2024/03/28 1:38:45 مساءً
الرئيسية >> ميكروسكوب >> من هو صاحب أول توقيع على العملة اليمنية ..المؤسس الأول للبنك المركزي وأول دكتوراه في الجزيرة

من هو صاحب أول توقيع على العملة اليمنية ..المؤسس الأول للبنك المركزي وأول دكتوراه في الجزيرة

مثل كثير من القامات اليمنية الكبرى التي اسست مداميك الدولة اليمنية الحديثة بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة يقف الدكتور عبد الغني على أحمد ضمن شخصيات كثيرة كان لها بصمات كبيرة في التأسيس لمعالم هوية الدولة الجديدة.

والدكتور عبد الغني أحمد علي من ابناء محافظة تعز هو ذاته اليمني الذي استطاع تأسيس أول بنك مركزي يمني بعد ايام قليلة من الثورة اليمنية 26 سبتمبر، وهو المدون اسمه وتوقيعه  على أول عملية يمنية صدرت بعد الثورة كما أنه أول اكاديمي يمني  يحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من اميركا في خمسينيات القرن الماضي.

ويقول البروفيسور أيوب الحمادي أن الدكتور احمد هو الأب الحقيقي للريال اليمني كما يعد المؤسس الحقيقي للنظام البنكي أو النظام النقدي في اليمن، وهو صاحب مشروع العملة اليمنية الأولى في العهد الجمهوري بعد الثورة وهي  العملة التي دشن العمل بها رسميا في 8 فبراير 1964 ، بعد عامين من ثورة سبتمبر.

وهذا التاريخ سجل أول انجاز ثوري بالخروج من ربقة العملات النقدية المعدنية التي كان يتعامل بها اليمنيون قبل الثورة والتي كانت ثقيلة الوزن وينطوي التعامل بها على صعوبات كبيرة، وادى استمرار التعامل بها إلى اعتماد اليمنيين على عملات اجنبية واشهرها العملة  الفضية المعروفة باسم بالريال الفرنصي ” مارياتريزا” وكذلك الشن الأفريقي والريال السعودي.

%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9

 

ويقول البروفيسور الحمادي إن الدكتور أحمد كان أول يمني يحصل على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في الاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية في منتصف خمسينيات القرن الماضي، ما جعله أول حاصل على هذه الدرجة العلمية على مستوى الجزيرة العربية في هذا المجال.

وقد تقلد بعد قيام الثورة منصب اول وزير للخزانة والاقتصاد في شمال اليمن، و وشغل هذا المنصب تسع مرات الى جانب شغله منصب وزير الاعلام وشئون الجنوب.

وكان الدكتور احمد اول مسؤول يمني يدون اسمه على العملة الوطنية بعدما صدرت في عهده أول عملة وطنية الريال وهي العملة التي انهت تماما التعامل بالعملات الملكية القديمة وغيرها من العملات الأجنبية.

 

انجازات كبيرة 

ولم يكن هذا الانجاز الوحيد للدكتور عبد الغني احمد حيث يؤكد الباحث أحمد الطيار إن الدكتور عبد الغني أحمد يعد أهم شخصية اقتصادية عرفتها اليمن بعد الثورة فهو من الاقتصاديين اليمنيين الكبار في مجاله، وتولى السياسة المالية والنقدية للبلاد بعد عام 62م فأنجز الكثير من شؤون لجنة النقد اليمنية مروراً بتشريعات أسست لاقتصاد يجمع بين العام والمختلط مروراً بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير حتى شركة المحروقات والقطن وبينهما مؤسسات أظهرت الوجه الاقتصادي لليمن فبفضله تم وضع أول ميزانية رسمية معتمدة.

%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af13442

ويشير البروفيسور الحمادي إلى أن الدكتور عبد الغني ساهم في تكوين اليمن الجديد بعد الثورة بعلمه و انفتاحه على العالم كما كان يحلم , وقاد بحكم موقعه وعلمه مشاريع عملاقة مثل لجنة النقد و هيئة الرقابة, المعهد المالي, بنك الانشاء و التعمير, الجمارك و الضرائب, شركة المحروقات, شركة التبغ و الكبريت, شركات و منشئات الملح, الخطوط الجوية و مطار صنعاء و حتى اسمه في سجل التأسيس لجامعة صنعاء و البنك المركزي و النقل البحري و مؤسسة الغزل او القطن و غيرها. و لا يوجد احد فيكم سمع عنه و السبب انه كان يعمل بنظام مؤسسة.

ويضيف ” هذا الشخص قال عنه المناضل عبدالوهاب جحاف: “كان أعلم الخريجين و الشخصية الاقتصادية الاولى في اليمن, قدم للوطن ما لم يقدمه غيره, و كان الشمعة التي تحترق لتضيئ طريق الآخرين, و اليد التي تمتد لمساعدة من لا يجيد السباحة, انه أمة في رجل, و رجل في أمة”.

وصفه البردوني بأنه “الرائد المخضرم, الانموذج الذي لم نحتذِ حذوه مع الأسف, لأنه مات فارغ الجيب, لكنه كان غنياً الى الله تعالى, و عالياً على كل الصغائر” و قال البردوني “كان عبدالغني علي قوي الحس بالوطن, و من ذا يستطيع أن يقول هذه عمارة عبدالغني علي, أو هذه مزرعة عبدالغني علي,أو هذه أرصدة عبد الغني علي. لقد خرج من المناصب الوزارية نقياً كخروج الأمطار من ضمائر السحب”.

و قال علي لطف الثورعنه “لم تحظ اليمن بمثله منذ قيام الثورة و حتى اليوم, أنموذج في الكفاءة العلمية و النزاهة و في التجرد, و قد برهن يقيناً على ولائه للوطن و تضحيته النادرة للشعب الذي أحبه”. و قال القاضي علي أبو الرجال عنه” كان عبدالغني علي مثالاً للوطني المخلص الذي لم يطمع في ثروة و لا مال، و كرسى كل جهوده لأداء عمله بعقلية العالم المخلص لوطنه و أمته”.

وأخيراً وصفه الاستاذ عبدالباري طاهر بقوله “كان عبدالغني علي, ثاني أهم وزير بعد رئيس الوزراء, عزف عن الحديث عن نفسه و خرج من الوزارات كيوم ولدته أمه, نظيف اليد, نقي الضمير, طاهر الوجدان, كان يستطيع لو أراد أن يكون من أثرياء اليمن”.

ورغم الدور الكبير الذي فعله الدكتور عبد الغني أحمد في الاقتصاد اليمني الحديث الولادة بعد ثورة 26 سبتمبر، إلا أنه وحسب الدكتور الحمادي توفي ولم يورث لعائلته أي ثروة راغم أنه كان من اكثر الشخصيات اليمنية المرتبطة بعالم المال والاقتصاد.

كيف صكت أول عملة يمنية بعد الثورة ؟

يوضح الباحث احمد الطيار أن اول عملة تم صكها بعد قيام ثورة 26 سبتمبر  1962م الموافق 1382هـ كانت عملات جمهورية بنمط الصك الذي كان في عهد الإمام احمد مع تغيير في العبارات وادخال عبارة الجمهورية العربية اليمنية وكانت باكورة عملية الصك عشر فضة بوزن 2.8جم وقطرها 19.5مم ،ونصف عشر فضة بوزن 1.2جم وقطر 16 مم. كما تم صك ربع عشر نحاس احمر بوزن 5.8جم وقطر 27.5مم وهذه العملة رسم في مركزها يد تقبض شعلة وهي تدل على رمز الثورة كأول شعار للجمهورية العربية اليمنية على العملة ،وصك أيضا بنفس التاريخ فئة ثمن عشر نحاس احمر بوزن 3 جم وقطر 22.5مم وبنفس صورة رمز الشعلة .
الريال الفضي.

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-1
تمكنت وزارة الخزانة أواخر العام 1963م من صك الريال الفضي الجمهوري ليكون أول عملة وطنية معدنية تم اصدارها بعد ثورة 26 سبتمبر وتم صكها في مصر، وقد حرصت حكومة الثورة على أن يكون الريال الفضي الجمهوري بمواصفات مشابهة لمواصفات الريال الفضي ماريا تريزا من حيث المعدن الداخل في الصك والعيار والحجم وغير ذلك بهدف ان تحظى العملة الجديدة بالقبول العام من الجمهور وقد حمل الريال مواصفات جديدة إذ كان وزنه 20.1جم وقطره 40مم ورسم على وجهه الأعلى اسم الجمهورية العربية اليمنية وفي الوسط قيمة الفئة وفي الأسفل زخرفة اسلامية فيما رسم من الخلف في الوسط فرع شجرة البن اليمني الشهير محاطا من الخارج بشكل شبه دائري لزخرفة إسلامية، أما في الاسفل سنة الصك بالتاريخ الميلادي والهجري 1963م/1383هـ ،ويقول مؤرخو تلك الحقبة: إن إصدار الريال الفضي الجمهوري لم يكن بكميات كبيرة نظرا للأوضاع الاقتصادية والمالية لحكومة الثورة والعجز الشديد في ايراداتها وامكانياتها وحالة الاضطراب والحرب التي كانت تعيشها اليمن ،مشيرين إلى أن الاصدار الفضي للريال الجمهوري لم يتجاوز مليون ريال وهي كمية اسهمت في تشغيل نفقات الحكومة والجيش لمدة ثلاثة أشهر فقط.
البقش
اصدرت وزارة الخزانة أواخر العام 1963م مجموعة من المصكوكات المعدنية سميت بالبقشة وهي جزء من الريال الفضي والذي كان يساوي 40 بقشة ،ومن تلك المسكوكات عشرون بقشة فضية وزنها 10 جم وقطرها 30 مم وعشر بقش فضية بوزن 5جم وقطر 24 مم ،وخمس بقش فضية بوزن 2.5 جم وقطر 19 مم ورسم عليهن نفس رسوم الريال الفضي الجمهوري.
كما رافق اصدار البقش الفضية اصدار بقش أخرى أقل قيمة من النحاس تمثلت في بقشتين من النحاس الاصفر وبقشة واحدة ،ونصف بقشة وقد رسم عليهن نفس رسم البقشات الفضية وبنفس التاريخ 1963م/1382هـ
لجنة النقد
خلال عام 1962-1963م أنشئ أول مصرف وطني في اليمن وأول مؤسسة نقد وطنية كنواة للبنك المركزي وهو البنك اليمني للإنشاء والتعمير وذلك بعد 13 يوماً من اندلاع الثورة وقيام الجمهورية وقد تحمل هذا البنك وحده مسؤولية البنك المركزي والبنك التجاري والبنك المتخصص في البلاد وفي اليوم التالي صدر قرار جمهوري بالترخيص بإنشاء البنك اليمني للإنشاء والتعمير تحت توقيع رئيس الجمهورية والقائد العام آنذاك المشير عبد الله السلال، وخلال هذه الفترة كان البنك اليمني ووزارة المالية- وعنها لجنة النقد اليمنية منذ منتصف عام 1964م هما الجهتان المسؤولتان عن رسم وتنفيذ السياسة النقدية في الشطر الشمالي سابقاً وكانت السياسة النقدية في ذلك الوقت تتخذ عبر قرارات فورية ولم تكن هناك لجنة للرقابة والإشراف على المصارف لأنه لم يكن هناك سوى مصرف واحد وهو البنك اليمني للإنشاء والتعمير بالإضافة الى بنك في تعز ولكنه تخصص فقط في تمويل القوات العربية (المصرية) وفي عام 1967م انشئت هيئة الرقابة على النقد نتيجة للتدهور المتسارع لسعر الريال من فبراير 1964م الى 1967م واستمر هذا التدهور حتى وصل في يوليو 1970م إلى 1.33 شلن أي مايساوي 0.12% من الدولار.

اخبار 24

شاهد أيضاً

عبدالملك يأمر بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عمن قام بافشاء هذا السر الخطير

المستقبل – خاص كشفت مصادر حكومية مطلعة، أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أمر بتشكيل ...