2024/04/20 12:41:57 صباحًا
الرئيسية >> الأخبار >> اليمن >> “المستقبل” في فرضة نهم .. عندما تتجاوز عزيمة الرجال أفق امنيات العدو
احد جنود اللواء 312 مدرع ضمن حراسة بوابة المعسكر في قلب فرضة نهم

“المستقبل” في فرضة نهم .. عندما تتجاوز عزيمة الرجال أفق امنيات العدو

صمود اسطوري لابطال الجيش واللجان في مواجهة حرب الطائرات الاكثر وحشية في التاريخ

 

وحدها فرضة نهم من تدون اليوم تفاصيل أكثر جرائم الابادة الجماعية والدمار الشامل التي تقترفها طائرات العدوان السعودي الاميركي الغاشم.. ففي هذه المنطقة الحصينة حيث يُسطَر ابطال الجيش وبواسل اللجان الشعبية بطولات في التصدي وتفكيك اكثر سيناريوهات الخراب التي خصص لها تحالف العدوان المليارات طمعا في تسجيل انتصارات تخفف عنه وطأة الضغوط الدولية وتمنح الطغمة الحاكمة في الرياض الفرصة للحفاظ على ماء الوجه بعدما تمرغت آلياته وجحافله التراب في اكثر الجبهات.

“المستقبل” زار منطقة فرضة نهم ضمن وفد صحفي ضم ممثلين عن وسائل اعلام محلية ومراسلين لوسائل اعلام عربية ودولية للاطلاع على الواقع عن كثب وتقديم شهادة للتاريخ بما يدور في الضواحي الشرقية للعاصمة.. وهنا الحصيلة.

من داخل فرضة نهم

يمكن ملاحظة ما حققته الغارات الكثيفة لتحالف العدوان السعودي خلال الايام الماضية في منطقة فرضة نهم في ركام الخراب الذي احدثته في المرافق والطرق والجسور التي سعى العدوان من خلالها إلى بث الرعب لدى قوات الجيش واللجان الشعبية واجبارها على الانسحاب بعد قطع خطوط الامداد عنها لكنه تفاجئ كليا بصمود اسطوري لابطال الجيش واللجان الشعبية

في ركام الزيف التي يضخه تحالف العدوان السعودي والمرتزقة في تسويق الاكاذيب وصناعة انتصارات اعلامية زائفة.

عندما اتجه الوفد الصحفي إلى فرضة نهم كانت اكثر توقعاتهم انهم لن يستطيعوا بلوغ المناطق التي تدور فيها معارك غير أن المفاجأة كانت كبيرة فمن المدخل الشرقي لهذه المنطقة في منطقة صرف وصولا إلى اطراف مديرية بني حشيش وحتى نقيل بن غيلان مرورا بمنطقة بني حجيل إلى نقطة الحنشات ثم مركز فرضة نهم القريب من معسكر اللواء 312 كانت الاوضاع تبدو طبيعة وتمارس النقاط العسكرية مهماتها في التفتيش بصورة طبيعية فيما كانت السيارات تجتاز الطريق الأسفلتي الذي يربط العاصمة بمحافظتي الجوف ومأرب محملة بالبشر والبضائع.

سريعا سقط تأثير طوفان من الأخبار والتقارير التي هيمنت على وسائل الاعلام العربية والدولية والاذرع الاعلامية التابعة لتحالف العدوان في الداخل حول سيطرة تحالف العدوان والمرتزقة على منطقة فرضة نهم واسقاط معسكر اللواء 312 المتمركز فيها.

في بوابة المعسكر احتشد الصحافيون للتصوير واجراء حوارات مع الضباط والجنود ومقاتلي اللجان الشعبية المناوبين هناك إذ لم يكن بامكان هذه القوات ان تبقى بداخل المعسكر بسبب الكثافة الشديدة في الغارات التي تشنها طائرات العدوان السعودي الاميركي على كل شبر في هذا المعسكر ومحيطه.

لدى مرورنا في الطريق إلى هذا الموقع شاهدنا الكثير من قوات الجيش واللجان الشعبية منتشرة في نقاط تفتيش ومراكز تجمع متفرقة خشية تعرضهم للغارات حيث كانت طائرات العدوان تحلق بكثافة في سماء المنطقة وتشن غاراتها بصورة عشوائية.

لدى تجوال الصحفيين في بوابة معسكر اللواء 312 شنت طائرات العدوان السعودي وفي اقل من ساعتين خمس غارات دمرت فيها جسر العصرات القريب من نقطة الحنشات والذي يربط الطريق الرئيسي بين صنعاء ومأرب والجوف.

سياسة الارض المحروقة

كل شبر في منطقة فرضة نهم بمناطقها الجبلية المترامية الممتدة بين محافظات صنعاء والجوف ومأرب يقدم اليوم دليلا دامغا على وحشية تحالف العدوان السعودي ومجازره المريعة التي لا تفرق بين المدني والعسكري وتستهدف بعشوائية الانسان والارض وكل مظاهر الحياة.

منذ اسابيع كثف تحالف العدوان السعودي الاميركي غاراته الوحشية على قرى وجبال منطقة فرضة نهم بعدما صنع لنفسه وهما كبيرا بإمكان احتلال العاصمة واقتحامها من بوابتها الشرقية.

تعجل العدوان السعودي في بث الشائعات والتقارير الكاذبة والملفقة عن تقدم مرتزقته الذي اطلوا بقرونهم مؤخرا في اطراف فرضة نهم القريبة من الجوف ومأرب وسيطرتهم على مواقع عسكرية ومناطق مترامية في هذه المنطقة.. لكن وبعد أيام من تسويق الماكنة الإعلامية لتحالف العدوان والمرتزقة بدا الواقع على الأرض مختلفا كليا.. فقوات الجيش واللجان الشعبية ترابط في مواقعها وتخوض معارك غير متكافئة مع العدو ومرتزقته بعد سلط اسراب طائراته لقصف وتدمير كل شيء متحرك في هذه المنطقة املا في تعبيد الطريق للمرتزقة.

وفقا لتأكيدات سكان ووجهاء وقادة عسكريين فقد امعن العدوان السعودي خلال الايام الأخيرة في شن غاراته الجوية على هذه المنطقة بصواريخ شديدة الانفجار وتأثيراتها بدت واضحة في المرافق العامة والمواقع العسكرية التي طالتها صواريخ العدوان في اكثر الغارات الوحشية من حيث الكثافة سجلت منذ بدء العدوان السعودي الاميركي على اليمن.

يؤكد القادة العسكريون في اللواء 312 مدرع وقادة اللجان الشعبية المرابطة في هذه المواقع ان

تحالف العدوان السعودي اعتمد منذ أيام “سياسة الارض المحروقة… فكثف غاراته على هذه المنطقة بصورة هستيرية املا في اكتمال معادلة أكاذيبه التي بلغ فيها منتهاه بمزاعم السيطرة على 70% من الاراضي اليمنية وبلوغ مرتزقته مشارف العاصمة”.

يشير هؤلاء بالمقابل إلى فرضة نهم الصامدة بأبنائها وجيشها ولجانها الشعبية كبدت العدو خسائر باهضه ليس اقلها التكاليف الكبيرة للغارات الجوية التي وصلت إلى نحو 4 غارات جوية في كل ساعة ناهيك بخسائر المرتزقة الذين جرى حشدهم في اطراف هذه المنطقة قريبا من محافظتي مأرب والجوف على مستوى الارواح أو العتاد… حتى الآن لم يحقق العدو أيا من اهدافه وما فعله هو هذا الدمار الذي استهدف المنشآت والاراضي الزراعية والمرافق والطرق والجسور.

اسناد فاشل للمرتزقة

لدى توجه الوفد الصحفي إلى مركز فرضة نهم كانت احدى غارات العدوان السعودي تسببت في إنيهار جزئي لجسر العصرات وتسببت في مقتل مدني واصابة أربعة وفي طريق العودة كانت الغارات التالية قد تسببت في انهيار كامل لهذا الجسر ما ادى إلى قطع الطريق الاسلفتية كليا.

بحلول ليل الثلاثاء كانت غارات طائرات العدوان السعودي قد ارتفعت إلى زهاء 50 غارة خلال ساعات النهار استهدفت انحاء متفرقة من منطقة الفرضة وتشببت في استشهاد ستة مدنيين على الأقل واصابة آخرين كما دمرت جسرا في الطريق الرئيسية فضلا عن تدمير سيارات ومنازل وتضرر مرافق عامة.

ويقول الضباط ومقاتلي اللجان الشعبية المرابطين في هذا الموقع أن اجمالي الغارات التي شنتها طائرات العدوان في ثلاثة ايام فقط من الأحد حتى الثلاثاء الماضي تجاوز الـــ 300 غارة.

وطبقا لمقاتلي اللجان الشعبية الذين يساندون قوات الجيش المرابطة هناك فقد حاولت طائرات العدوان السعودي بهذا القدر الهائل من الغارات اسناد فلول المرتزقة الذين يحاولون منذ ايام التقدم والسيطرة على بعض الانحاء في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية وتسجيل انتصار بعدما خسر العدوان كل أوراقه وفشل كليا في تحقيق أهدافه على الأرض لجأ إلى سياسة الارض المحروقة.

جولة عن قرب ..

فرضة نهم التي يحاول مرتزقة العدوان السعودي التقدم منها باتجاه محافظة عمران وفق اكثر التقديرات الواقعية تمتد في سلسلة جبلية واودية تتناثر فيها القرى وتبدأ من مفرق الجوف صعودا إلى منطقة مسوَرة وتضاريسها جبلية وعرة وعبر اوديتها المنبسطة تم شق طريق اسفلتي يربط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف.

في الفرضة يتمركز معسكر اللواء 312 مدرع الذي تعرض في الفترة الماضية لسلسلة من اعنف الغارات الوحشية التي دمرت مرافقه بالكامل غير أن قوات الجيش بقت حاضرة في انحاء المعسكر وتحت الصخور والاشجار متربصين بالعدو ومجهضين محاولات المرتزقة التقدم أو فرض السيطرة على أي من هذه المناطق الجبلية المترامية.

في زيارتنا للمنطقة تعرفنا على اسود صامدين بتحدي غير مبالين بطائرات العدوان السعودي التي القت مئات الصواريخ والقنابل على انحاء متفرقة في المنطقة كما قصفت بكثافة تجمعات الجيش واللجان الشعبية.

اكثر القوات المرابطة في هذه المنطقة من المنطقة واللجان الشعبية كانت اتجهت إلى مناطق الجبهات في الشمال الشرقي لفرضة نهم حيث كان دوي المدفعية والقذائف الصاروخية على اشدة وكانت الطائرات تحلق طوال ساعات النهار والليل.

وقت الظهيرة كان الجنود ومقاتلي اللجان الشعبية قد فرغوا من تناول طعام الغذاء.. كل مقاتل هنا كان يأكل بيد واليد الاخرى على الزناد فيما عينه على الجبهة.

وقت الظهيرة بدأ البعض فترة قيلولة وانتشروا في الانحاء المحيطة بمعسكر اللواء 312 على حوار الجدران والكثبان الصخرية وتحت الأشجار المتبقية وفي بوابة المعسكر، وجميعهم كانوا شبابا وكبار سن يجمعهم الامتلاء بالحماس وحب الوطن والاستعداد للتضحية حتى آخر قطر دم.

في ساعات النهار تأتي طائرات العدوان السعودي لتشن غاراتها الوحشية والعشوائية على مناطق تمركز قوات الجيش واللجان الشعبية وعلى الطرق والجسور والسيارات والشاحنات وكل شيء متحرك.. لكن الطريق الرئيسي يبقى عامرا بالحياة فالسيارت تمضى قدما إلى وجهتها نحو مفرق الجوف ـ مأرب أو نحو القرى المنتشرة في ارجاء المنطقة وضواحيها.

طائرات تحالف العدوان السعودي تشن في هذه المنطقة غاراتها على مدار الساعة والكثير من المندنبين والسيارات استهدفوا خلال الايام الماضية.

جندي شاب في بوابة معسكر اللواء 312 كان يلوح بيديه لرفاقه المقاتلين للانتشار وعدم التجمع سألناه عن السر فاجاب” علينا ان نغير اماكننا كل ساعة فهناك ا لكثير من الجواسيس الذين يعلمون لصالح مرتزقة العدوان السعودي يمدونهم بالمعلومات الميدانية لحظة بلحظة .. هؤلاء عملاء يعملون بالأجرة لاحراق بلدهم وقتل اخوانهم لكنهم رغم كثافة الغارات الجوية التي تحرق كل شبر من هذه المنطقة يعجزون عن التقدم ولايزالون هناك في اطراف فرضة نهم ” يشير بيديه إلى الانحاء الشمالية الشرقية حيث تسمع اصوات القذائف بكثافة.

اعتاد الجنود ومقاتلو اللجان الشعبية المرابطين في فرضة نهم هذه الكثافة الشديدة في الغارات.. واكثر ما يفعلونه عندما تحلق طائرات العدو في سماء المنطقة بكثافة هو الصراخ لرفاقهم المتجمعين ” تحليق .. تحليق “.

حينها كان صوت الجندي يشق دوي الطائرات الحربية فيتفرق بعض المتجمعين في مكان واحد فيما الجميع مستعدون لتلقي الغارة دون تجاوز مواقعهم المحددة بشبر واحد.

انعدام التكافؤ في المعارك الدائرة مع تفوق العدو السعودي بسلاح الجو انتج تكتيكات كثيرة لدى قوات الجيش واللجان الشعبية كانت كفيلة بأن تقلل من خطر الغارات إلى أدنى مستوى.

يقول احد الجنود المرابطين في بوابة اللواء 312 إن غارات العدوان تقصف كل يوم بعشوائية تجمعات الجيش والنقاط في الطريق الرئيسي وتستهدف الامداد وتدمر الطرق والجسور ولدى العدوان جواسيس ينقلون لهم الاخبار والاحداثيات أولا بأول.

مشروع قديم

فرض السيطرة على فرضة نهم ومحاولات مرتزقة تحالف العدوان السيطرة على مواقع الجيش واللجان الشعبية المتركزة في هذه المنطقة لم يكن سيناريو جديدا بحسب بعض ضباط هذا المعسكر الذين يشيرون إلى ان تحالف العدوان السعودي الاميركي كان له في سنوات سابقة ادوات سيطرة خفية تمثل ابرزها في الجيش السري لتنظيم الاخوان(حزب التجمع اليمني للاصلاح) الذي كان له حضور كبير في هذه المنطقة وخصوصا في مقر اللواء 312 مدرع واخرى مسمياته التضليلية التي حفظتها الذاكرة الشعبية هي ” انصار الثورة”.

في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانت تعسكر في هذا الموقع وحدات من قوات الحرس الجمهوري التي تمثل قوات النخبة في الجيش اليمني والتي اختارت القيادة العسكرية اليمنية نشرها في هذا الموقع لاسباب جغرافية وامنية وعسكرية غير أن وحدات من قوات النخبة في هذا الموقع الحيوي بالنسبة للعاصمة ازعج كثيرا اعداء اليمن الذين وضعوا تاليا هذا المعسكر في رأس قائمة قوات الجيش المستهدفة.

بعد احتجاجات العام 2011 التي اطاحت النظام السابق وبعد فراغ قوى الوصاية من تفكيك قوات الجيش وإضعاف تشكيلاته وتمزيق اوصالة ضمن خطط هيكلة الجيش التي قادها الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي خُصص هذا المعسكر لقوات محدودة كان اعلام قوى الوصاية وعملاء الداخل يطلقون عليه اسم “انصار الثورة” بزعامة القيادي في التنظيم الدولي الاخوان والذراع العسكرية للتنظيم في اليمن الجنرال علي محسن الأحمر ظل هذا الوضع ساريا إلى حين تلاشي هيمنة مراكز قوى التنظيم على هذا اللواء العسكري.

رغم كل ما حصل من تقطيع أوصال لهذا المعسكر ومحاولات اضعافه وتفكيكه بقت تشكيلات من الجيش في هذا الموقع صامدة وبعد ثورة الـ 21 من سبتمبر تخلت هذه القوة كغيرها من تشكيلات الجيش النظامي الوطني عن عصابة التنظيم الدولي للاخوان وقوى الوصاية الخارجية وانحازت إلى الثورة الشعبية ومطالب الناس وأحلامهم في التغيير.

مع انطلاق عمليات تحالف العدوان السعودي المسماة ” عاصفة الحزم” تعرض هذا المعسكر لعمليات قصف جوي كثيفة دمرت اكثر منشآته ومرافقة، في صيغة بدت جديدة للصيغة الناعمة التي كان مرتزقة وعملاء تحالف العدوان السعودي ينفذونها بأدوات سياسية ناعمة.

بعد ايام قليلة من انطلاق العمليات العسكرية للعدوان كان معسكر اللواء 312 اثرا بعد عين وكانت اسئلة كثيرة تتردد لماذا كل هذا العنف في الاستهداف ولماذا هذا الحقد في التدمير الذي لا تزال آثاره واضحة على صخور مباني المعسكر المدمرة وأشجاره وأسواره.

 

(انقر الصورة الأولى لمشاهدة الصور بدقة عالية)

اخبار 24

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للزكاة تدشن مشروع السلال الغذائية النقدية لـ 6 آلاف جريح بقيمة 150 مليون

المستقبل نت: دشنت الهيئة العامة للزكاة الخميس بصنعاء، بالتنسيق مع مؤسسة الجرحى، مشروع توزيع السلال ...