أركانه .

دخول قوي حتى أنه لم يعد يرى العدوان سوى غبار تمرغه بالتراب مصاباً بالصرع ويتلقى ضربات قاسية عنيفة مفاجئة متتالية لا تبقي ولا تذر فتكسره بكل قوة ولا تدع له نفَسَاً يفهم واقع الأحداث المتسارعة .

بعد مرور أربع سنوات من بطش فرعون بمستضعفي اليمن قرر أن يبعث في المدائن حاشرين لكل زعيم وملك ورئيس عليم ، ليريهم عصا اليماني التي تفتك بكل شعوذته وأسحاره المتطورة في ترسانته الحديثة ، وتلقف كل ما تلقي من معداتهم وعتادهم في آن واحد وتنهي اجتماعات دار الندوة .

إنها الأمثال التي يضربها الله الملك العزيز الجبار القادر على كل شيء مهما اختلف الزمن واللغة والواقع ومستوى التطور الذي يصل إليه العقل البشري ، لتظل القضية هي نفسها والحق نفسه والباطل نفسه والتأييد نفسه مهما اشتد جبروت الطاغوت وقوته وحشوده .

بداية النهاية من هنا تتهاوى عروش الملوك، مطارات وقواعد جوية ومحطات وكل ما يقال عنه موقعا حيويا لينكسر قرن الشيطان ويدخل اليماني فاتحاً بلاد الحرمين منكساً وكاسرا لمن تغطرسوا واستعبدوا المستضعفين ولا أراه يكون سوى ممتثلا لجده اذهبوا فأنتم الطلقاء مالم تكن مشيئة الله لها العبر في آياته، وبعد كل هذا سيظل بنو اسرائيل بين المؤمنين يعكفون على حيادهم وإن كانوا يظهرون الاسلام فما أصبرهم على النار .

لاحت شموس النصر في شروقه وغروبه وأسفي على من حل في ظلمة الليل ولم يكن له من نهار النصر إلا رؤية دماء المستضعفين وهتك الحرمات وهو يمشي إلى الليل لن يرى فيه سوى كوابيس بروده وقبح نفسيته وتغييب ضميره ليصبح دون نوم ضنكا متخبطا ليهوى في الدرك الأسفل من النار وهنيئا لمن سجل موقفا يستضيء به في ظلمة الليل فيصبح شامخا عزيزا يوم يلقى الله.

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...