2024/04/26 1:48:39 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> إعادة الانتشار .. والأمم المتحدة

إعادة الانتشار .. والأمم المتحدة

بقلم/ خبير عسكري واستراتيجي/عميد ركن / عابد محمد الثور

لعل الخطوة التي قامت بها قواتنا في الحديدة من تنفيذ المرحلة الأولى من تحقيق إعادة الانتشار والخروج من الموانئ بإشراف أممي ومن طرف واحد يؤكد للأمم المتحدة وللمراقبين الدوليين وعلى رأسهم الجنرال لولي سغارد وكذلك المبعوث الأممي مارتن غريفيث أننا متمسكون باتفاق استوكهولم ووقف إطلاق النار في المناطق المشمولة بالاتفاق في الحديدة.

وكانت هذه المبادرة مفاجأة للأمم المتحدة ومن طرف واحد وهو جانب فريقنا. أثبتنا للعالم أن الطرف الآخر هو المتعنت والرافض لتنفيذ اتفاق استوكهولم منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في ديسمبر العام الماضي ٢٠١٨م والى اليوم واستمرار قوات المرتزقة والعدوان بخروقاتهم اليومية باتجاه قواتنا واتجاه المدنيين دون احترام لاتفاق استوكهولم والمراقبين الدوليين .. وان ما يحدث من الطرف الآخر هو محاولات للالتفاف على مسار العملية السلمية والإنسانية والتي ترعاها الأمم المتحدة. وان كل المحاولات والتنازلات التي يقدمها فريقنا المكلف هو لغرض تحقيق ماجاء في الاتفاق وكذلك لتعرية المرتزقة وحكومة هادي بأنهم غير جادين وان من يدير عملية الاتفاق من جانبهم هي الإدارة الأمريكية والبريطانية وان النظام السعودي والإماراتي ما هم إلا أدوات رخيصة تحرك أذنابها لعرقلة مسيرة السلام وتنفيذ اتفاق استوكهولم. فجاءت الخطوة التي قامت بها قواتنا وفريقنا المكلف مع الفريق الاممي بالانسحاب من ميناء الحديدة وتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الانتشار إلا لنثبت حسن نوايانا وجديتنا في تنفيذ الاتفاق والسلام, واثبات أن الطرف الآخر هو من يعرقل هذه الاتفاقية, وانه لم يعد هناك عذر يستطيع تقديمه طرف العدوان وحكومة هادي.

وبعدها لم يعد هناك ما يجبرنا على الاستمرار في تقديم التنازلات تلو التنازلات من اجل السلام وتنفيذ الاتفاق. وان على الأمم المتحدة أن تلزم الطرف الآخر بتنفيذ الخطوة القادمة من تنفيذ إعادة الانتشار حسب ما نصت عليه اتفاقية السويد. وعلى الأمم المتحدة أن تعلن للعالم من الطرف المعرقل والرافض للسلام والاتفاق .. وبعدها سيكون الرد للقوات المسلحة بعد أن أقامت قواتنا وقيادتنا الحجة الدامغة على المرتزقة والعدوان. وأنهم لا يريدون السلام ولا الاتفاق الإنساني وأنهم يسعون إلى تعزيز قدراتهم العسكرية في الحديدة وتحقيق اكبر قدر من تحشد قواتهم للقيام بعملية عسكرية كبيرة والإضرار بالمدنيين وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وما يحدث اليوم من جرائم حرب ضد أبناء مديرية الدريهمي ومن إبادة جماعية المواطنين في هذه المديرية الكبيرة إلا مؤشر كبير على سوء النوايا واستعداداتهم العسكرية لارتكاب الجرائم أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وبرعاية الأمم المتحدة وتحت بصرها ..

ونحن في القوات المسلحة لن نظل مكتوفي الأيدي وسيكون رد الجيش قويا ومزلزلا ليس على مناطق تحشد قواتهم وتجمعهم حول الحديدة فقط بل على عمق أراضي وعواصم دولتي العدوان على اليمن السعودية والإمارات. وبعدها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون … فنحن نمتلك القدرة الكافية لردع دول العدوان والرد على استمرار جرائمهم ضد أبناء اليمن. فالكرة اليوم وساعاتها القادمة في ميدان الأمم المتحدة ومبعوثها الاممي ورئيس فريقها الاممي للمراقبين ولم يعد لدينا أي حجة او عذر في حال لم تستطع إلزام الطرف الآخر بتنفيذ الخطوة القادمة من تحقيق إعادة الانتشار. مالم فيعتبر اتفاق استوكهولم قد فشل وسيكون خيارنا العسكري هو القادم والحكم ..

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...