2024/04/19 11:56:13 صباحًا
الرئيسية >> أحدث الأخبار >> روبرت فيسك: السعودية تتعمد تدمير سبل العيش في المناطق الريفية اليمنية

روبرت فيسك: السعودية تتعمد تدمير سبل العيش في المناطق الريفية اليمنية

ركز الصحفي والكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، على استهداف العدوان السعودي المتعمد للقطاع الزراعي اليمني والمزارع والصناعات الزراعية، وذلك في سياق حملة عسكرية من شأنها أن تودي باليمن في مرحلة ما بعد الحرب، “ليس فقط إلى المجاعة، بل إلى الاعتماد الكلّي على الواردات الغذائية من دول الخليج التي تتولّى قصف البلد الفقير حالياً” بحسب تعبيره.

وأوضح فيسك مراسل صحيفة الإندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط  في مقال بعنوان “السعودية تستهدف مزارع اليمن الفقير والصناعات الزراعية عمداً”، أن “حرب اليمن تجمع على نحو فريد ما بين المأساة، والنفاق، والمهزلة”.. مبينا إن المزيد من الأدلة تشير إلى أن السعودية لا تكتفي باستهداف المدنيين في اليمن، لكنها تتعمد ضرب البنى التحتية التي يحتاجها الناجون لتجنب المجاعة عندما تضع الحرب أوزارها.

وأعرب عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين جرّاء القصف في اليمن، ومن ضرب الأهداف الزراعية، التي رأى أنها شيء مختلف تماماً.

واستنتج فيسك بناء على المعلومات والبيانات التي جمعها أكاديميين من داخل اليمن، أن الحملة السعودية تحمل برنامجاً لتدمير سبل العيش في المناطق الريفية اليمنية.

وفي هذا السياق، أوضحت الأستاذة الفخرية في كليّة لندن للاقتصاد، مارتا موندي، وزميلتها، سينتيا غاريوس، التي تواظب على مهامها البحثية من لبنان، وبالعودة إلى ما جاء في إحصاءات وزارة الزراعة اليمنية أن البيانات بدأت تظهر مؤشرات حول قيام السعوديين في بعض المناطق اليمنية بـ”ضرب البنية التحتية الزراعية بشكل متعمّد، وذلك من أجل تدمير المجتمع المدني”.

ومن بين المراجع التي اعتمدت عليها الباحثتان، أشارت موندي إلى ما جاء في أحد تقارير وزارة الزراعة والري في اليمن، من تفاصيل بشأن “استهداف 357 هدفاً (زراعيا) في 20 محافظة من محافظات البلاد، شملت مزارع (لا سيما في مديريتي مرّان وباقم الواقعتين في محافظة صعدة)، وحيوانات، ومنشآت بنى تحتية لشبكة المياه، ومخازن مواد غذائية، وبنوكاً زراعية، وأسواقاً، وشاحنات مخصصّة لنقل الغذاء”، وقارنت بين حصيلة تلك الغارات، مع الاحصاءات الواردة في مشروع “يمن داتا” الصادرة قبل بضعة أسابيع، مستخلصةً نتائج “غير سعيدة في الأغلب”، وفق الكاتب.

وتشير إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن مساحة الأرض المزروعة تمثّل ما نسبته 2.8 من مساحة اليمن ككل، في وقت تبدو فيه غارات التحالف السعودي “المتهم أصلاً بارتكاب جرائم حرب” على حقول ومنشآت زراعية “تضيف إلى (قائمة) نكث العهود من قبل السعوديين”، لا سيما وأن المملكة العربية السعودية هي من الدول الموقّعة على البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف في أغسطس من العام 1949، الذي ينصّ تحديداً على “حظر مهاجمة” أو “تدمير” أو القيام بأي ما من شأنه الإضرار بـ”الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة”، و”أيّاً كانت الدوافع والمبرّرات”.

وقد سلّط فيسك الضوء على ما أدلت به موندي، خلال محاضرة ألقتها في بيروت، بشأن “العواقب الخطيرة للسياسات الاقتصادية السابقة في اليمن”، التي أولت اهتماماً بشحنات القمح الأمريكي الرخيص في سبعينيات القرن الماضي، والواردات الغذائية من البلدان الأخرى، باعتبارها عاملاً “غير مشجع لحفاظ المزارعين على (نمط) الحياة الزراعية”، وكذلك على “تأثير الحرب السعودية على الأرض (اليمنية)”، مشدّدة على أن “جيوش وأسلحة جو أنظمة البترو- دولار جاءت لتدمير ما تبقّى من الثروة الزراعية والحيوانية، ومن ناتج القوّة العاملة اليمنية، التي نجت من الخراب الاقتصادي في ما مضى”، الأمر الذي يدل عليه “العدد الهائل من صور المصانع والمزارع المدمّرة (للنحل والدواجن وغيرها)، والحيوانات النافقة في الحقول التي تتناثر فيها بقايا القذائف، والتي تمنع بشكل فاعل عودة المزارعين إلى العمل لأشهر، أو ربما لسنوات.

وأوضح فيسك ان أكثر من نصف سكّان اليمن، حتى اليوم يعتمدون، سواء بشكل كلّي أو جزئي، على الزراعة، والتدجين.

كما عاد إلى حديث موندي التي أفادت للصحيفة أن “مباني إدارة الدعم الفنّي لقطاع الزراعة قد جرى استهدافها أيضاً”، إلى جانب ضرب المبنى الرئيسي لـ”هيئة تطوير تهامة، التي أنشئت في سبعينيات القرن الماضي”، وعدد من منشآت الريّ التي تعد بمثابة “الذاكرة المكتوبة لسنوات من خطط التنمية”.

وتابع في المقال الذي نشرته مؤخرا الاندبندنت “في المقام الأول، تأتي أعداد الضحايا التي تقارب الـ 10.000، بينهم 4000 شخص من المدنيين. ومن ثم، يأتي أولئك مجهولو الهوية من المستشارين البريطانيين والأمريكيين الذين يبدون مقتنعين للغاية في المضي قدماً بمساعدة السعوديين بالانقضاض على الجنازات، والأسواق، وغيرها من الأهداف العسكرية الواضحة، من منظور البريطانيين”.

وأضاف ” بالاستناد إلى إحصاءات بنك “ستاندرد تشارترد”، من خلال القول “ثم تأتي التكاليف السعودية المقدّرة بأكثر من 250 مليون دولار أمريكي في الشهر، أي حوالي 200 مليون جنيه إسترليني، وذلك “بالنسبة إلى بلد، غير قادر على دفع مستحقّات شركات الإنشاءات”.

وأشار الى ان الجزء المتعلق بالكوميديا السوداء،  حيث شمل السعوديون ضمن أهداف قصفهم، الأبقار، والمزارع، ومحاصيل الحبوب التي يمكن استخدامها للحصول على الخبر، أو علف الحيوانات، إلى جانب العديد من المنشآت الزراعية.

الجدير بالذكر ان وزارة الزراعة والري قدرت الخسائر الأولية للأضرار المباشرة وغير المباشرة للأضرار في القطاع الزراعي جراء العدوان السعودي منذ بداية العدوان وحتى 15 اكتوبر الجاري بأكثر من 15 مليار دولار، حيث تم حصر أربعة آلاف و 948 موقعاً زراعياً متنوعاً تعرض للقصف المباشر من طيران العدوان وبوارجه الحربية بينها ألف و 16 مزرعة تنتج أنواع مختلفة من محاصيل الحبوب والخضروات والفواكه والبقوليات .

كما استهدف طيران العدوان لـ 109 مبان ومنشئات زراعية تمثلت في هيئات ومكاتب زراعة ومجمعات إرشادية وإدارات ري ومشاريع تنموية ومحطات أبحاث وجمعيات ومراكز ومنافذ صادرات زراعية من أهمها محجر المخا البيطري وهيئة تطوير تهامة اللذين يعدان من أبرز أعمدة القطاع الزراعي والاقتصادي لليمن ، بالإضافة إلى 138 مبنى ومنشأة زراعية تعرضت لأضرار جزئية، اضافة الى استهداف ثلاثة آلاف و 500 من البيوت الزراعية المحمية المنتجة لمختلف محاصيل الخضروات والشتلات ، و 25 منشأة مائية ما بين سد وحاجز وخزان مائي وقنوات ري من أبرزها سد مأرب أحد أبرز رموز الحضارة اليمنية الذي كان يروي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...