2024/03/29 1:21:39 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> إيكونوميست: تدمير مكّة.. كيف يطمس آل سعود التراث الإسلامي في المدينة المقدسة؟

إيكونوميست: تدمير مكّة.. كيف يطمس آل سعود التراث الإسلامي في المدينة المقدسة؟

 

قالت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، إن حاكم مكة المكرمة الأمير خالد بن فيصل آل سعود يحاول تعويض الإخفاقات السابقة، حيث تولى مهامه في عام 2007 قادما من منطقة “عسير”، إذ كانت خططه لإقامة الأبراج الحديثة في مدينة “أبها” التي لم تتحقق إلى حد كبير.

وأضافت المجلة في تقرير أن  الأمير السعودي يشرف في مكة على تنفيذ أكبر مشروع للتنمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ناطحات السحاب ترتفع فوق أقدس مكان إسلامي، والحفارات تتسطح التلال، حيث تخضع منطقة جبل عمر للتطوير، وهناك استثمار بمئات الملايين من الدولارات لإقامة برجين من 50 طابقاً.

ويقول أنس صيرفي، وهو مهندس معماري وعضو مجلس إدارة “جبل عمر للتطوير”: “كيف يمكننا استيعاب ملايين الحجاج، لابد أن يكون هناك توسعات، خاصة في ظل الإصابات المؤسفة حيث في سبتمبر 2015 سقطت رافعة في المسجد الحرام مما أسفر عن مقتل 107 حاجا، وبعد أسبوعين مات أكثر من 2000 من الحجاج نتيجة التدافع وضيق المساحة”.

ولفتت “الإيكونوميست” إلى أن الملك سلمان كونه خادم الحرمين الشريفين، يرى أنّ زيادة الحركة تزيد من هيبته وتعود عليه بالمنافع المادية. وفي إطار برنامج التحوّل الحكومي، ستنمو عائدات الحج لتنافس عائدات النفط. وينفق مليارات الدولارات في السكك الحديدية ومواقف الانتظار لـ 18 ألف أتوبيس تقلّ الحجاج، والفنادق التي يقيمون بها. وتتم الأقواس الذهبية لماكدونالدز خارج أبواب الحرم.

وأضافت “ويأتي هذا المحو استكمالًا لما بدأه آل سعود في القرن الثامن عشر حين اتّحدوا مع الشيخ محمد عبد الوهاب والبدو لمواجهة العثمانيين بداعي الجهاد ضدّ الحكم متعدّد الأديان، واستطاعوا بعدها الانفصال عن الإمبراطورية العثمانية بعد انهيارها في الحرب العالمية الأولى، و استكملوا ما دعوه بالتوحيد، يقصدون توحيد الإقليم، بغزو مكّة عام 1924”.

ووصف المنتقدون ذلك بـ«الماوية الإسلامية». حيث خرج خليط غير متجانس من مذاهب المالكية والشافعية والزيدية، ثمّ تم جمعها في تجانس تحت ما يسمّى بالوهابية. وبجانب الزي الأسود والأبيض الذي تمّ فرضه على النساء والرجال بالترتيب، أعاد حكّام القبائل الجدد تشكيل البيئة الحضرية، وقاموا بالتجرّد من الماضي. وقاموا باستبدال المنابر الأربعة حول الكعبة المشرفة والتي تدرّس مذاهب السنّة الأربعة، ولم يسمحوا سوى بالوهابية كمذهبٍ وحيد. وقد طهّروا المكان من تقديس الأولياء، وهدموا الأضرحة التي كانت يقدسها الشيعة والمسلمين السنّة التقليديون على حدٍّ سواء. ومن بين عشرات الأماكن المقدّسة في المدينة، لم تبقَ إلّا الكعبة فقط، وفقا لتقرير المجلة.

الآن بعد مرور الأعوام، يملك بعضَ المكّيين أفكارًا أخرى. ويبدي أحد المحلّيين تذمّره قائلًا: «لقد حوّلنا تاريخنا وماضينا الذي يعود إلى العصور الإبراهيمية إلى محطّة بنزين». ويقوم السيد «الصرفي»، المطوّر، بتصميم يستند إلى تراث ظاهري، مع خرائط تتبع طرق المدينة القديمة التي لم تعد قائمة، ملقيًا الضوء على منازل الخلفاء الأوائل.

وأكدت المجلة أن جميع أفراد العائلة المالكة السعودية يتجهون نحو مكة المكرمة، ويحاولون الاستثمار فيها وتطويرها من أجل إنقاذ اقتصاد المملكة، حيث كشف المهندس المعماري المسؤول عن تطوير مكة أنه سيتم نقل تراث المدينة إلى جدة حتى يكون هناك معرضا فنيا كبيرا يتم من خلاله جني الكثير من المكاسب الاستثمارية والسياحية.

وذكرت “الإيكونوميست” أن الحكومة السعودية وبإشراف نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحاولون تسليط الضوء على المقومات السياحية في المملكة، وإنشاء مشاريع التراث التي تحقق للمملكة الكثير من العائدات المالية.

 

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...