2024/04/25 9:00:14 مساءً
الرئيسية >> تيارات >> يكاد الجهل أن يفتك بنا !!

يكاد الجهل أن يفتك بنا !!

عاتبني أحد الأصدقاء في رسالةٍ على خلفية موقفي تجاه إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون (جاستا) عنونها بالآتي :

ما هكذا يا منان تورد الإبل !!

طبعاً الرسالة في مجملها تتركز حول فكرة مغلوطة لدى صديقي هذا تتمثل في أنني قد تعاطيت مع هذا الموضوع بشيئ من الشماتة ، و مذكراً في آخر رسالته بأن هذه الأموال التي تفرحون بإحتمالية ضياعها هي في الأول و الأخير أموال الأمة، و متسائلاً في الوقت نفسه بالقول كيف لمسلمٍ غيورٍ على دينه أن يفرح بضياع أموال المسلمين …إنتهى .

و لصديقي هذا أقول أولاً أعوذ بالله أن أكون من الشامتين، فقلبي و قلمي يقطر دماً على ما صرنا إليه اليوم من ضياعٍ و شتات ، أو أن أقبل أن تُبتَّز الأمة في أموالها المملوكة لها و لشعوبها ريالاً واحداً، إلا أنني أرفض في الوقت نفسه أن تُستخدم مثل هذه الأموال في ضرب الإسلام و المسلمين و طعنهم من الخلف أو في خدمة الحكومات و الشعوب المعادية للإسلام و المسلمين .

نعم يُفترض أن هذه الأموال هي أموالٌ للأمة، لكن متى شعرت يا صديقي أنت أو أنا أو أي مسلمٍ أن هذه الأموال هي فعلاً ملكٌ للأمة ؟!! و مالذي تفعله إذاً أموال الأمة هناك في خزائن الأمريكان ؟!! هل ضاقت بها خزائن المسلمين حتى لم تعد تجد متسعاً لها إلا هناك أم أن لدى أصحابنا أثراً عن الرسول (ص) يوصيهم بإيداع أموال الأمة هناك ؟!!

و ما تنفعني  كنوز الدنيا كلها يا صديقي أن تُودع في حسابي و أنا لا أملك حق صرفها فيما يخدم الامة و يعود عليها بالنفع الكثير ؟!!

و ما تعنيني لي أموال العالم كله أن تُودع في حسابات الأمة وحدها و ملايين المسلمين في مناطق كثيرة يموتون جوعاً و لا يجدون لقمةً تسد رمقهم أو شربة ماءٍ تروي عطشهم ؟!!

يا صديقي .. إذا كانت هذه الأموال تُستثمر في بلاد الغرب لصالح المواطن الأجنبي و حل مشكلة البطالة هناك بينما رقعة البطالة والفقر في مجتمعاتنا تتفشى و تتسع و تكاد تفتك بنا، فليس لنا حاجةٌ بها و لتذهب إلى الجحيم !!

و إذا كانت هذه الأموال أيضاً تُستغل في تدمير سوريا أو العراق او ليبيا أو اليمن و طعن الأمة من الخلف بصورة لا تخدم أحداً كما تخدم الأطماع الأمريكية و الصهيونية، فلتهوي في سقََر، و ما أدراك ما سقَر !!

أليست البيوت و المدارس و المستشفيات و الطرقات و المطارات و المؤانئ ووووووووووو … التي يقصفها الطيران السعودي في اليمن أموالٌ ملكٌ للامة ؟!! فلماذا لم نسمع بكائياتكم عليها، أم أنها ملكٌ لبني قينقاع او النضير و نحن لا نعلم ؟!!

مشكلتنا يا صديقي اليوم هي أننا نقدّس الأنظمة و لا نلقي إهتماماً للاوطان، و نؤلِّه الحكام حتى و إن جلد ظهرك و أخذ مالك او حتى امتص دمك و لا نعبأ بالشعوب و مصالح الشعوب !!

هل صدّقت نفسك يا عزيزي أنك بعتابك لي إنما تريد أن تفهمني أنه يعصرك قلبك على أموال الأمة مخافة أن تضيع هباءً و أننا بذلك سنصدّقك !! أنت بذلك يعصرك قلبك على مصير نظامٍ لك مصلحةٌ من نوعٍ ما في بقاءه و وجوده، و إلا لكنت على أقل تقدير عاتبته و حملّته أولاً مسئولية إيداع أموا الأمة هناك و إحتكارها لهم و لأسيادهم من الأمريكان !!

 

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...