2024/04/24 9:32:20 صباحًا
الرئيسية >> تيارات >> “نميمة المثقفين”

“نميمة المثقفين”

أخبرني صديق مثقف يستعير قناعاته و آراءه من شلة ما , أن أصدقاءه المثقفين العظماء في حوار شيق عن زيف الثقافة والمثقفين قد اخبروه بأن فلان وفلانه وجماعة ممن سخروا كلمتهم وأقلامهم وأدوات إبداعهم لمناهضة العدوان مجرد مثقفون عفاشيون

لأنهم لا يشتموا عفاش ولا يقللوا من شأنه
، ولا يقدحوا فيه ، ولا يجرموه
اذا فهم عفاشييون في معاييرهم الطوباوية ,
وإن كان المعني لا يقلل من شأنه او من غيره ، طالما وهو في الاتجاه السليم فتلك في قياسهم الطوباوي موقف لا وطني مني ، فلابد ان نلوك اسمه بكرةٌ وأصيلا كشيطانٌ رجيم ليمنحونا صك الغفران والوطنية ،و ليفتحوا جسورها التي يعبرون بها الى مؤسسات المال الخليجية وفروعها في الوطن العربي وتركيا واوربا ..

لم تكن قياستهم مبنية على ظواهر صريحة ، كإعلان موالاه وتعليق صور و تمجيد لعبارات او العكس شيطنة له.
ولكن ..
لأنهم يرون ذلك ببصيرتهم النافذة الى سرائر النفوس ، لاسيما وان من لا يخضع لمزاجيتهم تبك يحمل عقلية تقليدية (حسب إدعاءهم) لم تفهم تلميحاتهم الحداثية المفرطة في قبول عروضهم الذهبية كما يعتقدونها ..
..
يا صديقي المتعالي بثقافته وعمق حداثته ..
لا يجرح في شخصية المرء أن يكون عفاشي أو حوثي أو أخواني أو حتى شيوعي …
فكل حر في انتمائه وموالاته وفي حبه بغضه وتأييده لمن يشاء أو رفضه لمن يشاء .
وليس علينا أن نوالي حميد الأحمر كي نسقط عنا شبهة موالاة علي صالح او غيره ..
أو أن نرفع لائحة شكر لسلمان لنثبِّت أننا ضد الحوثي ومشروعه .. تلك قياسات عقيمة ايضا..

ما يجرح حقا في إطار تلميحك لتشخيصك ملمحاً لنا قاطبة ، هو أن تشكل شخصيتنا الثقافية ومواقفي الوطنية تذاكر السفر وجوائز الأدب ..
وإشارات من خارج البلد ..
ما يجرح حقا هو أن نصفق لقصف الوطن وتدميره وإبادته لننال رضا أرباب المحافظ الثقيله والعملات الصعبة
ويا للاسف حقا هو أنك وأمثالك ترون ان الوطن حكراً للمثقفين فقط أمثالكم, وليس لغيرهم حق الدفاع عنه او التعبير عن اوجاعهم عليه لأنهم يخطئون إملائيا ونحويا , وانتم في هذه الحالة مجرد ناطقون رسميون باسم قوى المال المهيمنة وان النفوذ وما تمتلكه من فيزات وتأشيرات للاستضافة هنا أو هناك ..
ويا للأسف حقا أن السب والشتم وكيل التهم والمغالطات هي أدواتكم الحصرية والهجوم هو وسيلتكم لتبرير سوءتكم تجاه وطنكم يا ذوي الثقافة والحداثة والبصيرة الفذة …
وفي الأخير ..
برزَّ فقراء الشعب و كادحيه الغير متعلمين بشرف ونزاهة في حبهم لوطنهم وفي فهمهم التلقائي البريء للوطنية الحقة ..
وعامل النظافة الذي تستحقروه أشرف منكم وانزه بموقفه تجاه الوطن من مواقفكم المهادنة والمغازلة ،
ولن أنسى عاملات المصنع الأمية منهن والمتعلمة اللاتي قضين نحبهن في قصف العدوان الذي توالونه.
وكل من سال دمه وهو يواجه المعتدين والغزاة من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية ،هم هؤلاء الذين كتبوا اسم الوطن والوطنية بدمائهم وحفروها كأرث تتوارثه كل الأجيال القادمة ، شرفً وشموخ الى أبد الآبدين ، وكم وكم أسرد لكم من نماذج لم تحظى بما حظيتم به من ارتقاء ثقافي وعلمي , ولكن كان رقيهم الأخلاقي والأنساني أكثر رسوخا وإيمانا ومصداقية من شهائدكم المزيفة ..
وبالمناسبة
حنق وسخط أصدقائك المثقفين علينا ليس حتى لسبب وطني وانتماء و ولاء , ولكن لأنهم اعتقدوا يوما أن الثقافة والحداثة وقصائد نزار ومقالات حاتم الصكر وأزهار بودلير وروايات كافكا واوبرا بحيرة البجع …الخ
طعم درجة ثالثة يصطادون به ضعاف النفوس وضعاف الإرادة
ولكن وكما قال عفاش :
– فـــاتكم القـــــطار ..
فعفّشّشّونا و حوثّثّونا كما شئتم او حتى دعدشونا فلن نرضخ لخياراتكم ولن يحط من شأننا رأيكم, أو حتى يعليه ..
يا صديقي المتعالي ؛
لست انت وشلتك المثقفة باهظة العمالة تقيّمون بهذا السلوك الغير قويم ، فغيركم يعمل مثلكم لانها السذاجة والسطحية التي تَمرغ بها كثير من السياسين والكتّاب والمثقفين بنرجسية سخيفة مرتكزة على قاعدة ( إن لم تكن معي فانت ضدي ) ، ومخالف لي في الرأي عدوي ، وعدو رأي عدو الوطن ، وعلى هذا قيس انت وغيرك ..

هنا بداية جيل يصنع رأيه بتحدي وبإرادة وإعمال عقل لا تستميله أموال اهل الارض كلها ولا أي جبروت محلي او دولي ، وسيُسقط مبدأ ” الجزرة والعصا”
لماذا !
لأننا من جيل وتربية اصيلة هذبتنا وعلمتنا أن نقيس كل شي وكل فعل بقبوله ورضا الله عنه ، ثم بقربه وبعده من مصالح الوطن وبما يخدم الانسانية كأفراد و مجموع ..

اخبار 24

شاهد أيضاً

الفساد.. والإرادة السياسية (7)

أحمد يحيى الديلمي الفساد في مجال القضاء (ب) كان الشهيد المرحوم ابراهيم محمد الحمدي أول ...