2024/04/20 11:50:30 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> أنا والنّصر

أنا والنّصر

أشواق مهدي دومان
وليس أحمق من مجادل في حقيقة وواقع انتصار محور المقاومة على المستعمرين، وكأنّ الذّلّة مطبوعة على جبينه، بينما هذا المحور الذي يستمدّ عقيدته القتالية ورؤيته المقاومة من الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) وآل البيت، فقد آمن بمحمّد بن عبد الوهّاب وصنيعته ( الوهابيّة ) التي تخبرك أن تصمت وتحترم الملك والشّيخ والرّئيس الذي لا يحترم نفسه، ولا يحترم شعبه فله أن يفحش ( حتّى) مباشرة على الهواء وأنت كالصّنم صامت ؛ فهو ولي أمرك ولا يجوز أن تخرج عنه، بل اعبده بصمت كما كان هبل يعبد، وكما البقرة تعبد في الهند،،
مسكين ذاك الأحمق لم ينفض غبار الوهّابيّة عن عقله ولم يمسح قذى روحه منها فيقرأ تاريخ وعقيدة وثقافة : ” هيهات منّا الذّلّة ” ليحاول أن يقنعنا بمبدئه الأجرب الذي لا يرى فيه ومنه وبه إلّا التّخاذل والخذلان والتّخذيل والتّثبيط بنكرانه فعل رجال اللّه في الشّيطان الأكبر وإسرائيل وهزيمتهما.
ينتصر للخنوع دون علمه، بل ويظن المتفيهق أنّه عاقل فقد رسموا في ذهنه أنّ أمريكا معبود لا يُهزم، ولم يقرأ تواريخ انتصار الشعوب التي حاولت أمريكا احتلالها،
عجيب ألّا يشعر جرحه (الذي يبدو أنّه قد مات فما لجرح بميتٍ إيلام ) بعزائم الرّجال، ولعلّه معذور فما عاش النّصر في ذاته، وكلّ ما تربّى عليه هو الرّكوع للبشر، وما قرأ عن الحرب العالميّة الأولى أو الثانية، وما سمح لبصيص النّور بأن يتخلل منافذ فؤاده فيشاهد ويشهد حربا عالمية ثالثة تقوم على شعب يقبر الغازي ولا يعيده إلّاجدثا في اليمن، لكنّه ومن المؤكّد أنّه كان قد ولد قبلا وكان حيا في 2006 / ذلك التاريخ الأشمّ الذي لم ينتصر فيه حزب اللّه على إسرائيل في لبنان فحسب، بل إنّ حزب اللّه قد انتصر في كلّ عربيّ ومسلم وقد أخبرنا بلغة النّصر تلك أنّ زمن الهزائم ولّى مدبرا، بل إنّ النّصر قد حان، فآمنّا بالنّصر لأوّل مرّة في 2006، آمنّا بأنّ النّصر ممكن ومتاح للمؤمن بقضيّته لو كان مخلصا صادقا، وأنّه حليف المؤمن القوي وقد يغيب عن المؤمن الضعيف كذلك المسكين الذي ( أيضا ) لم يتابع سوريا وجيشها منذ 2011م وهو يكافح ويقاوم مسوخا بشرية وأرتالا من الدواعش، وبني عمومتهم ويدحرهم في كل مرة لتبقى سوريا المنعة وحصن المقاومة، كما يتعامى عن فعل الحشد الشعبي وكيف لاحق رجال اللّه هناك فلول الدّواعش إلى كل وكر وهزمهم،
ومع هذا وإن كان قد تغافل عن نصر إيران على أمّ داعش منذ أربعين عاما، فها نحن بعد الأربعين نقول له من يمن الصمود :
لتعرف يا هذا أنّ وجود من يحادثك ويبعث إليك رسالة عبر النّت ليقول لك أنا من اليمن وأنا موجود فصدّقه وكذّب نفسك لأنّ هذا اليمني ( وليس أنت ) هو من تمّ قصفه وهدم بيته وفقد أهله وتدمير بنيته التحتية وتجويعه والتآمر عليه وحصاره جوّا، وبرّا، وبحرا من ثمانية عشرة دولة والأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم كلّه معهم،
أنا يمنيّ وأنا موجود ولا زلتُ أكتب، وأشرب، وأتنفّس حريّة رغم جوعي وفاقتي وألمي وهمومي ولكنّي موجود بإرادة اللّه وبعزيمة رجاله الذين ما وهنوا للحظة، فأحرقت ولّاعاتهم إبرامزات الإمارات (بالتّبنّي ) البريطأمريكإسرائيليّة،
أنا هنا في كلّ جبهة صقرا يتربّص بكلّ مرتزق وخائن ومعتدٍ لأنقضّ عليه لو حاول أن يتعدّى شبرا فأكسر عنقه كضيغم جسور، ولن ينفعه ذلك الضّجيج من الصّواريخ العمياء، والقنابل الفسفوريّة والفراغيّة والجرثوميّة والنيترونيّة و…إلخ من أنواع القنابل المحرّمة دوليّا على المحتلّين المحلّلة في الأحرار،
يكفيك لأن تعرف _ يا من تتغابى عن حقيقة النّصر _ أن تقرأ خطّي هذا لتعرف أنّي أكتب كلمة نصر وأنا منتشية أفهم معنى النّصر، وأعيشه في يوميّاتي، فأنا أحيا في أرواح رجال اللّه، وقد رأيت الموت في الحارات، وفي الجبال، وفي الأسواق، والمدارس وغيرها، رأيته ألوانا، وما تنازلت، وما برّرت لعدوّ، وما تعاميت، وما ضعفت، وما أركعني الجوع وكثرة الدّيون، وما بعت نفسي لمرتزق عميل، وما زادني ذلك العدوان إلّا إصرارا وإيمانا بأنّي الأقوى والنّصر لي، وقد انتصرت والكون كلّه ضدّي قد تاجر بقيمه واشتراه أعراب الخليج وعشّاق بول البعير الذين ظلّت حدود طموحاتهم وآفاق آمالهم هناك مابين الذّيل وقدم البعير حين يتبرّكون بذلك البول فيؤمنون بأنّه مَن ينعش عقولهم، ويطهّر قلوبهم، ويزيد حدّة بصرهم، أمّا أنا فمن اليمن وطموحاتي لا تقف ولا تسكن إلّا السّماء، وهي التي جالت وصالت مع الطّائرات المسيّرة، والبراكين المزلزلة فوق عواصم الأعراب تضرب ماتشاء ووقتما تشاء، ولا زالت تعِد المستعربين أحذية ترامب ونتنياهو بالمزيد من القصف الموجع والضّربات الحيدريّة التي لن تفقهها أنتَ ومن على شاكلتك،،
أنا من اليمن فاخلع نعليك، واغمض عينيك حين تحادثني، وأطفئ بصيرتك فلأحاجة لنا بخانع ومخذول ومنهزم، واصمت وأخرس لسانك ولا تتكلّم عن النّصر فهو حديث لا يليق بك ولا ترقى لمستواه،،
أيّها الأحمق المتبلّد : أنا من محور المقاومة، من الأنصار، ومن حروف هويّتي، أنا المنتصر، وأنا النّصر، فمَن تكون ؟؟

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...