المستقبل نت عينك الثالثة على الحدث
مقالات مشابهة
كنا سابقا نسمع البعض يهذون عن المد الفارسي والمشروع الصفوي .. ونتجاهلهم نكتفى بالسخرية من هرطقاتهم ملتمسبن لهم العذر بوصفهم ضحايا الحملات الهوجاء لمطابخ مملكة الدواعش الطاغية في غياب الاعلام الاسلامي المستنير.
اليوم فقط شعرت بالاسى من سطور قليلة كتبها زميلنا الصحفي سعيد ثابت مدير كتيبة قناة ” الجزيرة” يتشفى فيها بعملية اغتيال شهيد حزب الله مصطفى بدر الدين كانت كفيلة باقناعي أن المشكلة اكبر مما نتصور بكثير.
اعرف صديقي سعيد انه قيادي في التنظيم الدولي للاخوان وليس لنا شأن في خياراته وقناعاته فهو حر في اتباعها والتعبير عنها سواء اتفقنا او اختلفنا معها. ما اثار انتباهي هو منهج تحريف الحقائق الذي يتغول وتلك اللغة الاختلاطية العشوائية التي سأمناها لكنها تتوسع وتنتج باشكال مختلفة ومناسبات عدة.
عملية الاغتيال الصهيونية الآثمة لشهيد حزب الله مصطفى بدر الدين اعتبرها سعيد ثابت بطولة تضاف الى بطولات ما سماها” الثورة السورية” التي قال انها “جرعت الموت الزؤوم لاتباع الغزو الفارسي”.
كنت اظن زميلنا سعيد رغم اخوانيته عاقلا ينتمي لذلك التيار العقلاني الغائب أو المغيب الذي يشار فيه الى فكر المدرسة الغنوشية المستنيرة لكني شعرت بالصدمة لميل سعيد ثابت الى ذلك الخطاب التلفيقي الداعشي الذي يهذي بالفوبيا.
سعيد وغيره الالاف قطعا لايزال يرى ما يجري اليوم في سوريا من ارهاب داعشي يتصدى له العالم بانه “ثورة”.
لا يزال يرى أن تنظيم “داعش” الارهابي في سوريا ثورة شعبية تحارب الغزو الفارسي الايراني.. الذي يرى سعيذ ثابت نماذجه الأكثر شرا وخطرا في كوكب الأرض محصورة بحزب الله بلبنان وانصار الله في اليمن.
طيب يا سعيد سنفترض انك صاحب قدرات اسطورية ترى ما لا نرى وتفهم بلغة الطير والحجر والشجر وتعلم الغيب..فقط قدم لنا دليلا على ان من تسميهم” الثوار في سوريا” هم من اغتالوا الشهيد بدر الدين وليست اسرائيل التي تتبجح باقلامكم وافواهكم لتعلن بجريمة الاغتيال هذه ان الحرب الدائرة في سوريا اليوم هي حربها.. كماهي حربكم وحرب ربائبها من الجماعات الارهابية.
اسعفنا بعلمك أو تصدق علينا وقدم دليلا لاولنا واخرنا يوضح لنا اين يوجد هذا “الغزو الفارسي” الذي احتل ارضا عربية واشعل فيها حروبا وصراعات طائفية لعلنا نعرف ونحاربه معكم.?
ايعقل انك لا ترى احتلالا اماراتيا سعوديا اميركيا معلنا بلغات الأرض للمحافظات الجنوبية اليمنية في حين ترى البعيد وتجزم ان ما يدور في سوريا ثورة تحارب الغزو الفارسي?
وهل مقاومة حزب الله هي الغزو الفارسي.. هل يعقل ان يصل العمه الى هذا الحد فتسمي حرب الاغتيالات الصهيونية “ثورة سورية” ثم تنسب له جرائم الاغتيال لرموز المقاومة على انها بطولات.
لست وحدك قطعا يا عزيزي .. فثمة مطابخ قد افلست وبارت وثنة طوابير من المعتوهين الذي يتصدرون المنابر ويحرفون ويقلبون الأمور ويجدون من يصفقون لهم ويعيدون انتاج غسيلهم بحماسة ومعنويات عالية.
( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون )
