2024/04/25 9:16:53 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> هل تصدق يا شارل ديغول ؟

هل تصدق يا شارل ديغول ؟

منذ ثمانية اشهر تساهم باريس الجريحة من هجمات “داعش” في الحصار الذي المملكة العربية السعودية على اليمن استنادا إلى القرار الأممي 2216 .. هذا القرار الذريعة الذي تسبب في اخضاع اليمن بملايينه الـ 25 لحصار خانق تسبب في معاناة انسانية مريعة وتزامن مع حرب شعواء يقودها تحالف حرب تقوده السعودية تنتهك فيها بشدة كل القوانين الدولية والمعايير الانسانية .

هل تصدق يا شارل ديغول إن فرنسا العلمانية والحقوق المدنية واليبرالية تساهم في تحالف بربري تقوده السعودية يضم جيوشا نظامية ومليشيا ومرتزقة أجانب وجيش هائل من الإرهابيين من جنسيات شتى يمثلون الفرع اليمني لتنظيم “داعش”.

هل تصدق أن باريس الجريحة من إرهاب ” داعش ” اتاحت للسعودية بمعنويات عالية قاعدتها العسكرية في جيبوتي وقاعدة ديغو غاريسيا وسط المحيط الهندي لتسهيل احتياجات هذه الحرب الوحشية ؟

القاعدتان تقدمان اليوم الأرض والدعم التكنلوجي والفضائي واللوجيستي والعملاني والعسكري والرقابي للسعودية لاحكام الحصار الاقتصادي الجوي والبحري على اليمن ولدعم طائراتها وقواتها البرية التي تقود حربا عبثية ومريعة على طول البلاد وعرضها.

هل تصدق يا شارل ديغول إن باريس لا تعرف تفاصيل الحرب الخفية التي تديرها السعودية وقطر والامارات وتركيا في اليمن، تلك التي تكشف دورها المحوري في تأسيس الفرع اليمني لتنظيم “داعش” بعدما استثمرت القرار الأممي 2216 لتؤسس للتنظيم المتطرف موطئ قدم في مدينة المكلا بحضرموت؟

اليوم يستحوذ التنظيم على مساحة جغرافية هائلة تعادل مساحة أربع دول خليجية وشريط ساحلي مفتوح على بحر العرب يناهز الـ 450 كيلو مترا، ليتحكم هذا التنظيم الإرهابي ليس فقط في أهم المنافذ الاستراتيجية البحرية لليمن بل وباغنى مناطق الثروة السمكية.

هل تصدق يا شارل ديغول إن التنظيم الإرهابي صار اليوم هو الحاكم المطلق والقوة الضاربة في حضرموت بعدما نجحت التمويلات السعودية الضخمة والدور المخابراتي التركي المحترف في جلب واستقطاب آلاف الإرهابيين من سوريا والعراق والعواصم العربية والغربية.

هل تصدق أن المال السعودي جند في فترة ثمانية أشهر فقط آلاف اليمنيين والعرب واستجلب الآلاف من عواصم وقارات العالم بما فيهم الفرنسيين لينخرطوا في صفوف هذا التنظيم الإرهابي.

هؤلاء يسيطرون اليوم على كل المرافق السيادية ومعسكرات الجيش ومنابع الطاقة .. بل إن الارضية العسكرية والدفاعية لتنظيم “داعش” اليمني في المكلا صارت اليوم مزودة بكل اسلحة وعتاد وتكنلوجيا المناورة والهجوم والدفاع والتلغيم والإمداد والانسحاب.

مثلث الرعب الضالع في انتاج ظاهرة “داعش” (السعودية وقطر وتركيا) أبدت نيات علنية لأن يتخطى منتجها الداعشي في اليمن اخطاء سلفه في الشام والعراق، ومؤخرا سيطرت كتائب التنظيم المسلحة على كميات كبيرة من وثائق السفر التي تصدرها الجهات الحكومية اليمنية كما صادروا الآلات والأختام المستخدمة في إصدارها.

قبلها سيطروا على ميناء المكلا ومطار الريان وفعلت السعودية ما بوسعها لانشاء منفذ بري آمن للإرهابيين بين السعودية واليمن ليكون معادلا لتكنيك الخنادق السرية التي طالما اعتمدها التنظيم في التنقل الآمن للإرهابيين ونقل العتاد والتعزيزات وفي الاختباء والافلات.

هل تصدق يا شارل أن طائرات التحالف السعودي وفرت الغطاء الجوي لمسلحي الفرع اليمني لــ “داعش” في المكلا ومكنتهم من السيطرة على مواقع الجيش ومستودعات السلاح وانشاء الخنادق والمتاريس وبناء معسكرات التدريب.. وهل تصدق أنها زودت مسلحي الفرع اليمني لـ ” داعش ” بمنظومة الاتصالات متطورة نزل عتادها من الجو

في الشهور الأولى للحرب السعودية الاماراتية القطرية التركية على اليمن كان المال السعودي قد اخرس العالم وجر الاعلام الدولي إلى خندق المواجهة مع الوهم.

حينها كانت طائرات التحالف تدمر كل شيء في اليمن الانسان والموارد الطبيعية والتاريخ وطالت بصواريخها كل الارض اليمنية سوى مدينة المكلا التي اختارتها السعودية لتكون مقرا للنسخة اليمنية الجديدة من تنظيم “داعش”.

هل تصدق يا شارل ديغول أن فرنسا العلمانية والحقوق المدنية والدستورية والأخلاقية الاكثر ليبرالية حاضرة إلى اليوم في كل هذه التفاصيل الموحلة ؟

باريس تعرف تماما الدور الخطير الذي تلعبه السعودية في صناعة سرطان الإرهاب وتعرف مدى ضلوعها في انتاج سرطان “داعش” الذي هز أمنها قبل أيام.

باريس تساند السعودية في العمليات الحربية التي تقودها في اليمن وهي تعرف تماما أن هدف هذه الحرب هو تحويل البلد إلى ارض حصينة للتنظيم الإرهابي.

اثق يا شارل أنك تشعر بالحزن والإحباط لأن القيادة الحاضرة في مراسم ليزانغاليد لم تدرك بعد أنها سيصرف جهدا مضنيا لمحاربة عدو نقل متاعه للتو إلى مكان آخر.

اكاد اسمع صوتك صارخا : كان عليك يا فرانسوا أن توجه قوة فرنسا لمحاربة أم الدواعش.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...