2024/04/24 4:08:40 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> صهاينة التطبيع

صهاينة التطبيع


د أنيس الأصبحي


كانت الشهور الأخيرة لعام 2017م، حافلة بالتطورات المذهلة والدراماتيكية فيما يختص بالعلاقات الخليجية (خصوصا السعودية والامارات والبحرين) مع الكيان الإسرائيلي ومع أن التواصل بين هذه البلدان والكيان لم ينقطع طيلة السنوات الماضية، إلا أنه كان يجري في الخفاء وخلف الأبواب المغلقة.

حطمت هذه الدول كل الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالتطبيع مع اسرائيل، فقد شهدنا زيارات ولقاءات علنية متبادلة، وتصريحات وغزل صريحة ودعوات سافرة لم يكن أحدا ليتصور حدوثها قبل أي حل شامل للقضية الفلسطينية، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للتباهي أمام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قائلا: “إن دولًا عربية كثيرة أصبحت تعتبر إسرائيل حليفًا حيويًّا وليست عدوًا”، وتحدث أيضًا عن “الخبر السار بأن الآخرين (الدول العربية) يتجمعون حول إسرائيل بشكل لم يحدث في السابق، إنه أمر لم أتوقعه أبدًا في حياتي”
أنور عشقي عراب التطبيع السعودي الإسرائيلي
السعودية تسويق رسمي للتطبيع
ففي السعودية، تجاوز النظام مرحلة التطبيع العلني من خلال اللقاءات والتواصل على المستويات المختلفة، إلى القيام بحملة تسويق وترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني عبر وسائل الإعلام الرسمية، حيث أجرت إيلاف، مقابلة مع رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي، غادي إيزنكوت، بشكل فج وصريح، لتدشن الإعلان الرسمي عن التطبيع.
ومع أن المقابلة ليست فقط الأولى من نوعها في وسائل الإعلام السعودية والخليجية، إنما هي الأولى لمسؤول صهيوني بهذه الرتبة مع صحيفة سعودية، وهي جرت في مقرّ هيئة الأركان الإسرائيلية في “تل أبيب”، وهنا الأزمة الأخرى يعني أن فريق عمل سعوديا قادر على الذهاب بسهولة إلى الكيان الغاصب، كما بإمكان الصهاينة الذهاب إلى السعودية، ما يبين التعاون القائم بين الطرفين.
لكن الأسوأ من ذلك، كان صمت السعودية على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بل وما رشح عن أن إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان بضوء أخضر وموافقة من قادة النظام السعودي.
ولم تعد زيارات قادة النظام السعودي السرية الى اسرائيل، أو زيارات اللواء أنور عشقي لتل أبيب، ولقاءات الأمير تركي الفيصل مع مسؤولين إسرائيليين، او حتى زيارة مسؤولين سعوديين لكنيس يهودي في باريس، تثير الدهشة، فقد تجاوزت السعودية أمر التطبيع العلني الى التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل بذريعة مواجهة إيران العدو المشترك.
وأرجع مراقبون التصاعد في وتيرة التطبيع العلني والزيارات واللقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين إلى طبيعة النظام السعودي في عهده الجديد.
الإمارات الأوثق تطبيعاً مع الكيان الاسرائيلي
يكفي ما قاله مدير برنامج سياسات الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون الذي اعتبرها الدولة الأوثق تطبيعا مع الكيان الصهيوني، إذ قال ردا على سؤال حول أي الدول العربية وتحديدًا الخليجية هي الأكثر تطبيعًا الآن مع إسرائيل؟ : “إن أوثق العلاقات الإسرائيلية في منطقة الخليج هي مع دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وتهتم الإمارات خلال رحلة تطبيعها مع إسرائيل، بالتعاون العسكري والأمني، ليشهد مارس الماضي 2017 مشاركة سلاح الجو الإماراتي نظيره الإسرائيلي في مناورة عسكرية جوية في اليونان، وهي المرة الثانية في أقل من عام لـ2017لمثل هذه المشاركة، حيث شارك طيارون إسرائيليّون مع إماراتيين في مناورة «العلم الأحمر» بالولايات المتحدة، وذلك بغية «تعزيز العلاقات بين الدول، والمحافظة على الاستعدادات المشتركة، وقدرة العمل المتبادلة»، كما جاء في تقرير الجيش الأمريكي.اضافة للمناورات الحالية لهذا العام 2019 مع الكيان الصهيوني.
ولم يقتصر التعاون في المجال العسكري على هذه المناورات؛ بل كانت الإمارات أهم دول الخليج التي اشترت أسلحةً وأنظمةً عسكريةً من إسرائيل، فاشترت أنظمة دفاع صاروخي، وأجهزة للحرب الإلكترونية إضافة للزيارات الثقافية والرياضية من الكيان الصهيوني لدويلة الامارات.
اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...